طائفي واحد مقابل 34 مليون وطني

حبيب محمود

مثل كثيرين غيري؛ حملتُ الموضوع على محمل الحنَق والغضب. صوتٌ شاذٌّ في نبرته وفي محتواه؛ يصف مواطنين من القطيف بـ “ــلاب”، و “عيال ــلب”، و “ملاعين”، على خلفية ما يجري في شأن كورونا. مثل غيري غضبتُ، ولسوف أعذُر من يغضب، أيضاً..!

لكنّ غضبي هذا مُحاطٌ ببهجة أكرم وأفضل، فهناك 34 مليون وطنيٍّ في وطني مقابل هذا الصوت الطائفيّ. ما شهدناه، في أيام قليلة، يزوّدنا ويُزوّدُ أجيالاً قادمة بمصدّات صلبة ضدّ مثل هذه الأصوات.

في أيامٍ قليلة انتفض الوطن عن بكرة أبيه تعاطفاً معنا في القطيف، على الرغم من حسّاسية الأزمة، وتشابك خيوطها، واتساع تداعياتها.

أزمة كورونا جدّدت ما ليس جديداً في حياتنا، وظهر ـ مجدداً ـ رقيّ الدولة في حمل مسؤولياتها إزاء مواطنيها، وحشد برامجها ووزاراتها وأجهزتها ليعبُر الوطن، كله، جسر المحنة العالمية الطارئة. اتخذت قراراتٍ لا تدخل إلا في دائرة الاستثناء الخاص جداً، احتراماً لحقوق مواطنين خالفوا بعض أنظمتها.

وبموازاة ذلك؛ حُمِل اسم “القطيف” على صدور المواطنين في سيل أحاديثهم وتغريداتهم ومنشوراتهم. قرأنا الوطن في كلّ حرفٍ طار منهم في فضاء الحب والمودة. لمسنا الصدق في كلّ كلمةِ معروف كُتبت، وصافحنا كلّ صوتٍ منهمْ بنبض قلوبنا..

وطننا معنا، قيادتنا معنا، شركاؤنا في الوطن معنا.. من الذي ليس معنا..؟

نعم؛ نفص صوتٌ هنا، وآخر هنا، عبر فضاء “تويتر”، وأمثاله من مواقع التواصل. ولكن؛ كم عدد الأصوات النافصة في بحر الأصوات التي أخجلتنا بمودّتها..؟ كم نقطة سوداءَ في كلّ هذا البياض الذي ملأ سماء وطننا وسط هذه المحنة..؟!

الرسالة الصوتية التي استفزّتني واستفزّت كثيرين غيري؛ ليست شيئاً يُبالي به مواطنٌ محترَم. دعوه؛ إذا وصلكم فلا يصل إلى غيركم.. لا تنشروه، فهو ليس إلا صوتاً طائفياً واحداً؛ مقابل 34 مليون مواطن شريف، ومقيم محترم.

 

اقرأ أيضاً

“القطيف بخير”.. والسعوديون يردون في ترند وطني واسع: “#القطيف_في_قلوبنا”

‫6 تعليقات

  1. اشكركم جميعاً ع روحكم الطيبة .. فعلاً الازمة هذه بينة الوحدة الوطنية للجميع .. شكراً قيادتنا الحكيمة شكراً وطني شكراً ابناء وطني جميعاً ..
    اخوكم هاشم العلوي من القطيف .

  2. صحيح هم قله الشواذ ولكن لم يكن شخص واحد فقط فهناك عدد منهم بثوا سمومهم الطائفة وعلى قنوات رسمية

  3. رد الاستاذ سعيد رد جزل لم بترك للساني ان بنطق حرفا بعده فاللحمة الوطنية يا اخوان هي بر الامان لعبور الازمات

  4. الحمد لله على نعمة الاسلام ونعمة الأمن والأمان تحت راية التوحيد وجمع شمل وحدة الوطن حفظ الله هذا الوطن من كيد الاعداء والحساد والاوغاد من يتربصون الفتنة في المجتمع الواحد …. ولكن عتبي على الجهات المسؤولة يجب محاسبة أي شخص كان يخالف الأنظمة في البلاد ،،،، وايضا من يفرق ويتهجم وينعت بالفاظ حقد على منطقة بأكملها بالفاظ ليست مسموح بها والدولة لاتسمح بذلك حيث أن جميع المواطنين ابنائها والابن ممكن يخطأ ولكن خطاه في حق نفسه ولكن شخص يتهجم ويقذف منطقة وطائفة كاملة فهذا يجب محاسبته وايقافه عند حده فالدولة تبني وهؤلاء يهدمون والطائفية اللعينة.. حفظ الله بلادنا من كل سوء تحت راية التوحيد …..

  5. شكرا لك استاذ حبيب نعم اصوات التعاطف والتكاتف غطت على اي صوت آخر، ولقد استمعت لذلك الصوت بعد أن قرأت أضعافه من العبارات الوطنية والودية ، حمى الله وطننا من كل مكروه .

  6. بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة على سيد المرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين .
    وبعد ،،

    اوافقك الراي اخي حبيب ، صوت نشاز لايعبر الا عن نفس مريضة
    اؤكد لك حتى هذا الصوت النشاز ينم عن جهل عن القطيف
    وعن الشيعة بشكل عام فالمرء عدو مايجهل .
    ما اثار اسمئزازي بعض ممن ظهروا بالقنوات الفضائية .
    رمي التهم جزافا على الشيعة بالعمالة من قبل بعض الاعلاميين
    غير مقبول .
    من اخطا وتجاوز الانظمة الدولة هي المنوط بها تطبيق النظام
    وكذلك رمي التهم جزافا (العمالة) والازدراء لابد له من عقاب

    الشيعة تزور الائمة المعصومين في ايران ، وهذا معتقدهم منذوا
    الازل وهو عمل مستحب ، اختلفت او اتفقت معهم ، لن يغير من
    اعتقادهم شيئا .

    ختاما
    ان كان الشيعي يعبد شجرة او يعبد بقرة حاشاه الله ، فلن يحاسبك
    الله بفعله .
    دعني ارى دينك في اخلاقك ،

    حفظ الله وطننا من كل سوء

    تحيتي للجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×