[كورونا] خاتمات القرآن مستمرّات في منازلهنّ.. ودفع الأجور بعد الأزمة روح الشهر لم يؤثر فيها الوباء.. وفي كل شارع مكبرات الصوت تنشر التلاوات
القطيف: ليلى العوامي
يكاد لا يخلو زقاق من مجلس أو أكثر يتجمع فيه الأقارب وأهالي اللحي لتلاوة كتاب الله وتدارسه وختمه مرتين على الأقل في شهر رمضان المبارك، سواءً للرجال أو النساء، إلا أن شهر رمضان هذا العام بدا مختلفاً، فهذه المجالس التي تقدم الدورات القرآنية ومجالس ختم القرآن الجماعية، لن تكون حاضرة هذا العام، بسبب جائحة كورونا.
وهناك قارئات تطوّعاً في فعّاليات قرآنية دورية.. كما أن هناك قارئات بأجرٍ، يختمن القرآن بطلب من الناس، لإهداء ثواب الختمات لأرواح الموتى.
تأجيل استلام قيمة الختمة
القارئة مريم المسجن، اعتادت تدارس القرآن وختمه في شهر رمضان وغيره من الأشهر في المنازل التي يرغب أصحابها في ختم القرآن، ولن يتغير عليها شيء كثير مع “كورونا”. وتقول: “المختلف هذه المرة هو قيمة الختمة،فنحن لا نحدد مايدفعه الناس، وهناك من يرغب بدفع القيمة قبل البدء فيها، وبسبب كورونا لن نستطيع استلامها، بل سنطلب من أصحابها وضعها جانباً، حتى تنتهي الأزمة”.
اجتماعات أسرية
كذلك اعتادت القارئة سميحة سليم إحياء المجالس النسائية الجماعية في الشهر الكريم مع أخواتها، وتقول: “هذا العام نسأل الله الفرج والسلامة للجميع، وحتى لا نترك قراءة القرآن بصورة جماعية أو فردية، وأقترح أن تجتمع الأسرة مع بعضها في وقت معين، يقرأون القرآن ويتدارسونه”.
وعن البديل، قالت سميحة “مازلنا أنا وأخواتي نفكر في البديل المناسب، فلن نتوقف عن ختم القرآن، وسيكون في المنزل، وبصورة فردية، فالمجالس الجماعية لن تكون حاضرة هذا العام، اتباعاً للأنظمة، ولضمان سلامة الجميع”.
وسائل التواصل الاجتماعي
وترجح القارئة خاتون الدحيلب، أن الناس ستحيي ليالي الشهر الفضيل في بيوتها، وربما ستُلقى الدروس القرآنية والبرامج الرمضانية بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، على غرار ما حصل في الاحتفالات الشعبانية.
وفي حال انتهت الأزمة، تقترح خاتون على الأفراد “أن يستمروا في حذرهم، وحبذا لو أقيمت الدروس القرآنية والبرامج في الأماكن المعتادة، مع اتخاذ أعلى درجات الحذر والتمسك بالإجراءات الاحترازية التي عممتها وزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى.
طرق بديلة
ورغم عدم القدرة على الخروج وقت الحظر، لحضور المجالس القرآنية ومنع التجمعات، فإن القارئة منار المسجن، ترى أكثر من طريقة لإحياء الختمات القرآنية، إمّا عن طريق استضافة قراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بنشر البث إن أمكن، أو تخصيص كل بيت وقتاً للختمة القرآنية في المنزل بمشاركة افراد العائلة.
وتقول “عن نفسي؛ أنا معتادة في شهر رمضان وسائر الأشهر قراءة القرآن بصورة جماعية مع أخواتي المؤمنات، وهذا العام سيكون في المنزل مع أولادي بإذن الله، فسلامة الجميع واجب ديني وإنساني”.
وتؤكد القارئة خديجة العوى، أن المجالس والمحافل لم تنقطع، “فها هي تبث عبر الأثير، سواءً كانت رجالية أو نسائية”، وترى أن المجالس القرآنية تُقام في نطاق ضيق، يقتصر على الأسرة الواحدة، مضيفة “الحمد لله ابني أحمد قارئ للقرآن، ومجلسنا هذا العام في المنزل، وسنهدي ثواب قراءة القرآن لأموات المؤمنين والمؤمنات، والأموات من أرحامنا”.
وتذكرالقارئة زينب الصفار كيف كانت القارئات يجتمعن لتلاوة القرآن في مجلس واحد في الأعوام السابقة، “أمَّا في هذا العام، وبسبب ظروف الوباء والحجر الصحي المنزلي فلم اتلق أي اتصال لقراءة كتاب الله من المجالس القرآنية”.
العبادة لن تتعطل
وتؤكد زينب الدحيلب أن العبادة لن تتعطل مع الحجر، مستشهدة بالآية الكريمة “فأينما تولوا فثم وجه الله”.
وتقول: “لشهرر مضان حلاوته، ولمجالسه القرآنية أنسٌ، وفيه تحلو التلاوة ويطيب به الدعاء، فتنتشي النفس وتستريح من أعباء الحياة”، مستدركة أن “قاعدة تقديم الأهم على المهم تُحتم علينا التنازل عن تلك الأجواء الجميلة، فنحن كلنا، أفراداً وجماعات، مكلفون حفظ النفس؛ نفوسنا ونفوس الآخرين (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)”.
وتدعو الدحيلب، إلى أن “نؤهل أنفسنا لنمط آخر من التوجه العبادي، أما بالممارسة الجماعية مع أفراد العائلة، وهذه لها فوائدها التربوية الجمة، وإما فردياً، فله أيضاً ثمراته الروحية العظيمة”.
وعن قارئات القرآن اللاتي يتخذن من القراءة مصدراً للدخل، تضيف:”لهن الإكرام، كرامةً لهن وللقرآن في شهره، فيكلفن قراءة الختمة بشكل فردي، ووهبها لمن أراد أصحاب المجلس، وإعطائهن ما اعتدن عليه”.