مِيزانُ الصّبَّة، ومِرانُ الحَجْلَة في فُلكِ نوح
أمجد المحسن
ضَاقت الأرضُ، وما لي غيرُ دُوزانِ مِزاجي مذهَبُ
كلُّ طوفانٍ هو الفيصلُ ما قبلُ وما بعدُ،
ولا حيلةَ إلا الَّلعِبُ!
تلعبُ الصّبَّةَ؟،
فالعبْها،
فإنَّ الصَّبَّةَ البحثُ عن الميزانِ في الطوفانِ،
إذ كلُّ صراطٍ مُستقيمٍ يُنقِذُ الخائفَ مِما لا يُرى،
وتَوازي مُستقيمٍ هو مطلوبي إذا عزَّ ببحرٍ مطلَبُ
أنتَ في الّلعبةِ تقفو قِطَّةَ الحَدْسِ،
ولا ينجو مُقيمٌ في تقصِّيها وينجو العابِرُ المُغتَرِبُ
صَيْقَلُ الدّهشةِ،
تجديدٌ لماءِ العَيْنِ هذا المقطعُ المُنتَخَبُ.
تِسْعُ آياتٍ عدا الطوفانِ، واللهُ حكيمٌ وعليمٌ،
ولهُ في كلِّ شيءٍ سَبَبُ
فار تنُّورُ امتحاناتِ يدِ الربِّ،
أما مِنْ فُلْكِ نوحٍ نتداعى فيهِ؟،
لا عاصِمَ إلا خالقُ الكوكبِ والنّاسِ،
وما للنّاسِ حتى الآن.. حتى الآن إلا كَوكَبُ
كُلُّنا في حقِّ هذا الكوكبِ المذكورِ عاصٍ مُذنِبُ
عندها نوديَ: هذا فُلكُ نوحٍ،
فهلمُّوا أيّها العاصونَ والفانون للفُلكِ اركبوا…
فُلكُ نوحٍ،
ما الذي يفعلُهُ أهلوهُ حتى يهدأَ الطوفانُ؟،
صَمتٌ، وصلاةٌ، تسْلِيَاتٌ،
أنتَ في فُلْكِ النبيِّينَ، لماذا الخوفُ؟،
في فُلكِ النبيين السماويِّ، فأنَّى تذهَبُ؟
أنتَ ألقيتَ على الربّانِ مسؤوليةَ الفُلْكِ،
وما دُمتَ مع اللهِ فأنَّى تُغْلَبُ؟
ليسَ للرّاكِبِ في الفُلكِ سِوى عُروتِه الوثقى مع الربّانِ،
عندي:
جسدي، أرضِي
خيالي، فَرَسِي
وهوى قلبي سريري،
إنَّ قلبي قُلَّبُ!
ساعةٌ للربِّ،
أخرى لي ..،
وأخرى لنديمي،
والثلاثُ الأمنياتُ احتزْتُهنَّ:
البحرُ، ما لا ينتهي، والكتُبُ.
كيفَ لي وزنُ الثَّلاثاتِ على الفُلْكِ،
أنا المُضطرُّ، يا ربِّي، وهذا المُزبدُ المُضْطرِبُ!
تِسْعُ آياتٍ عدا الطوفانِ،
لا حيلةَ إلا الَّلعِبُ.
ما الّلعِبُ؟
إنَّهُ المُختارُ في داخلِ ما ليسَ اختياراً..
أيُّها الملاحُ،
لا عُزْلةَ في العُزْلة..
والوقتُ طويلٌ خارجَ اللذّةِ، يا هذا ابْتكرْ إدمانَكَ الخاصَّ ليمضِي الوقتُ،
واللذّاتُ أن لا ترتوي من عشقها تلكَ القُلوبُ القِرَبُ!
كلُّ وقتٍ في زمانِ الفُلكِ محسوبٌ ولا يُحتسَبُ!
تِسعُ آياتٍ لموسى،
زائداتٍ
..
أولاً .. طوفانَ نوحٍ،
ثانياً.. عُطْلاً بمخيالِكَ،
إنْ مادَ بِكَ الفُلْكُ فما دونَكَ إلا لُعبةُ الحَجْلةِ يا طِفْلِي
الذي كُنتُ، وما الحَجلةُ إلا أن تُطيعَ الطائرَ المخفيَّ
في جِنْحَيْكَ، مادَ الفُلْكُ فاحجِلْ إنْ أطَقْتَ…
الفُلْكُ ما لا يستوي إلا على سرِّ جناحِ الطيرِ،
نُطَّ، اقفِزْ … توازَنْ،
إنَّ دُوزانَ مزاجٍ في زمانِ التسعِ آيات لأمرٌ عَجَبُ!
فأعدْ برمجةَ اليومِ،
ومن ربُّكَ؟
صلِّ الآن للربِّ،
ومن ربُّكَ؟
إنَّ الربَّ ما يكفيكَ في الطوفانِ،
تنأى،
وهو من مربوبه يقتربُ!