أبطال الصحة.. ننتقدكم؛ نعم.. ولكن في الشدّة أنتم فخرنا وسندنا
حبيب محمود
نعم؛ في الشدّات يظهر الأبطال. ولطالما كشفت الأوقات العصيبة عن معادنهم الثمينة. عن جوهر ما هم عليه.
إنهم الأبطال في مستشفى القطيف المركزي، وزملاؤهم في المراكز الصحية، وزملاؤهم في مستشفيات المنطقة الشرقية، وزملاؤهم في قطاعات وزارة الصحة.
الأبطال الذين يعمل أكثرهم ـ على الأقل ـ 12 ساعة متواصلة بلا توقف، صامدين في مواجهة الأحداث والتفاصيل والمخاوف والقلق..!
جنودٌ مجنّدة لحماية الناس من المرض أولاً، ومن الذعر ثانياً، ومن ارتباك الإجراءات ثالثاً.. وهناك رابعاً وخامساً وسادساً؛ إلى آخر ما تحمله الأرقام من أدلة على الإيمان العميق بالمواطنة وبالمهنة.
أطبّاء، فنيون، ممرضون، صيادلة، إداريون، عمّال.. سلاسل عمل متواصلة متضامنة على أن تسهر وتتعب وتواجه، نيابة عن المجتمع.
ومن خلفهم سلاسل متسلسلة من الأجهزة والكوادر المدنية والأمنية؛ شغلها الشاغل هو أن يتعبوا ليرتاح الآخرون، ويعملوا لتستمرّ الحياة طبيعية في كل مكان من المحافظة.
إنها الشدّة التي أظهرت الحقيقة كما هي في هذه الأجهزة الناشطة، المضحية، المتفانية. إنه العمل الذي لا يهدأ، في ميكنة بشرية هائلة، تلتقي فيها جهود الموظف المدني بجهود الموظف العسكري، وصولاً إلى الهدف الأسمى في المواطنة والإنسانية والمهنة.
نعم، ننتقدكم في الحياة اليومية المعتادة، لأن دورنا هو أن نحمل أصوات الناس إليكم، كما نحمل أصواتكم إلى الناس. ولكن في الشدّة أنتم سندنا وفخرنا.. أنتم نحن، في الشدة والرخاء. فشكراً لكم.