الكورونا تحت السيطرة عقاقيرولوجي (6)
رضا عبدالله
ملكي تحت المجهر، رحالة متجول لا يعرف الاستقرار و هيبته عابرة للقارات؛ أنه فيروس كورونا.
لا يكاد يهدأ منذ انتقاله من الصين إلى الدول الأخرى، وعدد الحالات في ازدياد.
فهل الوضع خطير جدا؟
قبل الإجابة على السؤال دعونا نتعرف على فيروس كورونا.
عائلة فيروس الكورونا تضم حاولي 50 توليفة جينية، من ضمنها الفيروس المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (SARS) في 2003، وفيروس متلازمة الشرق الأوسط (MERS) الذي ظهر في 2012 و فيروس كورونا الحالي والذي ظهر في نهاية عام 2019 والذي سمي علميا ب (SARS-CoV-2) وسمي المرض اختصاراً (COVID-19).
سمي الفيروس بكورونا نسبة إلى شكله الشبيه بالتاج – إذ أن كلمة كرون (crown) تعني بالعربية تاج – كما يظهر تحت المايكروغراف الإلكتروني (Electron Micrographs).
المثير أن فيروس كورونا يعتبر كائن بدائي – بدائي لا نعني أنه قديم بل بمعنى بسيط في التركيب – كالكثير من الفيروسات فهي تتكاثر بنسخ الRNA وليس الDNA كبعض الفيروسات الأخرى و البكتيريا والكائنات عديدة الخلايا.
عدد الحالات:
عالمياً الحالات في ازدياد, حسب خارطة جونز هوبكنز (Johns Hopkins) بتاريخ 21 مارس وصل عدد الحالات المؤكدة إلى (275,434) حالة.
عدد الوفيات (11,399) حالة وفاة.
عدد المتعافين (88,256) حالة.
ما يهمنا هنا في عقاقيرولوجي هو الأدوية المستخدمة في علاج المرضى المصابين ب(COVID-19)
حالياً وحتى تاريخ كتابة هذا المقال (21 مارس/2020) لم يتم انتاج لقاح خاص بالمرض، أما بخصوص مضادات الفيروسات (Antivirus) فلم يحدد أحدهم بعينه كعلاج معتمد لـ (COVID-19)، بل يتم تجربة عدة مضادات ومقارنة فعاليتها.
هذه بعض الأدوية التي تمت تجربتها أظهرت فعاليتها العلاجية لـ (COVID-19)
1- كلوروكوين (Chloroquine):
الكلوروكوين يعتبر الخيار الأول للوقاية وعلاج مرض الملاريا. إلا أن تم ملاحظة أن له تأثير مضاد لفيروسات، وأثبت فعاليته ضد الSARS ، أما بخصوص كورونا الجديد (COVID-19) فقد أثبت فعاليته أيضا.
في تجربة أجريت في جمهورية الصين على 100 مصاب بالفيروس، كان نتيجتها انخفاض ملحوظ في درجة حرارة المصابين وتحسن حالة الرئتين لديهم، وكذلك احتاجوا فترة زمنية أقل من غيرهم في مرحلة التعافي.
يعطى 500 ملغم مرتين يوميا لمدة 10 أيام
ما يميز الكلوروكوين أنه آمن لجميع المراحل العمرية ويمكن استخدامه أثناء الحمل إضافة إلى سعره الرخيص نسبياً.
الجدير بالذكر أنه تم إجراء على الأقل عشر تجارب سريرية للتأكد من فعاليته.
2- هايدروكسي كلوروكوين (Hydroxychloroquine)
علاج أخر للملاريا أثبت فعاليته أيضا ضد (COVID-19)، ويعتبر أكثر فعالية من الكلوروكوين، يعطى جرعة ابتدائية 400 ملغم مرتين، ثم 200 ملغم مرتين لمدة 4 ايام.
3- ريمديسيفير (Remdesivir)
مضاد للفيروسات، تم تجربته على الحيوانات المصابة بMERS وSARS و أعطى نتائجه، ويعتقد أنه أيضا فعال مع (COVID-19) لأنه ينتمي إلى نفس العائلة الفيروسية.
حاليا يتم دراسته في عدة تجارب سريرية مختلفة وبانتظار النتائج، يعطى 200 ملغم في اليوم الأول كجرعة واحدة, ثم 100 ملغم مرة يومياً ولمدة تتراوح من خمسة إلى عشرة أيام.
4- لوبينافير مع ريتونافير (Lopinavir/Ritonavir)
هذان الدواءان يستخدمان لعلاج نقص المناعة المكتسبة (HIV)، تم تجربته لعدة حالات (COVID-19) وأثبت فعاليته.
يعطى المصابين 400/100 ملغم مرتين يومياً لمدة أسبوعين.
5- مضادات الاتهاب (NSAIDs)
في بداية الأمر خاصة بعد تغريدة وزير الصحة الفرنسية وليفر فيران (Oliver Veran) كان ينصح بعدم استخدام مضادات الاتهاب والاكتفاء باستخدام الباراسيتامول (paracetamol). بني هذا التصريح بعد ملاحظة بعض الحالات المصابة ب(COVID-19) تم إعطائها ايبوبروفين (Ibuprofen) وساءت الحالات سوء.
إلا انه مع تراكم المعلومات صرحت منظمة الصحة العالمية في موقعها الرسمي على توتير أنه لا مانع من استخدام الايبوبروفين في تخفيف اعراض (COVID-19) ، وكذلك أشارت وكالة الأدوية الأوربية (the European Medicines Agency (EMA)) إلى نفس الموضوع.
ولا ننسى أن نقدم كلمة الشكر للجهود التي تبذلها وزارة الصحة من قيادات وكوادر صحية وإدارية، فهم خط الهجوم والدفاع الأول، وكذلك كل الجهات المشاركة في الحد من انتشار العدوى.
ونشكر المجتمع المتفهم الواعي الذي التزم بالتوصيات الوقائية وبالعزل المنزلي، فهو مشارك أيضا في مواجة فيروس كورونا، وهو من يحدد جواب السؤال في أول المقال، فبتعاونه والتزامه بالتوجيهات الوقائية سوف يمر الوباء كمر السحاب وكأنه لم يكن .
وكما يقال في الأثر :
(درهم وقاية خير من قنطار علاج)