كورونا المستحدث.. التفاعل المناعي يختلف بين شخص وآخر
الدكتور ريان المصلي
الحدث الجديد الشاغل للعالم بجميع أطيافه المجتمعية والسياسية والاقتصادية، فيروس كورونا وهو أحد الفيروسات التي تصيب الإنسان وبعض الحيوانات كذلك، سمي كورونا (Corona) نسبة إلى (Crown) شكله الشبيه بالتاج وأضيف الرقم ١٩ للتسمية لاكتشافه بالعام ٢٠١٩ حيث يسمى الآن كوفد١٩ (COVID19). طول الجينوم ٢٧-٣٢ كيلو بايت.
يتكاثر في السايتوبلازم من خلايا المصاب بطريقة سريعة ويكثف الباحثون عملهم في هذه النقطة لإنتاج لقاح وعلاج مضاد له، ينشط هذا النوع من الفيروسات عادةً في الشتاء وقد تحصل حالات عدوى في أي وقت من السنة كما ثبت سابقاً للفيروسات من نفس المجموعة بالدراسات والتقارير، وينتشر كما تنتشر فيروسات الجهاز التنفسي (العلوي والسفلي) عن طريق استنشاق الرذاذ من افرازات الجهاز التنفسي للمصاب أثناء العطاس والسعال أو حتى الكلام من قريب مع المصاب، لمس الأسطح المفيرسه ووضع اليد على الوجه قد يعرض الشخص للإصابة، كما وجد بأن مثل هذا الفيروس قد يكون فعال ومعدي لو بقى على أسطح ناشفة لمدة أيام إن لم تطهر.
المصاب قد يعدي الآخرين ولو لم يكن لديه أعراض لاختلاف التفاعل المناعي من شخص لآخر، والطريقة الدقيقة للعدوى غير معروفة بشكل كامل. أولى الحالات شخصت في مدينة أوهان بالصين، ويوجد ارتباط بين المصابين وسوق مأكولات بحرية به حيوانات حية احتك بها العاملون هناك والزائرون، بعد ذلك انتشر من شخص مصاب لآخر سليم وهكذا بسرعة فائقة ووصل لكثير من الدول بسبب قدرته الكبيرة في العدوى.
الأعراض:
تظهر عادة خلال ٤-٥ أيام من التعرض للفيروس وقد تظهر خلال أسبوعين. وهي: حرارة، تعب، كحة جافة والبعض قد يكون لديه بلغم، فقدان للشهية، آلام عامة بالجسم والعضلات، صعوبة في التنفس. القليل قد يكون لديهم احتقان بالحلق وزكام، بعض الأعراض كاللوعة والإسهال لوحظت لكنها ليست شائعة. حدة المرض تتراوح من التهاب رئوي بسيط (نسبة ٨٠٪ تقريباً من المصابين) إلى التهاب رئوي حاد قد يستدعي التنويم بالعناية المركزة (نسبة ٥٪)، ونسبة الوفاة بناءً على التقارير ٢,٣ بالمئة. المتوسط العمري للإصابة سن الخمسين. تقريباً نصف المصابين لم تظهر عليهم أعراض لحين التشخيص.
التحاليل المخبرية والأشعة:
قد ترتفع خلايا الدم البيضاء أو تنخفض عن المعدل الطبيعي مع تواجد زيادة في الخلايا اللمفاوية. الأشعة السينية تبين علامات التهاب رئوي فيروسي. والأشعة المقطعية قد تظهر علامات الالتهاب الرئوي كما هي ردة فعل الرئة للعوامل الخارجية (GGOs).
الفحص الدقيق (RT-PCR) بمسحة من الجهاز التنفسي العلوي أو عينة من الجهاز التنفسي السفلي يعمل للحالات المشتبه بها بسبب الأعراض أو من المخالطين للمصابين أو القادمين من مناطق يكثر بها المرض أو في الحالات المشتبه بها ممن لديهم التهاب رئوي حاد.
العلاج:
يكون العلاج بالإجراءات العامة من الراحة والمغذيات وخافض الحرارة مثلاً. الأوكسجين قد يستخدم في حالات خاصة حسب حدة المرض. لحد الآن لا يوجد مضاد محدد مثبت علمياً يقضي على الفيروس، وإنما هناك دراسات في المختبرات على أدوية مثل (Resdesivir, Lopinavir-Ritonavir) لكن لا توجد توصية علمية مبنية على براهين قوية لهذا الوقت على هذه الأدوية ومدى فاعليتها.
الوقاية:
وذلك بغسل اليدين جيداً أو بتعقيمها، تغطية الفم أثناء السعال والعطاس بمنديل أو بالذراع، تفادي لمس الوجه إن أمكن أثناء التواجد في الأماكن العامة، البعد عن الزحام وعن الأشخاص المصابين بالرشح وأعراض الفيروسات. تطهير الأسطح بالمعقم المحتوي على نسبة أكثر من ٦٠٪ من الكحول كفيل بالقضاء على الفيروس في أقل من دقيقة، حصر الحالات المصابة والمشتبه بها بالعزل الصحي.
علينا باتباع التوجيهات العامة وتحمل المسئولية لحماية أنفسنا والآخرين من الإصابة بالمرض أبعده الله عن الجميع، وهنا أحببت أن أوجه كلمة لأصحاب الشأن للتمكين بإنشاء مراكز أبحاث وتقويتها ودعمها لعمل أجهزة طبية للمساهمة في علاج الأمراض وإنتاج محلي للأدوية ونتجه نحو الاكتفاء الذاتي لمثل هكذا أمور، تفعيل التعليم عن بعد والذي يعد أحد الوسائل التعليمية المتطورة. إنشاء العيادة الإلكترونية التي تمكّن المرضى من المراجعة عن بعد بالنسبة للحالات الغير طارئة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشافي المرضى ويبعد هذا الداء إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خير خلقه النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين.
*المصادر:
- Centers for Disease Control and Prevention. 2019 Novel coronavirus, Wuhan, China. Information for Healthcare Professionals. February 14, 2020.
- Gilead Sciences Statement on the Company’s Ongoing Response to the 2019 Novel Coronavirus (2019-nCoV) on February 02, 2020.
- Lancet. 2020;395(10223):514. Epub 2020 Jan 24.
- Clinical Characteristics of 138 Hospitalized Patients With 2019 Novel Coronavirus-Infected Pneumonia in Wuhan, China. JAMA. 2020