يوم الشعر العالمي.. لم يمر من هنا

ياسر آل غريب

 

في كل عام نلتف عند يوم الحادي والعشرين من شهر مارس؛ لنحتفل بالشعر أولا وبكينونتنا ثانيا، نأتي لنشكر هذا الفن الذي طالما احتوى أرواحنا وأعاد صياغتنا بتشكيلنا من طينة الرؤيا، وأعطانا نظارة كونية لنبصر أبعد مما نرى.

هذه المرة لم يأت يوم الشعر العالمي من حولنا؛ لأن نفوسنا غير مهيأة لاستهلاله واستقباله، ولأننا لا نستطيع التفكير خارج جائحة (الكورونا)؛ فضلّت هذه الذكرى الطريق إلينا، وظلت بعيدا عنا.

منذ الإعلان عن الحجر الصحي تغير نمط حياتنا، اختلطت أوقات صحونا ونومنا، أصبح لدينا وقت آخر لم نعرفه من قبل لكنه ليس لنا تماما!! إنه لهذا الوباء الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، لدينا وقت، لكنه يستنزف بأحاديث الهلع والإشاعات وإحصائيات الموتى والمتعافين، وفي خضم ذلك كله ينكشف مدى الوعي عند الناس في مسألة الحذر من هذا الفايروس فتظهر الحكمة قبالة السذاجة والحقيقة ضد الخرافة والمسؤولية مقابل اللامبالاة.

كاللاعبين الذين ينتظرون ملاعبهم وجماهيرهم، كذلك الشعراء يتوقون إلى منصاتهم وغواتهم، إن الحياة التي تخلو من المناشط الثقافية رتيبة جدا تشبه الحياة البدائية البسيطة.

بهذه الظروف الطارئة أتذكر كيف كنا نحتفل في الأعوام السابقة بيوم الشعر دون أية منغصات، كنا نستشعر الألفة بين وجوه المحتفلين بأطيافهم المختلفة، وسط أجواء ربيعية يصاحبها إيقاع المطر غالبا.

مهما توارى الشعر بعيدا عن أنظارنا سيطل يوما من مطلع القصيدة حاملا أحلامنا المؤجلة. كل عام والشعر يؤنسن وحشة الأيام ويفتح لنا نوافذ الحب والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×