كورونا في القطيف..  أوقف المناسبات.. فتحوّل الناس إلى هندسة التقنية والاتصال مؤسسات المحافظة مستمرة في مواصلة نشاطها.. الكترونياً

القطيف : ليلى العوامي

عندما لجأت مؤسسات المجتمع داخل محافظة القطيف، إلى وسائل الاتصال الحديثة، لتنفيذ أنشطتها وبرامجها في ظل “احترازات كورونا”، من عزل صحي، ومنع تجول، لم تكن تعلم أن هذا التحول “الإجباري”، سيحمل لها ولمتابعيها بعض الإيجابيات التي لم تخطر لهم على بال.

وحرصت المؤسسات على مختلف تخصصاتها (الخيرية والتوعوية والتثقيفية) على مواصلة نشاطها المعتاد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الاتصال المرئي والكتابي، لتفاجأ بعض المؤسسات أن عدد متابعيها تضاعف عدة مرات على مستوى المملكة والعالم، ولاحظت مؤسسات أخرى أن اهتمام المتابعين وتفاعلهم مع ما تقدمه بلغ ذروته “الكترونياً”، مقارنة بآلية الحضور وجهاً لوجه.. وتبقى أكبر الإيجابيات التي حصدها أفراد المجتمع، إزالة الجهل في التعامل مع برامج التقنية والاتصال، واكتساب الخبرات الكافية في تحميل هذه البرامج على أجهزتهم الذكية، وتشغليها بمهارة تزداد يوماً بعد آخر.

البث المباشر

في البداية، قال المشرف على منتدى الثلاثاء الثقافي المهندس جعفر الشايب: “اللقاءات الاسبوعية بحضور الضيوف والمحاضر إلى مقر المنتدى متوقفة، وتم استبدالها بالبث المباشر عبر الإنترنت، وتركزت الموضوعات في البداية حول فيروس كورونا، ووسائل الحماية الصحية منه، وتطرقنا إلى الصحة النفسية للمجتمع في ظل هذه الظروف”.

وأكد الشايب على “مواصلة المنتدى اللقاءات والحوارات الثقافية في مجالات مختلفة”. وأشاد بالتقنية التي “وفرت وسهلت للجميع الكثير من الأمور، في تعزيز التواصل بين المحاضرين والمتابعين” بحسب قوله، كما أشاد بتنوع الحضور الذي لم يقتصر على محافظة القطيف، وإنما من مختلف مناطق المملكة والعالم. وقال: “مع هذه الآلية الجديدة، العدد في ازدياد مستمر”.

اجتماعات رقمية

وقالت مديرة نمو الأندية لمنطقة 23 للتوستماسترز حليمة آل درويش “هناك أنشطة وفعاليات اجتماعية وثقافية توقفت في ظل كورونا، وهذه الأنشطة تمثل أهمية قصوى للمجتمع القطيفي”. وتابعت “منذ اللحظات الأولى لتوقف جميع الأنشطة، وحتى قبل قرار منع التجول، التزمنا بإيقاف لقاءات أندية التوستماسترز بشكل حضوري، لكننا واصلنا اللقاءات عن بُعد، وأحرزنا تقدماً وذلك من خلال استخدام المنصات الاجتماعية الرقمية، لعقد اللقاءات وتنفيذ الورش التدريبية. وقالت آل درويش: “أستطيع التأكيد على أن أزمة كورونا جعلتنا أمام تحديات عدة، ومنها كيف تقنع الأعضاء بتجديد عضوياتهم في ظل غياب اللقاءات الحضورية، وكذلك عدم معرفة البعض بالتعامل الجيد مع وسائل التقنية، وهذه بعض الأمثلة التي جعلتنا نتجه لأفكار إبداعية، وحلول خلاقة لمعالجة تداعيات كورونا”.

وأضافت “هذه الحلول لم نكن لنلتفت إليها، لولا هذه الأزمة، ولكنها أثبتت بأنها حلول ناجحة وجاذبة، ساعدتنا في عقد اللقاءات والتدريبات والورش وإقامة بعض الفعاليات الثقافية والترفيهية ومشاركة الجهات المختلفة، بتعزيز التوعية لمواجهة كورونا، وكذلك تعزيز التواصل الإنساني بين الأعضاء والأندية والقادة وجاءت النتائج رائعة، ليس بالتجديد فقط للعضويات، وإنما بانضمام أعضاء جدد إلينا”.

 صحة الجميع

وأكد نائب رئيس جمعية البر الخيرية في سنابس حسين أبو سرير أن العمل جارٍ لإيجاد أفضل الطرق البديلة لضمان استمرار برامج الجمعية وأنشطتها عبر التقنية الحديثة. وقال لـ”صُبرة”: “مركز التنمية الأسرية بسنابس، والتابع للجمعية أخذ على عاتقه تثقيف المجتمع في كثير من العادات السلوكية والاجتماعية بشتى الطرق، مستغلاً المواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، لبث رسالته التوعوية إلى أكبر عدد من المواطنين والمقيمين، وهدفه الأساسي المحافظة على صحة الجميع”.

عقد اللقاءات

 إلى ذلك، أوضح المدير التنفيذي لبرنامج  “مستقبلي” منصور الزاير أن شهر مارس هو شهر التخطيط والإستعداد ومن الملاحظ أن أعضاء البرنامج استثمروا فرصة الحجر الصحي المنزلي، في زيادة الجرعات التنظيمية التي انتجت مجموعة من الأنشطة الداخلية المحفزة للكوادر والسفراء، وآخرها للمستفيدين من قبل فريق فاب لاب مستقبلي، وذلك عبر استخدام برامج الاتصال الجماعية والاجتماعات المرئية لعقد اللقاءات والاجتماعات.

