في احترازات كورونا.. الجيران بُخلاء في رمضان “غصبنْ عنهم” لا أطباق متبادلة.. ووقت الكرم ضيق.. والاحترازات صارمة

القطيف: ليلى العوامي

لو تحوّل منع التجول من “كلي” إلى “جزئي” لتوقفت عادة توزيع الأطباق الرمضانية نهائياً.. فعادت العادة “جزئياً”، وتحت ضغط الوقت الضيق جداً. ومع ذلك؛ لن تكون العادة حرّة هذا العام، كما كانت سابقاً. وهناك من توقف عن تبادل الأطباق ضمن احترازات كورونا. وكأن الجيران أصبحوا بُخلاء رغماً عنهم وضدّ إرادتهم.

وتفتقد الحاجة شواخ بنت حجي علي أطباق جارتها نجف العبدالوهاب (أم محمد)، وهي العادة التي درجنا عليها منذ عقود، والحال ذاته مع أم زكي رضية أحمد،التي تقول: “يا ابنتي حالتنا حالة”، في إشارة إلى ما فرضه فيروس كورونا من إجراءات احترازية، منها منع التجول.

اعتادت النساء في مدن محافظة القطيف على تبادل أطباق الإفطارالرمضانيةقبل الآذان بساعة،ويشمل ذلك الجيران الأقرب للمنزل، أو بين الأخوات، ومنزل الوالد الكبير،أما النساء في القرى والأحياء القديمة فيوزعن الطعام على غالبية بيوت الحي،وقد يصل لسبعة منازل.

أولادي رفضوا التوزيع

عرضت الحاجة آمنة المختار ذكرياتها في العام الماضي، وتقول:”كنت بمساعدة حفيدي ذو السنوات العشر أوزع أطباق الهريس والساقو على جاراتي، وكان حفيدي يسألني: ما تتعبي؟ وكنت أضحك وأقول له: لاأحد ياولدي يتعب، هذا رزق للجيران”.

وتستدرك المختار: “هذه السنة أولادي منعوني وحذروني من التوزيع،بسبب فيروس كورونا، فقلت لهم فقط منزل واحد، ولكنهم رفضوا ذلك بإصرار، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

للفقراء

لم ترض حميدة حسن، أن توقف توزيع الأطباق، ولكن زوجها حذرها،فقررت أن تتبرع بمبلغ للفقراء المتعففين ممن تعرفهم، نيابة عن جاراتها وأهلها. وقالت:”إن هذا الوباء نزل علينا من الله سبحانه وتعالى، وهو ابتلاء واختبار، ونحن لابد أن نتفهم هذا الشيء لمصلحتنا، رغم أنني متضايقة كثيراً، لأن باب منزلي هذاالعاملن يكون مفتوحاً،ولن نأكل من أطباق بعضنا كما أعتدنا، وهي حكمة لا نعلم ما نهايتها، إلا الخير إن شاء الله”.

لن أوزع

اعتادت معصومة المختار على تبادل الأطباق مع أربع من جاراتها في العمارة التي تسكنها: بيتزا وفطاير، وهريسة، وساقو،لكنها تقول: “هذا العام لأول مرة وأنا أشتري مع زوجي تجهيزات رمضان، كلما سألني عن شيء؛ قلت له: قلل الكمية، لن نكون مضطرين للتوزيع، فلا داعي أن نشتري الكثير”.

ورغم أنها تسكن في عمارة، ولن يراها أحد لو خرجت من شقتها لشقة جارتها، لكنها ترفض تبادل الأطباق، قائلة: “الله سيراني، فطالما أن الحجر واجب وطني على الجميع،فنحن جميعاً في العمارة سنلتزم، والأيام الجميلة مقبلة”.

الاحتراز واجب

أجابت زهراء العبدالغني عن سؤال: كيف سيكون رمضان هذا العام من دون التوزيع؟”أيهما أفضل أن نقدم لجيراننا الطعام،ونقدم لهم أيضاً المرض لاقدر الله،فنحن لا ندري عنسلامة الصحون أو الأكياس أو مقبض الباب الخارجي،فلعل ابني حينما يذهب بالطبق ينقل لنا الفيروس من أي مكان، فالاحتراز واجب والتوزيع لن يطير، وإذا أردنا أن نكرم جيراننا فسنشركهم في الدعاء، ولن يتضايق أحد من ذلك، أنا واثقة”.

المنفورة والخنفروش

وتبدي الحاجة بلقيس الناصر حسرتها، لأنها لن تأكل من “منفورة”و”خنفروش” جاراتها، وتقول:”لأطباق الجارات طعم مميز، لاتشعر به إلا في الشهر الكريم،فكل بيت يوزع، وأحياناً تصل أطباقنا للفريق المجاور، والصحون صينية ولا نستخدم البلاستيك، وهنيئاً لمن تحصل على طبقها في نهاية الشهر الكريم”.

لا كباب ولا ثريد

ويعد رمضان هذا العام الأوللسكينة آل طاهر بعيدة عن منزل أهلها، فقد اعتادت لسنوات ثلاث، أن يكون يوماً في بيت زوجها، وآخر في بيت أهلها،وتقول:”كل عام نتجمع أنا وأخواتي في منزل الوالد، وكلاً منَّا تأخذ طبقين معها، كي ترتاح الوالدة من عناء الطبخ في هذا الشهر الكريم، ولكن هذا العام حسرة: لا كباب الوالدة، ولا ثريد أختي أم حسن، فجميعنا لن نذهب لمنزل والدي للإفطار،وأنا لم اعتد على توزيع الأطباق على الجيران، ولكني معتادة أن أجهز أطباقي وأذهب لمنزل والدي”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×