موتى الجارودية ينتظرون ميزانية بلدية القطيف المقبرة القديمة امتلأت بموتاها.. والجديدة مسوّرة منذ سنوات
الجارودية: فاطمة المحسن
مازالت مقبرة الجارودية الجديدة، تنتظر التخصيص المالي اللازم لإنهاء أعمال البنية التحتية اللازمة، وتؤهلها لاستقبال الموتى، خاصة أن المقبرة القديمة امتلأت بموتاها، ولم يعد فيها مكان لاحتضان المزيد منهم.
وترجع أزمة المقبرة الجديدة للجارودية إلى العام 1434هـ، حين خصصت بلدية محافظة القطيف أرضاً لها، وبعد عامين تم تسوير الأرض، ومنذ ذلك التاريخ ومطالب الأهالي وجمعية الجارودية مستمرة لإنهاء بقية الإجراءات الرسمية، التي تساهم في إنهاء مشروع المقبرة، ولكن مازال الوضع كما هو عليه، خاصة بعد إعلان بلدية القطيف ـ صراحة ـ أن التخصيص المالي هو العائق الوحيد أمام إتمام مشروع المقبرة.
حفر القبور
ويقول علي محمد السادة من لجنة متابعة المشاريع المعتمدة من جمعية الجارودية، إنه بالرغم من وجود مقبرة قديمة للجارودية، إلا أن مشاركة حلة محيش بدفن موتاها فيها، وازدياد عدد السكان، قلص وجود أي مساحات جديدة داخلها لحفر القبور”. وأكد على أن الشرع لا يُجيز نبش القبور لإعادة استخدامها، وهو ما يحتم وجود مقبرة جديدة”. وقال: “بعد مطالب الأهالي بتوفير مقبرة جديدة، تم تخصيص الأرض عام 1434، وبعد عامين، أي في عام 1436هـ تم تسويرها”.
المقبرة القديمة ضاقت على القبور
مخاطبة الجهات
ويكشف السادة عن طبيعة الجهود التي تزامنت مع مطالب الجمعية بمقبرة جديدة “بداية خاطبنا البلدية بتخصيص موقع معين، وكان العائق قرب الموقع الجديد من بئر نفط ضمن محجوزات شركة أرامكو السعودية، وقد رُفض الطلب من قبل وزارة البترول، وبعدها خاطبنا وزارة البترول لفك حجزها من قبل ديوان مجلس الوزراء، وقد صدرت المواقفة، وبعد المتابعة صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة، وتخصيص قطعة الأرض كمقبرة لأهالي الجارودية”.
ويتابع السادة: “تم اعتماد ميزانية خاصة لاستكمال مرافق المقبرة الجديدة. وبدأ العمل في المقبرة، إلا أن المقاول توقف عن العمل، ما أدى إلى تأخر إنجاز المشروع في وقته المحدد، ولا يزال التنسيق مع بلدية القطيف جارياً لإنجاز المشروع”.
مساحة المقبرة
وتبلغ مساحة المقبرة ربع مليون متر مربع. ويرى السادة أنها “تحتاج الكثير من الموارد المالية وتعاون القطاع الخاص والأهالي لتسريع ردم المنطقة المسورة، التي يصل عمق بعض أماكنها الى ٧ أمتار تحت سطح الأرض”.
وأضاف السادة “أثمر اجتهاد لجنة متابعة المشاريع في الجمعية، في التواصل مع العديد من الجهات المتطوعة للمساهمة في ردم مساحات واسعة، وتبقت أعمال تسوية الارض لاستكمال البنية التحتية للمقبرة، إلى جانب استكمال تشطيب المغتسل والمصلى وتركيب الأبواب والنوافذ، إلى جانب تركيب البوابات الرئيسة للاستفادة من المشروع”.ودعا السادة المسؤولين إلى “الوقوف على موقع المقبرة الجديدة، والعمل، لإنجاز المشروع في أسرع وقت ممكن”.
6 أمتار
وقال رئيس جمعية الجارودية وعضو مجموعة دار السلام لإكرام الموتى حسن المدن إن “المقبرة الحالية ذات مساحة صغيرة، ولذلك قد نضطر في أحيان كثيرة إلى دفن الموتى على قبور مازالت “غير دارسة” تماماً”.
وأضاف “العوائق التي تحول دون البدء في عمل المقبرة الجديدة تتلخص في عدم اكتمال تركيب البوابات وتجهيز المغتسلات من قبل مقاول المشروع، ومن الصعب استعمال المقبرة قبل تجهيز هذه الأشياء، علماً بأن خدمة الماء والكهرباء موصلتان لها”.
وأضاف “بلدية محافظة القطيف تسعى جاهدة لتسليم المشروع لمقاول يتولى عملية ردم الأراضي كاملة حيث ان الارض مازالت عميقة، وقد يصل عمق بعض مواقعها الى ٦ أمتار”.
البلدية توضح
ومن جهة مقابلة مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية محافظة القطيف عبد الله آل ضيف إنه “تم رفع طلب تخصيص مبالغ مالية لمشاريع مقابر في محافظة القطيف، من تسوير وإنشاء مغتسل وأعمال تسوية”. وأضاف: “لا يوجد عائق لتأخر البدء في عمل مقبرة الجارودية الجديدة، سوى تخصيص مبلغ مالي، وهو الذي لم يتحقق حتى الآن، وفي حال توفر الإمكانيات المادية سيتم إنجاز المشروع”.
المقبرة الجديدة مسوّرة.. ومهمَلة