كورونا وإيران والشيعة.. لحظة وطنية صريحة…!
حبيب محمود
كان يمكن أن يتحول انكشاف سفر مواطنين سعوديين إلى إيران “خِفية”؛ إلى أزمة طائفية في بلادنا، ولكن ذلك لم يحدث. وكان بإمكان الدولة أن تكون قاسية، إلا أنها مارست اللين، كلّ اللين. وكان بيدها أن تلوّح بـ “العقاب”، بيد أنها اختارت “المغفرة”..!
إدارة هذه الأزمة بالذات؛ تُشير إلى ـ بل تؤكد ـ أننا نمرّ بلحظة وطنية صريحة كل الصراحة. لحظة فكّكتها الحكمة تفكيكاً، وحوّلت المشكلة إلى حلّ، والمعضلة إلى إنجاز، والأزمة إلى مجموعة تدابير واعية ونظيفة.
السفر إلى إيران مخالفة مُعلنة منذ 2016، والذين يذهبون إليها ـ لأي سبب ـ يتحمّلون مسؤولية المخالفة المشروحة في لائحة الجوازات. ولا أظنّ أن الدولة كانت في غفلةٍ عن مواطنيها الذين خالفوا سابقاً. إلا أنها مرّرت الأمور مراعاةً لخواطر أبنائها، خاصّة أنها تتفهّم أهداف الأكثرية منهم، وهي لا تتعدّى ممارسة شعائر خاصة بأبناء الطائفة الشيعية.
ربما لم تُحرك الأمور استناداً إلى هذا التفهم، وربما لوجود ما هو أهمّ من رغبة “شايب” في زيارة الرضا، أو عجوز في إظهار المودة في القربى.
تلك ممارسات لا تتدخل حكومة المملكة فيها، وأوجدت حلولاً وإجراءات لمن يرغب في السفر إلى العراق لهذه الأهداف، حتى في سنوات الخطر الإرهابي.
ولم تكن المملكة لتمنع مواطنيها الشيعة من الذهاب إلى إيران؛ إلا لأسباب عميقة جداً، هي أدرى بها، وبحساسيتها، وبوجود أيادٍ مندسة بين الزوار الأبرياء. مُنع السفر إلى إيران بقرارٍ سياديّ من السهل تفهمه.
ومع ذلك؛ خالف هذا القرار من خالف، فلم تُلاحق الدولة أحداً، ولم تتعقّب مسافراً عائداً إلى وطنه، ولم تُحقّق ـ على حدّ علمي ـ مع مواطنٍ خلا جوازه من ختم إيرانيّ، بعد فترة المنع.
وحين ظهرت مشكلة فيروس كورونا الجديد؛ انكشف المستور، وظهر للعلن ما لم يكن معلَناً. ولأن المعضلة ليست في مخالفة لائحة الجوازات فحسب؛ بل في الخطر الصحي الداهم؛ وجدت الحكومة نفسها أمام حرجٍ ليس هيّنا. بعض أبنائها خالفوها، وعاد بعضهم مصاباً بفيروس وبائي.
هنا؛ ظهرت اللحظة الوطنية الحكيمة.. عفوٌ استثنائيٌّ غير مسبوق، وعرضٌ كريمٌ وصل إلى حدّ تجاوز النظام لكل من يُبلغها طوعاً بشأن سفره إلى إيران.
والأهمّ من كلّ هذا؛ حصر الأمر كله بيد الدولة، وحماية مواطنيها الشيعة من المتطرفين والطائفيين ومستغلّي الأزمات.
فضلت “المغفرة” على “العقاب”، وهي قادرة، وحضنت أبناءها كأمّ، ورعتهم رعاية الأب، وشملتهم بتدابير وقائية واحترازية لائقة، وآوتهم في فنادق محترمة على نفقتها. وبذلت إمكانياتها الطبية والصحية لعلاج المصابين منهم، واحترمتهم، ولم تذكر اسم أحدٍ منهم حتى.
وهذا ما تفعله الأمّهات لأبنائها.
أحسنت أخ بوياسر وكثّر الله من أمثالك. الحمد لله على هذه النعمة العظيمة. اللهم احفظ مملكتنا الحبيبة وحكامها وشعبها من كل سوء وبلاء وأدم عليهم النعم واحمهم من الفتن.
