أغنية البياض
إلى النحل المجاهد في خلية الصحة، منظومة عامة من أجل صناعة عسل الشفاء وإعلان هزيمة القاتل المسعور (كورونا).
هيَ هكذَا تجني الأمانَ، الدَّارُ
من حولها، أيدي الرجاءِ، تدارُ
حفّتْ بها مُهَجُ الذين تآزروا
يحمونَها، وكأنّهمْ أسوارُ
هبطُوا منَ الفردوسِ واقتحمُوا اللظى
تحلو لهمْ في أمننا، الأخطارُ
زحفتْ بهم للتضحياتِ، طباعُهم
وعلى الطِّباعِ، تقدّم الإيثارُ
إذ جسَّدوا (لونَ البياضِ) كثوبهمْ
نُصعاً، تتوقُ للثْمِهِ الأقمارُ
لمساتُهمْ رقّتْ كلمسةِ ريشةٍ
رقّتْ بها، للعازفِ الأوتارُ
فإذا الحياةُ تجرّدتْ، أعضاؤُها
فهمُ على جسدِ الحياةِ دِثارُ
قدْ أدركُوا سرَّ الوفاءِ لأرضهمْ
ولمثلِ هذا، تُدركُ الأسرارُ
رصدوا النسائم في مهبِّ جهاتِها
ليلاً، ليسلَمَ منفذٌ ومطارُ
إنْ كانَ حاصرَنا العدوُّ ضراوةً
فهمُ على هذا العدوّ، حصارُ
قد رمَّمُوا أحلامَنا لم يتركوا
حلماً على أشلائهِ، ينهارُ
حملُوا البلادَ على أكفِّ ودادهمْ
وتطلّعوا نحو الصباحِ، وطارُوا
يتسابقونَ فوارساً صحّيةً
وسوى الشهامةِ، ما لهم مضمارُ
فضميرهمْ قد أسرجوهُ بمصحفٍ
تزهو به في الظلمةِ الأنوارُ
وفؤادهمْ قد أبدلوهُ بمسجدٍ
فاحتْ به من طهرهِ الأذكارُ
يا أيُّها النحلُ المجاهدُ، هائماً
حنّتْ لكمْ في حقلِها الأزهارُ
فلتصنعوا عسلَ السلامةِ صافياً
فيهِ الشفاءُ، وما به أضرارُ
عنْ أيِّ مكرمةٍ لكمْ أشدُو بِها
نغَمَاً، وأيَّ صفاتِكم أختارُ؟!
ماذَا يُذيعُ الوردُ منْ ألطافكمْ
لمَّا تحدِّثُ عنكمُ الأخبارُ!!
فبكم يعودُ إلى النجومِ، بريقُها
وبكم تعودُ لشدوها، الأطيارُ