رقية آل سيف.. قصة شفاء ثاني يافعة سعودية من فيروس كورونا المصابة رقم 35 في القطيف.. والمتعافية رقم 24 في تفاصيل 27 يوماً

القطيف: ليلى العوامي

المُصابة رقم 35 في القطيف، والمتعافية رقم 24.. وثاني يافعة سعودية أصيبت بفيروس كورونا الجديد “كوفيد 19″، بعد مخالطتها أحد أقاربها. احتاج شفاؤها إلى 27 يوماً، أمضتها كلها في مستشفى القطيف المركزي. من 16 مارس إلى 12 أبريل. وهي اليوم واحدة من أصل 172 متعافياً من محافظة القطيف.

14 سنة

رقية رضا آل سيف، ابنة الـ 14 ربيعاً، طالبة المتوسطة الثامنة في القطيف. قصتها بدأت بمخالطة أحد أقاربها المصابين، لتذهب هي وعائلتها وصهرهم وعاملتهم المنزلية إلى مركز صحي “دارين”، حيثُ تؤخذ العيّنات. وبعد تكرار أخذ عينات منها، تمّ إخبارها بأنها مصابة في 16 مارس، وتمّ الإعلان عبر وزارة الصحة عن إصابة 5 سعوديين في المحافظة، وكانت ووالدتها ضمنهم. جاءت الإصابة من شقيقها الذي خالط صديقاً له مصاباً.

مصدومة

تقول “كنت مصدومة قليلاً.. وخائفة من الإصابة.. بكيت بسبب خوفي من المستقبل المجهول.. أخذني والدي إلى مستشفى القطيف المركزي.. وكان يحاول أن يلطف لي الجو طوال الطريق.. كنت أستجيب تارة فأضحك وأحزن تارة أخرى.. لم أكن أعلم ماذا سينتظرني بالداخل مجهول بالنسبة لي”.

“حين وصلنا لمستشفى القطيف المركزي كانوا ودودين معي ومبتسمين.. سألتني ممرضة الاستقبال عن معلوماتي كاملة.. ثم جاءت ممرضة أخرى وأخذتني إلى غرفتي.. أمي طبعاً كانت معي.. وهذا الشيء زرع في نفس الأمان فهي كانت مصابة أيضاً..

في تلك الغرفة سيدة من العوامية وأخرى من القطيف، وأنا وأمي.. كنا نتناول أشهى الأطعمة ثلاث وجبات في اليوم”.

10 مرات

تقول رقية إنها خضعت للفحص أكثر من 10 مرّات.. وقد أقامت في المستشفى المركزي 10 أيام متتالية، تلتها 16 يوماً في فندق.

وتضيف “في المستشفى كل الإمكانيات متاحة، كنت أشاهد وأقرأ وأتواصل مع زميلاتي إلكترونياً، وأغرد في “تويتر”.. لم أكون أوسوس أو أتحدث مع نفسي.. لكني تقربت من ربي كثيراً والحمد لله علمتني أمي الاستغفار كثيراً.. كنت راضية ومقتنعة بأن هناك يوماً سيأتي وأخرج من هذه المحنة.. وأمي مقتنعة أيضًا بأنها خيرة”.

في الخبر

وعما بعد خروجها من المستشفى تقول رقية “كنت سعيدة.. ثم ذهبنا ـ أنا وأمي ـ إلى الفندق بالخبر يوم 27 مارس، 3 شعبان 1441هـ. خرجنا من أجواء المستشفى إلى فترة نقاهة.. وفعلاً لم يقصر معنا العاملون في وزارة الصحة.. وهذا يجعلنا شاكرين لله أولاً، ثم لخادم الحرمين وولي عهده وأمير المنطقة الشرقية.. الله يحفظ الجميع”.

عودة

يوم 11 ابريل عاد رقية إلى المنزل، وتسترجع لحظة عودتها للمنزل بعد أطول غياب عنه.. جلست مع الأهل.. وتقول “كنت أطالع في وجوههم كثيراً.. كأنني كنت في عالم وأصبحت في عالم آخر.. لم أصدق بأنهم حقيقيون”.