مقال رائع وجدير الإهتمام بقراءته (فمن خشي على داره فالوطن أولى بخوفه)
احسنت
كم انت كبير ياوطن
شكراً للحكومة الرشيدة وهذا الوطن لن ولن نساوم عليه او نبيعه اللهم ابعد عنا كل بلاء وسوء وحفظ جميع المسلمين
وطني ومملكتي وافخر بها
كلام جميل من الكاتب
وأريد أن أضيف للأخ الكريم ابو ياسر الذي تفضل وقال أين دور العلماء والمثقفين للتوعية المجتمع وما شابه
اقول اخي العزيز العلماء والمثقفين بل ومن عامة الناس وايضا الأطباء في مجتمع القطيف تفضلوا جميعا بالحديث بهذا الخصوص ونصحوا وتكلموا وكل مواقع التواصل الاجتماعي تصدح بهذه الكلمات
والحمد لله وحسب الاحصائيه اليوم عدد من تقدموا للصحه لإجراء الفحوصات الوقائية وايضا من هم في إيران تقريبا عددهم ١٠٠ شخص
ونسأل الله تعالى أن يمن على الجميع بالسلامة والعافية
مقال يستحق القراءه والثناء . سلمت يداك ..وشكرا لك لاختيارك الكلمات والمفردات المناسبه للم الشمل والله لايفرق هذا الشعب الذي يتحلى بأخلاق عاليه مثل هذا الكاتب المبدع
ما قلته كلام جميل، ولكن ما يجب التشديد عليه:
أين دور علماء الطائفة من التنبيه على الناس في مناسباتهم بعدم القيام بسفر يرتب مخالفة؟
أين علماء الطائفة والمثقفين بالقيام بدور إيجابي للتنويه بسرعة التعاون والتقدم للفحص حتى لا يعم الخطر بداية من أقاربهم .
حفظ الله الوطن والمواطنين وقيادتنا الحكيمة ….
سلمت اناملك وقلمك فهاذا ليس بغريب على مملكتنا الحبيبه العربية السعوديه وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي دائماً بلدنا بلد كريم مع أبنائه في مختلف جميع أطيافه وزي ما قال فنان العرب محمد عبده?والله ما مثلك في هالدنيا بلد ودام عزك يا وطن
وطن معطاء وقادة حكماء
سلمت الانامل
دام عزك ياوطن
مقال لا يحتاج إلى تعليق فقد لامس الحقيقة بل اصاب عين الحقيقة وهذا الواجب على كل مواطن مخلص لوطنه قول الحق عند الحاجة له.
بورك قلمك
رب غفور وبلدطيب وحكومه رشيده الله يديم علينا الامن والامان في ضل حكومتنا اعزهاالله
بارك الله فيك مقال روعه
مقال فوق الرائع احسنت
الحمد لله على نعمة الامن والامان
ووفق الله ولاة امرنا
لكن ابي اعرف متى تنزل فاتورة الكهرباء
ومتى ترتفع اسهم ارامكو
ترى دخنا
ههههه
شطحه ???
نعم الرأي وكثر الله من أمثالك ما أحوجنا للحمة الوطنية وشكرا لحكومتنا لحبها على لأبنائها
بالنسبه لمقالك في غاية الموضوعيه والروعه شكرا لك عزيزي
الحمدالله ماقصرت دولتنا الحبيبه حفطها الله وحماها من كل مكروه ومعتدي والله يحفظ،لنا ولاة امرنا والشعب وجميع المسلمين من كل مكروه والحافظ،الله
بلدة طيبة ورب غفور
شكراا لله لانك منحتنا ولاة أمر قلوبهم واياديهم بيضاء رحماء
نعم لقد أبدعت وخير ماكتبت أناملك المباركة وهذا ديدن المواطنين الخلص من أمثالكم التي لا تتصيد في الماء العكر وقد عبرت بمقالك عما هو لدى السواد الغالب من مواطني الطائفة الشيعية سواء لدى قيادتها الرشيدة أو هدفها من زيارة إيران وهو العتبات المقدسة…فهم يمجدون أئمتهم ويتقربون إلى الله تعالى بحبهم إنطلالقا من قوله تعال (قل لا أسألكم عليه أجر إلا المودة في القربى)
وليس بغريب على الدولة أن تتجاوز عن كل من خالف منع السفر للدول المحظورة؛ من أجل الأهداف السامية وهو الحفاظ على مواطنيها وإن تجاوز البعض منهم لائحة المنع .
شكرا بحجم الوطنية التي نزفتها حبا هنا
مقال في غاية الروعة والموضوعية