حوراء آل فردان.. طبيبة متطوعة.. يدٌ في “غدانسك” البولندية وأخرى في القطيف السعودية تترقب العودة إلى الوطن حاملة معها أفكاراً جديدة
صفوى: بيان آل دخيل
بقائمة طويلة من الأنشطة والبرامج الإلكترونية المفيدة لها وللمجتمع الذي تعيش فيه، تشغل المبتعثة السعودية في بولندا، حوراء آل فردان وقت الحجر الصحي المنزلي بطريقة مدروسة، تجلب لها الفائدة كطالبة طب بشري، عليها أن تطور ذاتها وإمكاناتها بصفة مستمرة.
حوراء، وهي من جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، لم تنس وطنها والمنطقة التي نشأت فيها، ومن هنا قررت أن تخصص بعض الوقت في تقديم فعاليات إيجابية تستهدف بها أبناء الوطن. وقبل أن تنهي حوراء ساعات يومها، لا تنسى أن تستمع إلى دعوات أمها في محادثة هاتفية معها، اعتادت عليها قبل أن تخلد للنوم، استعداداً لاستقبال يوم جديد حافل بالعطاء.
المنظمات المحلية
حوراء المبتعثة منذ 8 أعوام للدراسة في جامعة “غدانسك الطبية”، تنتظر عودتها إلى المملكة قريباً، حاملة شهادتها والعديد من الأفكار، لتفيد بها الوطن. وتقول: “من خلال مسيرتي الدراسية في أوروبا، رأيت كثيراً من النماذج الرائعة والحلول لتسهيل حياة البشر، وتطوعت في كثير من المنظمات المحلية والعالمية، لذا أجد أن لدي حصيلة جيدة من الأفكار، وأطمح في تطبيق بعضها في وطني والمساهمة في تطويره وبنائه، وأن أكون عنصراً يدعم رؤية 2030”.
أنشطة وفعاليات
وتتنوع الأنشطة التي تقوم بها حوراء أثناء الحجر المنزلي، بين متابعة دروس الجامعة عن بُعد والمذاكرة، مع ممارسة أنشطة لتطوير الذات في محاولة لاستغلال الوقت فيما هو مفيد.
ولا تنسى حوراء أن تقوم بعمل جدول يومي بالمهام التي تنوي القيام بها، خاصة أنها عضو في نادي توستماسترز للخطابة والقيادة في بولندا، وتقوم بدور رئيس في النادي. وكما تقدم حوراء خُطباً عن بُعد في أندية بولندا، فهي تقدم الخطب نفسها في نادي “سبيك أب” في القطيف، حيث قدمت فيه خطبتين خلال الشهر الجاري.
وباعتبارها عضواً مؤسساً في نادي “ساحة القراء الثقافي النسائي” بالقطيف منذ خمسة أعوام، تقوم حوراء بأنشطة مهمة فيه. وتقول: “أصبح النادي جزءاً من نشاطي اليومي، كالأكل والشرب”. تتولى حوراء تنظيم فعاليات لعضوات النادي عن طريق برنامج “زووم”، وكانت آخر تلك الفعاليات، فعالية باسم “مقهى سقراط”، ناقشت فيه أسئلة فلسفية من واقع الحياة، كما قامت بتقديم فقرة على “سناب” النادي، تحدثت فيها عن كتاب قرأته مؤخراً وهو “لتلتهم هذا الضفدع”.
هاكاثون كورونا
وكانت حوراء قد شاركت في مسابقة “هاكاثون كورونا السعودية”، وتأهلت فكرتها مع 99 فكرة أخرى، ضمن ألفي فكرة إلى النهائيات. تقول حوراء: “لم تفز الفكرة، ولكنها كانت محاولة لتقديم حلول لخدمة الوطن عن بُعد”.
لحوراء متجر إلكتروني لبيع منتجات العناية بالبشرة والجسم، مستوردة من البلد الذي تقيم فيه، وتستغرق في متابعة هذا المتجر وقتاً طويلاً من يومها.
الدورات المجانية
وسجلت حوراء في عدة دورات – عن بُعد – لتطوير معلوماتها الطبية وكذلك المهارات الشخصية، مثل القيادة والتسويق الإلكتروني. وتقول: “خلال هذه الإجازة، قمت بعمل مدونة بها 100 كورس وموقع أونلاين، يقدم عدداً من الدورات المجانية لينتفع بها غيري”.
وسجلت حوراء مؤخراً في مسابقة “هوماثون”، لدول الشرق الأوسط، وهو تحدٍ عن بُعد، لإيجاد حلول للمشكلات التي خلقها فيروس كورونا المستجد على مستوى الأفراد والمجتمعات والاقتصاد والأداء الحكومي في العالم العربي.
وصفات طعام
ولا تتجاهل حوراء نصيب المطبخ من برنامجها اليومي. وتقول: “استمتع في المطبخ بتجربة وصفات طعام جديدة كل مرة”. وتتابع “يضاف إلى ذلك ممارسة الرياضة، والحديث مع الصديقات والأهل ومع والدتي التي لا يكتمل يومي إلا عند سماع صوتها وسماع دعواتها لي بالتوفيق والصحة وتحقيق الإنجازات”.
وتحرص حوراء على متابعة أخبار “كورونا” ومستجداته في بولندا وفي المملكة. وتقول: عن الأزمة: “الحمدلله أن وزارة الخارجية فتحت المجال لكل من يرغب في العودة للمملكة بالتسجيل عبر رابط إلكتروني، وهذا الأمر بث في نفوسنا الكثير من الطمأنينة والراحة، لأننا قريباً سنكون في وطننا وبين أهلنا ومجتمعنا”.
وترى حوراء أن وضع كورونا في بولندا “مُسيطر عليه”، رغم تجاوز عدد الحالات المصابة هناك حاجز الـ7 آلاف. وتقول: “يعتبر ذلك رقماً صغيراً مقارنة بأغلب دول أوروبا التي تحيط ببولندا التي من المفترض أن تكون مطورة ولديها إمكانات أكثر”.
شعب ذكي
وعن البولنديين، تقول حوراء: “هم مكافحون وأذكياء جداً، يحاولون حالياً بكل جدية عمل الأبحاث واكتشاف لقاحات واكتشاف علاج مناسب لفيروس كورونا”، مضيفة “لديهم تنظيم جميل حتى في المستشفيات، مثلاً أي شخص جديد يأتي إلى المستشفى، يتم الكشف عليه وهو في سيارته، وتظهر نتيجة الكشف خلال أربع دقائق”.
وبحسب ما شاهدته، ترى حوراء أن شعب بولندا يتبع الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، وأغلب الناس لا تخرج إلا للضرورة، وبالتالي خلت الشوارع تماماً من البشر”.
الزملاء والزميلات
وعن علاقتها مع الزملاء والزميلات في الجامعة، تقول حوراء: “علاقتي بهم جميلة جداً، لأنها مبنية على الاحترام والاستفادة من خبرات واختلاف الآخر”، مضيفة “إحدى صديقاتي المقربات جداً من الجنسية السويسرية، والأخرى بولندية”. وتضيف: “جمعنا الطب وخدمة البشرية، فهذا تخصص إنساني يختلف عن كل التخصصات الأخرى”.