كلمة للمتضايقين

وتقول رقية للناس المتضايقة من الحجر المنزلي والآخرين المتقبلين وضعهم إنها “فترة وإن شاء الله ستذهب ,وستعودون مثل قبل.. استغلوا الوقت في إصلاح أنفسكم واكتشافها لا تخرجوا من هذي الأزمة دون أن تزرعوا شيئاً في داخلكم.. وتأكدوا أن كل شي له حكمة وسبب، ونحن الحمد لله نعيش ونتنفس الهواء من بيوتنا مع أهلنا تحت سقف واحد، فالمرض نعمة وابتلاء المؤمن والحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الوطن.. علاج بالمجان.. مستشفيات تعمل على قدم وساق لأجل المواطن والمقيم والعامل.. وأعجبتني كثيراً حملة المسح النشط والميداني للمناطق، وازدياد الحالات.. إنها في صالحنا حتى نكتشف الحالات المصابة قبل أن يتأخر الوقت.. وشكراً لكل بطل جالس في البيت”.

خاطرة كتبها رقية وهي في الحجر الصحي

اليوم الذي لم أحسبه

الشيء الوحيد الذي يهون عليّ مكوثي هُنا؛ أنني مع والدتي تحت سقف واحد، أستمع إلى أنفاسها كل يوم وتستمع لأنينِي عند اشتداد الالام عليّ.. أظن أن هذا كفيل باسترداد صحتي وجعلي صامده من جديد.

هل مللت هنا؟

بصراحه كل ما أفعله هنا مشابه لما أفعله في منزلنا.. أنا هنا أشاهد مسلسلاً تلو آخ، وفلماً بعده فلم. أقرأ كتابي المفضل للمرة الألف على مايبدو، أتناول الطعام، وأستخدم أدويتي، وحنان أمي يطوقني من كل جانب ومكان.

لكن فكره جلوسي في مستشفى مليء بالمرضى هي التي تطبق على صدري، وتكتمني أكثر من كل شيء. لقد اعتدت زيارة صديقاتي وارتياد المقاهي عندما أسأم.

لم استنشق الهواء منذ أيام، ولن أتمكن من الخروج من غرفتي على أي حال الا عندما يموت “الفيروس” من جسدي كليًا.

اشتقت إلى منزلي بقدر كل شيء، بالرغم من أنني أقوم بنفس أنشطتي طبقًا للأصل، الا أنني لا اشعر بدفء المكان من حولي، لا اشعرُ إلا بحنان أمي علي وخوفي عليها طوال الوقت.

اكاد أنسى؛ فإن أخي ـ أيضاً ـ في غرفه معزولة في نفس المشفى، وهذا يعني أنه بجانبنا أيضًا. وهذا ما يجعلني صابرة طوال الوقت باستشعار وجوده بجانبي فهو عضيدي وسندي.

هل أنا مستاءة مما حدث معي؟

لا

فقد كتبه ربي لي طهرةً من الذنوب، وأنا مقتنعة بأن الله قد اختارني لحكمة وسبب. لا اعتراض على حكمه وقدره وهو قادر على ان يشفيني ويعافيني بإذنه ان شاء، كما ابتلاني و اختبرني وأنا عند حسن ظنه بي.

عبدة قنوعه صابره والحمد والثناء الجزيل لله وحده على كثير عطاياه لي. ما اصابنا قد ذكرني بقوله تعالى: (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).

رقية رضا آل سيف

‫4 تعليقات

  1. الحمد لله على سلامتك يارقية ياابنة القطيف الحبيبه وابنة الوطن المعطاء حفظ الله الوطن جميعا بحفظه

  2. الحمد لله على سلامتش حبيبتي وسلامة الوالدة والاهل وكل شي من عند الله باطنه خير واختبار والحمد لله نجحت بكفاءة من هذا الامتحان بالرضا والصبر

  3. اجر وعافية حبيبتي رقية
    ليس مستغربا من فتاة هذا الايمان والصبر والنظرة الايجابية ،إذ ان حنان امها ودفء عواطفها واحتوائها قد صاغها هكذا صياغة ،
    شخصية راضية بقضاء الله وقدره ،متسلحة بالايمان والصبر لمواجهة الشدائد والمحن .
    بوركتِ بنيتي??

  4. انا فخورة بكِ يا طالبتي العزيزة و بهذه القوة و النزعة الإيمانية و الوجدانية المزروعة في نفسك بارك الله فيكِ و حفظكِ الرب الكريم
    معلمتكِ أزهار القصاب

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×