حياتي بكم أحلى
جاسم عساكر
حياتي بكمْ أحلى، وأنتمْ بها معي
وهل يزهرُ البستانُ من غيرِ منبعِ؟!
فما لي نديمٌ غيرَ قلبٍ مشرّع
على باحةِ الذكرى، وبابٍ مشمّعِ
وحلمٍ أناغيهِ بمهدِ انتظاركمْ
وتوقٍ للقياكمْ، بشايٍ منعنعِ
دَعَتْكُم هُنا الأعماقُ، دعوةَ والهٍ
إذا حالتِ الأيامُ دونَ التجمُّعِ
سيأتي غداً، فجرُ البشاراتِ زاهياً
أديرُ بهِ الأفراحَ، من فوقِ إصبعي
فإن لم تسَعْكُم أضلُعي يا أحبتي
تيقّنتُ أنَّ الوقتَ زوّرَ أضلُعي
ولم تفرضِ الأشواقُ (حظرَ تجوّلٍ)
على قلبِ مشتاقٍ ولوعٍ مولّعِ
تمرُّونَ أسراباً من الغيمِ ناصعاً
ولا غيمةٌ في الأفقِ منكمْ بأنصعِ
فأرعى اشتعالَ الشوقِ جمراً على فمي
إلى قُبلةٍ، كالشهدِ، تكتبُ مصرعي
تروّعُني الأيّامُ نبضاً، كأنّما
حرامٌ، عليّ النبضُ، غيرَ مروّعِ
فآوي إلى ظلّ القصيدةِ، علّني
إذا جزتُ مقطعاً، أراكم بمقطعِ
فيا كوكبَ الإسعادِ في ظلمتي انبلجْ
ويا نجمةَ الأحلامِ في أفقيَ، اسطعي
تتوقُ هُنا روحي إلى حضنِ لحظةٍ
أُلاقي بها طبْعي، وأنسى تطبُّعي
مصابٌ أنا بالحبّ حتّى صبابتي
وأنتم لُقاحي، حينَ أعيا ولا أعي
أعانقكمْ من خلفِ شُبّاك لهفتي
وتسألُني عنكمْ، إذا عدتُ أذرعي
وأخشى بأن أبكي فأذرفَ مهجتي
فتهوونَ من عيني على سيلِ أدمعي
إذا اندلقتْ في وحشةِ الليلِ بسمةٌ
أمامي منَ الأطيافِ، غادرتُ مضجعي
وحيّيتُ من لاحتْ بعيني طيوفُه
وما غابَ عنّي، رغمَ سدٍّ ممنّعِ
وقد صدّني عن مطلعِ الفجرِ أنّكم
سطعتُم بعيني، مطلعاً تلوَ مطلعِ
إذا قلتُ يا أحبابَ قلبي تورّدتْ
شفاهي، وعادَ اللحنُ يملأُ مسمعي
فصافحتكمْ من خلفِ أستارِ ظلمةٍ
وأسقطتُ عن وجه الدُّجى ألفَ برقعِ