أنا وضيفتي الجديدة

بلقيس السادة

 

حلّت علينا ضيفة جديدة.. الكل استاء منها، لما لها من تخبط عشوائي غير مرئي ولا مسموع، وقلبت كياننا رأسًا على عقب، بدأت بعيدًا ثم تدرجت رويدًا رويدا حتى وصلت قاعنا، الكل كان متأهبًا مستعدًا لطرد هذه الضيفة الخبيثة، التي اقلقت الصغير والكبير، والطفل والعجوز، تم إغلاق المدارس والجامعات، والأعمال، وبات الجميع حبيس الدار متأففاً متململًا، خاضعًا، مجبرًا أخاك لا بطل..!!!

بدأ الطفل يسأل عن سبب إِغلاق مدرسته؟؟، بدأت الفتاة في الدعاء لإنهاء عامها الجامعي على خير، بدأ الشاب في وظيفته الجديدة نشطًا مستمتعًا لأخذ الراتب الأول فرحًا به، بدأ تأخير الاحتفالات بالزواج، والمناسبات الدينية، ووو..،

شُلت الحركة، توقفت عقارب الساعة عن الدوران والتقدم في الإسبوع الأول من الاستضافة، وفُرض الحجر على كل كائن حي بوقت وزمن معلوم، كأننا في حرب خفية مع هذه الجارة الخبيثة..

“برغم خطورة الوضع واِستشعاره، لكن بدأنا نشعر بالحميمية العائلية، وبإبراز المواهب، واِشغال الوقت بالمفيد والممتع والممل، وبالرضا بالبلاء والإيمان بالقضاء”!!!

كانت لها أجهزة الدولة بالمرصاد شُحذت لها الهمم، والطب، والعلم، لمحاربتها، بالعلم تارة، وبالتشجيع، وببيان خطورة هذه الضيفة الجارة المقيتة في الإعلام وأجهزة التواصل الاجتماعي والافتراضي..

لنتهيأ جميعًا لطردها باتباع التعليمات الصحية الواردة من مصدرها الصحيح، باتباع قوانين الدولة، وأن خليك بالبيت لمصلحتي ومصلحتك ومصلحة الجميع.

لقد تأخرت في الكتابة عنها لأني أراها جارة ضيفة ثقيلة مكروهة لدينا مؤقتة بإذنه تعالى.

فيا رب مُدّنا بلطفك في مساعدتنا على اِخراجها وتقليصها، واحمي كوادرنا الصحية والوطنية الأبطال المجاهدين من الكبير إلى الصغير، وأشرق القوة والفرح على بلادنا وجميع بلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×