راجية الجبر.. تقطّع أوصال “جملة” لتجمع شمل 22 طفلاً من عائلتها التباعد الاجتماعي في فكرة فوتوغرافية معبّرة
القطيف: فاطمة المحسن
لم تشأ راجية سلمان الجبر، أن تكون تقليدية في توعية أطفال عائلتها بضرورة المحافظة على التباعد الاجتماعي فيما بينهم، للحد من انتشار فيروس كورونا. فهي أرادت إيصال رسالتها التوعوية بطريقة فنية جديدة، تجلب التسلية للصغار، وتحول فترة الحجر المنزلي إلى ذكريات جميلة، لا تبرح عقولهم.
وتدور الفكرة التي توصلت لها راجية حول كتابة عبارات توعوية، وتوزعها على أطفال العائلة، بمعدل كلمة واحدة لكل طفل، يحملها على صدره، ثم تجمع الصور التي بها كلمات وعبارات مُكتملة المعنى، وتضمها إلى جانب بعضها، وترسل بها إلى الأطفال، ليقرأوا العبارات مكتملة.
واستعانت راجية بـ22 طفلاً من أبناء أخواتها وأخوانها، لتنفيذ فكرتها، وتقول: “أردت من خلال هذه اللعبة الجميلة أن أسعد أبناء عائلتي، فقمت بتوزيع العبارات عليهم، ومن ثم تصويرهم، دون أن يعرفوا شيئاً عن اللعبة، وبعد ذلك، جمعتُ الصور التي تشكل كلماتها عبارات ذات معنى توعوي، وأرسلتها لهم في شكلها الجماعي، وتفاجأ الجميع بالعبارات التي ظهرت”.
ومن أهم الرسائل التوعوية التي عملت عليها راجية، رسالة تقول: “ن ت ب ا ع د لنجتمع”. وتوضح راجية: “هذه الرسالة لم يكن ليفهمها الصغار قبل تجميع الصور، ولكن حينما جئنا لنقرأها مجتمعة، كانت السعادة بادية على وجوههم، وهو يرددون العبارة، ويبقى الجميل في الأمر أنهم أبدوا حرصاً على تنفيذ مضمون العبارة”. وتقول: “قد يكون للتباعد مشاعر سلبية لأننا بعيدون عن عوائلنا، ولكن إيجابياته أننا سنكون معا بعد انتهاء الأزمة”.
وترى راجية أن الإنسان في الحجر المنزلي، يحتاج إلى التفكير من خارج الصندوق، لتعزيز التباعد الاجتماعي، من أجل أحبته. وقالت: “الصعار استوعبوا مضمون هذه العبارة جيداً، وأدركوا أن يوماً سيأتي وتكتمل فيه العائلة؛ الوالدان والعمات والخالات وكل الأحبة، ليكونوا عبارة أخرى جميلة تقول “نحن معاً بتباعدنا أيام الحجر الصحي”، وهي رسالة جميلة، لابد أن يفهمها المجتمع”.