[أبطال كوورنا] ليلى درويش.. قابلة تحوّلت إلى “ممرضة” لتواجه كورونا من دارين
يومياً؛ سوف تستضيف “صُبرة” واحداً من أبطال كوورنا.. أو واحدة من البطلات.. ليس مهمّاً أن يكون هذا البطل مشهوراً أو مجهولاً.. وليس مهمّاً الموقع.. المهم هو معرفة ما يؤديه في هذه الأزمة.. وهذه الليلة ننشر الحلقة الأولى من حلقات الأبطال الطويلة.
القطيف: فاطمة المحسن
بعد تنفيذ الحجر الصحي على القطيف، وعدم تمكنها من الوصول إلى مقرّ عملها في مدينة الدمام؛ توجّهت القابلة ليلى آل درويش إلى العمل في مركز صحي دارين، لتقف في خط المواجهة الأول مع فيروس كورونا الجديد.
إنها “قابلة” في مستشفى النساء والولادة والأطفال بالدمام، لكنها تسلمت عمل “ممرضة”، في هذا المركز المعني بفحص المشتبه بإصابتهم بالفيروس، لتلبّي نداء الواجب الذي حتم عليها تقديم نفسها متطوعة، فتم تكليفها رسمياً للعمل في مركز الطب الوقائي.
ليست بطلة
ترفض ليلى وصف عملها بـ”البطولي”، فهي تعتقد أنها تقدم “رسالة سامية”، رغم احتمال اصابتها بالخطر المُحدق بها، ويحميها من ذلك توكلها على الله، وأيضاً توفر وسائل الحماية الكافية لأداء مهمتها مع زميلاتها.
وتقول درويش لـ”صُبرة”: “نعمل في وسط يسوده تحمل المسؤولية في ظل هذه الجائحة، وبرباطة جأش حيالها وحيال المراجعين الذين ينتاب الخوف بعضهم من اصابتهم، ويسعون للحصول على الاطمئنان من خلال فحص أنفسهم وذويهم”.
أسرتها الصغيرة استقبلت خبر معاودة عملها بالكثير من الخوف، وأيضاً الكثير من الثقة بأن قرارها سيكون “حكيماً”، لحاجة المجتمع لكل الممارسين الصحيين في هذه الظروف، وسيكون ذلك في ظل اتخاذ الإجراءات الوقائية بمساعدتهم أيضاً.
وإذا كان الآباء والأمهات العاملون يُعانقون أطفالهم بمجرد دخولهم منازلهم، فإن ليلى آل درويش تدخل خفية، وتبدأ بالتخلص من ملابس العمل، وتنظيف وتعقيم نفسها قبل ملاقاة أطفالها، ثم تستقبلهم لتكمل يومها معهم من دون مخاوف.
وتضيف: “يتميز العمل في مركز الطب الوقائي بروح الأسرة الواحدة، ما يجعلنا ننجز عملنا على أتم وجه، ويمكن تلمس ذلك جلياً من خلال تقدير الطاقم الصحي لبعضهم في حال تعب أحدهم، أو تأخره عن وقت عمله مضطراً، ليهب الجميع لمساعدته، والعمل على تغطية أي نقص قد يحدث”.
حين صدرت أوامر القيادة بإغلاق محافظة القطيف، اعتبرته ليلى “لصالح المنطقة وأهلها”، ولكنها أيقنت بأهميته بعدما رأت الوباء في عملها، وأيضاً بعدما رأت فاعلية البقاء في المنازل وإغلاق المحافظة، ومنع التجول في خفض معدلات الإصابة.
وعي المراجعين
وعن وعي المراجعين؛ تقول درويش: “جميع من حضروا للفحص طواعية يملكون الوعي بأهمية ذلك، والخوف على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، وهو ما يُسهل عملية سحب العينات والرد على تساؤلاتهم والتي تنم عن وعيهم”، مؤكدة أهمية الوعي الكامل بصعوبة الوقت الذي تمر به المملكة، وأهمية التباعد الاجتماعي حتى يزول الفيروس تماماً، واتباع كافة إجراءات الوقاية، فـ”كُلنا مسؤول”.
الله يحميها ويحرسها ويزيدها قوة وعزيمة فعلا أننا نفتخر بهذه الانسانه في مجتمعنا لها ولجميع العاملئن في هذا المجال كل تقدير واحترام.
انتِ فخراً لنا ❤️