خطوة صائبة

ومن جانبها، أوضحت نائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية العطاء النسائية الأهلية سوسن المرزوق أن “الجمعية خطت خطوة صائبة ومهمة، تصب في مصلحة المجتمع، حينما قررت تأجيل فعالية حملة التبرع بالدم التي خططت لتنفيذها، بالتعاون مع بنك الدم في مستشفى القطيف المركزي لفئة السيدات، لنشر ثقافة العطاء بين هذه الفئة، ورفد مستشفى القطيف المركزي بعدد من وحدات الدم، وكان الحماس واضحاً من قِبل العضوات وسيدات المجتمع لهذه الفعالية، وتم التنسيق مع مكتبة القطيف العامة لاستضافتها، حيث كانت ستضم الكثير من النشاطات التي لها علاقة بصحة المرأة بشكل خاص”.

وعن البدائل لإقامة الفعاليات المؤجلة، قالت المرزوق: “فيما يخص هذه الفعالية، نحن كجمعية قررنا تنفيذها عند الانتهاء من هذه الأزمة إن شاء الله، والجمعية ما زالت تتابع وتُسيّر جميع أعمالها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية، كما تم عقد عدد من الاجتماعات الافتراضية لضمان سير العمل على أكمل وجه”.

 

التواصل الإلكتروني

وعن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، قال مدير مركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لجميعة تاروت الخيرية شفيق آل سيف: “نحن مهتمون بالأيام العالمية التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الفترة الماضية، مرت علينا فعاليتان؛ وهما اليوم العالمي لمتلازمة داون، واليوم العالمي لاضطراب التوحد، وكانت البدائل لدينا، تفعيل التواصل الالكتروني”.

 

الحلول الأسرية

ولم يجد مركز البيت السعيد بصفوى، صعوبة في استبدال اللقاءات المباشرة، بلقاءات افتراضية على شبكة الانترنت. وقال رئيس المركز الشيخ صالح آل ابراهيم إن “أنشطة المركز وفعالياته التوعوية والتثقيفية لم تتوقف نهائياً خلال فترة الحجر الصحي المنزلي”. وتابع “بعضها توقف، وبعضها الآخر مازال مستمراً، وبعض الأنشطة الأخرى لجأنا فيها إلى بدائل تقنية لتقديمها، على سبيل المثال الاستشارات الزوجية والأسرية التي لم تتوقف، بل على العكس من ذلك، زادت وتضاعف عددها خلال هذه الفترة، وخصوصاً عبر الاتصال الهاتفي ورسائل الواتساب”.

وتابع “الدورات والمحاضرات داخل المركز  وخارجه توقفت، لكننا لجأنا إلى تقديمها عبر طريقة البث المباشر ومن المحاضرات التي تم بثها، محاضرة لناصر الراشد بعنوان “العائد الإيجابي للأزمات على الأسرة”، ومحاضرة أخرى للشيخ صالح آل ابراهيم بعنوان “تعزيز الروابط الأسرية في ظل الحجر المنزلي”.

وبالنسبة للاصدرات، فقد تم إعداد وتجهيز كتابين للطباعة؛ الأول بعنوان “الاعتبارات النمائية في علاج إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم” للدكتور رضي المبيوق، والثاني تحت عنوان “لا ناعمة” للشيخ محمد العليوات، كما أننا بصدد عمل استبيان إلكتروني حول الروابط الأسرية في فترة الحجر المنزلي، هذا إلى جانب قيامنا بنشر مطويات تثقيفية أسرية متنوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الترابط المجتمعي

وقال مشرف ملتقى التطوير الاجتماعي بسيهات تقي اليوسف: “الملتقى يعنى بإقامة برامج ودورات ولقاءات تطويرية في الموارد البشرية بشكل خيري، إضافة الى تبني بعض المبادرات التي تسعى إلى الترابط المجتمعي واستقطاب الطاقات التطوعية، لتقدم ما لديها من خير من خلال تلك المبادرات”.

وتابع: “شعارنا ورسالتنا “نلتقي لنرتقي”، وهذا الشعار يعكس التوجه وطريقة العمل، بأن الإلتقاء في حد ذاته، يتقدم بنا نحو الأفضل، ووباء كورونا يقف حائلاً بيننا وبين لقاء الناس”. وأضاف “رسالتنا هي أن نلتقي ونحقق الارتقاء المأمول، لذا وجب علينا التفكير فيما يعيننا على إيصال رسالتنا”.

وعن البدائل، قال اليوسف: “هي كثيرة، منها البدء بعمل تسجيلات للأدعية، ونشرها على تطبيق الواتس آب، وتقديم برنامج يومي توعوي اجتماعي صحي اخباري توجيهي نقدي، ولاستثمار وقت الحجر الصحي المنزلي، أنشأنا قناة “الملتقى” على تطبيق الانستغرام @multaqasaihat، هذه القناة تمكنا من استضافة المشاركين مباشرة، واستضافة مدربي موارد بشرية وناشطين من أفراد المجتمع، ذكوراً واناث لنقدم شيئاً من الاخبار الموثوقة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×