القاضي
بلقيس السادة
لماذا لا تجري الحياة كما نبتغي؟؟ كلما كثُرت النعّم زاد الجشع النفسي والروحي، والحسد، والتباغض، والمقارنة، والظلم، والسرقة !!
نُوجد في الحياة بدون اختيار إلا من موجد رب الكون وإرادته، حتى أسماءنا ليس لنا اختيار فيها.. هكذا هي الحياة!!
إلى مرحلة ورود الوعي بالعقل فينا يكون الاختيار مساحة متروكة لنا من خالقنا، بها نُثاب وبها نُعاقب..
قد تكون بعض خياراتنا سيئة، وقد يكون التوفيق حليف مسيرتنا وقد يكون العكس، “إلا خيار مظالم العباد صعبٌ حسابها”..
مرحلة اليأس التي تصيبنا جراء أي حدثٍ ما، داخلي أو خارجي تتراكب فيها الصور والتحاليل، كلٌ حسب مدى رؤيته ومعتقداته وإيمانه..
السؤال؛ لماذا نربط أي مشكلة أو حدث أو خلل في الحياة العادية بالفكر الديني اعتقادًا وارتباطًا؟؟
شاهدتُ المعادلة من خلال فكري العقائدي كما نصت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)..
لا أحب هذه المرحلة -مرحلة اليأس والضعف- وأنا استرسل في كتابتها لتشابه الأيام والأقدار وسوء الأحداث!!!
كأننا نغض الطرف عما حبانا خالقنا الكريم من النعّم والهدوء والسكينة والآمان..
إنها هواجس الشيطان تدور مثل الرحى عندما نترك له مجال للعبث في مراكز العقل والقلب، ليستولي على النفس كلما رأى منفسًا للولوج..
لنواجه خطواته بتقيده خارج محيطنا النفسي والروحي بتكبيله بالتقرب إلى الله عزوجل وفهم معطيات رسائله..
لن نترك له ثغرة لينفذ منها بل علينا سدها بكل ما أُوتينا من قوة ورباط وتسديد..
في استطاعة رسول خليفة الله على الأرض، الإنسان، أن يعمرها بالجمال والمحبة والإِخاء والطهارة، عندما يخرج من دائرة الأنا والغرور والطمع، وعدم لبس الحق بالباطل والمداهنة لذلك. واستغلال الظروف والوقت، تنفس وأترك الآخرين يتنفسون، ومع ذلك هناك بعضٌ من الأفراد يستوطّن الشيطان داخلهم حتى تشعر بأنهم الشيطان نفسه، إلا من رحم ربي.
ومن له قضيةٌ في الأرض ولم ينصفه أحد ما، ليسجل قضيته عند محكمة رب السماء فهناك تحقيق العدالة.