[شعر] سعيد الجشي: سيرة موت دخيل

 
للأرض بوصلتانِ في رئتيْ
لذنبٍ شاعرٍ و صبيةٍ غسلت عقيقتها
بفاصلةٍ تُواري سوأةً للضوءِ في جسد بديل
متأرجحٌ
كان الضجيجُ براءة للكرْم
حين أضعت أنفاساً
تظن خلاصها خمرَ الوقوف وكانت الدنيا تميلْ
الوقت يزرعُ صوتَهُ
المبتورَ
يقطفُ من دلاء الصمتِ
طبعَ رمادهِ المُبتلّ في نزق الفتيل
حرْثُ الحواسِ
ترابُ صمتي فارغٌ
و العزلةُ الفلاح تسكن في دميْ
مرّت عليهِ فكرةُ للقحطِ
فارتعش الشهيق المرُّ
يدفن بين أنفاس الخلاص عروقَهُ
و يعصر الإيحاء صدرا من نخيل
كم أجّل المسكُ
ارتداء سكونه المندس في أنثى السنابل
ثم فتش في جيوب العُرْيِ
عن غنج ثقيل!
مذ جرّ في المرآةِ خطوته اليتمةَ
راح يحملُ ذنب كل مسافة سارت إليه
و كلما قلب الرمال
عليه ينطفئ السبيلْ
و الدرب قام…
برأسه تزن الظنون البرد
يشعر بالحصى رجفت
إذا اشتدّ المسيرُ بهِ
تنحّى نحو هامش معطفٍ
وغبارُه ارتعد اصفراراً باهتًا
فخلعتُ أكتافي ليلبسها
ويشرب سمرتي نوما إذا
سعل الرحيل
متوكئ
أرخى تضاريسا على عنقي
رفعت زلاله فبكى
وبان الضعف من أقصى النخيلِ
يدور في سعفاتها خوف عليلْ
كم خيبةٍ للماءِ
كم أرضٍ تمشط جرحها
و تشد في خطواتها
ما يدعيه مجازها
و كأنها خيلٌ
إذا تعبت من الأصوات
يسكنها الصهيل
حرب الكناية
أسدلت أوزارها خطأ
و ما تعبت جنود الملح من تكرار
ثرثرة الصحارىْ
عندما أنكرت ظلي
و استفاق بجانبي ظل قتيل
نفض الثواني
هاج في تابوته العدمي
يقرع عزلة عمياء
تسكن عنده
فكأنه عدم تآكل حين أشرع نفسه باب لوحدته
وكان صراخه عبثا
يردده الصدى موتا دخيل
وقوافلٌ حلّت ظفائرها
وزاد بركبها وتر فقير للبقاء
ولم يبع وجعا و يأخذ من جيوب الرقص وحشته
فقد أبقى على لحن قليل
هل كان يسكن في عروق الغيم
حلْم؟
كلما امتدت أصابعه العجاف
تساقطت في القعر أسماء
و ثغر من دم يوحى
و ذئب مسند
و مسيرة القمح الكذوب
إذا تهيأ للرياح
أباح خذلان الحصيل
جف الصواع
رغيف شيبي متعب التأويل
مذ عبروا علي
رأوا معاول خيبتي تكتظ شهوتها
لحفر قيامة أخرى
إلى الذنب الجميل

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×