في حجر الكوليرا.. رجل من “نشامى” عنك أنقذ سيدة من القطيف في أزمة ولادة "كورونا" ليس أول زائر غير مرغوب فيه بالمحافظة
القطيف: صُبرة
لم يكن الحجر الصحي الذي يعيشه أهالي محافظة القطيف بسبب فيروس كورونا المستجد هذه الأيام، هو الأول من نوعه، فقد شهدت المحافظة ظروفاً صحية استثنائية، مُنع فيها التجول بسبب انتشار عدد من الأوبئة، على رأسها الكوليرا الذي تفشى في القطيف أكثر من مرة؛ الأولى كانت عام 1188هـ، والثانية عام 1309هـ، والثالثة عام 1316هـ، والرابعة عام 1329، والمرة الأخيرة كانت عام 1390هـ، وبجانب الكوليرا، كانت هناك أوبئة أخرى داهمت القطيف، مثل الطاعون والجدري والحصبة.
وتروي لـ”صُبرة” زهراء أحمد المسجن ( ٦٥عاماً) قصة أول ولادة لها، وكيف خرجت من محافظة القطيف وقت المنع، للوصول إلى مستشفى الدمام المركزي. وتقول: “في البداية كنتُ مضطرة للولادة هناك، رغم الظروف الصحية التي كانت تعيشها القطيف آنذاك، وكان عمري وقتها أقل من 17 عاماً في” .
شهر رجب
وتتابع “ولدت ابني حسين في شهر رجب عام 1389م، في عملية قيصرية، وبقيت 40 يوماً أتعالج عن إثر هذه العملية، وبعدها أصبحت أتردد على المستشفى للمتابعة خشية حدوث مضاعفات، في هذه الأثناء حملت في ابنتي الثانية، واستمريت على متابعة الحمل في مستشفى الدمام المركزي لدى طبيبة تدعى طاهرة، وفي بداية شهر رجب من عام 1390، وعند بداية دخولي الشهر الثامن من الحمل، بدأ وباء الكوليرا في الإنتشار، وبدأ منع التجول على الجميع تقريباً”.
وتضيف “أتذكر بداية من 9 رجب في هذا العام، أصيب الناس بالإسهال، وبعضهم بالقيء لمدة شهر كامل، وقررت أن أعزل نفسي في المنزل خوفاً من العدوى، إلى أن دخلت الشهر التاسع من الحمل، وما إن بدت عليّ أعراض الولادة، إلا وقد حذرتني الدكتورة طاهرة من الولادة في المنزل أو مستشفى القطيف، وطلبت مني أن أجد طريقة للولادة عندها في مستشفى الدمام المركزي”.
طريق سيهات
وتُكمل المسجن قصة الخروج من القطيف “ولكن كيف ألد في مستشفى الدمام، ونحن نعيش منع التجول في القطيف؟ وأهلي وزوجي كانوا خائفين عليَّ”. وتستطرد “كان الله معي، فقد هيأ لي رجلاً من أهل عنك الكرام، استطاع وبطريقته الحصول على تصريح لي، وإخراجي من القطيف عن طريق سيهات، ومن سيهات تم نقلي إلى مستشفى الدمام المركزي، ترافقني سيدتان من كبار السن في الحي الذي أسكنه، إحداهما “أم سيد مصطفى”، والأخرى فاطمة بنت الفارس، فلهما الفضل بعد الله في سلامتي بمرافقتي ومتابعة حالتي إلى أن وصلت إلى المستشفى، وتركاني هناك بلا زوج ولا أهل”. وتقول: “أتذكر أنني دخلت المستشفى يوم 9 شعبان من العام 1390هـ عند الساعة 9:30 صباحاً، وكانت ولادتي طبيعية في مغرب اليوم نفسه”.
حدود القطيف
وتواصل المسجن سرد الحكاية “بعد الولادة بثلاثة أيام، وبعد أن اطمأنت الطبيبة على صحتي، أذنت لي بالخروج، ولكن كيف أخرج وزوجي غير موجود، ولم يُبلغ عن ولادتي، ولم يستخرج شهادة ميلاد للمولودة؟ فهو لا يستطيع مغادرة القطيف بسبب منع التجول الذي كانت تعيشه المحافظة، فوكل الأمر إلى رجل من أهل القطيف، يعمل في مستشفى الدمام المركزي، ليقوم باستخراج شهادة الميلاد، وهو من أطلق اسم “ليلى” على المولودة، كما أصدر ورقة الخروج من المستشفى لي، وخرجنا من مستشفى الدمام والشوارع شبه خالية من الناس، والدنيا مخيفة بسبب منع التجوال، وأوصلني هذا الرجل إلى حدود القطيف غرباً، وهناك سلمني إلى زوجي” .
وتتابع المسجن “رغم انتشار الكوليرا، إلا أن الناس كانوا يأتون لزيارتي والإطمئنان عليّ، وقديماً كانت الزيارة تقتصر على الجيران والأصدقاء في الأحياء المجاورة، واستمرت زيارة الجيران لي 40 يوماً رغم الكوليرا، ورغم ذلك كنا نشعر في أمان، وانتهت الكوليرا في منتصف شهر رمضان من العام نفسه (1390هـ) ولم نكن نعيش الخوف الذي نراه الآن بسبب كورونا المستجد”.
تلك كانت قصة والدة الزميلة ليلى العوامي، التي وُلدت في ظرف حجر صحي قديم في القطيف.. وهذه صورها طفلة:
?دائما العظماء والشخصيات المؤثرة في المجتمع يولدون في ظروف خاصة ??لله درك يا ليلي العوامي .
اختك /عبير اليامي ?
وصورتها كبيرة وينهي؟
انا مشبه عليها