[أبطال كورونا] فيصل البيابي وفريقه.. حرّاس الصحة العامة في المحلات رقابة صحية مستمرة طوال 18 ساعة يومياً لضمان السلامة
القطيف: فاطمة المحسن
على مدار 18 ساعة في اليوم يواصل فريق صحي في بلدية القطيف عمله. ويأتي فيصل جابر البيابي على رأس الفريق الذي تبدأ دورة عمله من التاسعة صباحاً من بلدية عنك. يتولى الطبيب البيطري البيابي الإشراف على الأعمال التشغيلية لمنع انتشار مرض فيروس كورونا المستجد، بعدما كان يعمل مديراً لإدارة صحة البيئة في البلدية.
حضوره لساعات طويلة في المواجهة الميدانية وجهاً لوجه مع فيروس كورونا الذي قد يكون موجوداً في أحد الأماكن التي يزورها، مع فريق عمل معظمهم من الإداريين الذي باستطاعتهم عدم المشاركة والابتعاد عن مكامن الخطر، ولكنهم فضلوا المواجهة، لخوفهم على أفراد مجتمعهم وخدمة للوطن.
طبيعة عمل
يعمل البيابي مع فريقه على إحكام الرقابة الصحية على المحال الغذائية والمحال ذات الطابع الشخصي، إضافة إلى مغاسل الملابس والحلاقين، وباقي الأنشطة التجارية والصناعية، والهدف هو استيفاء الاشتراطات الفنية واستخراج الرخص المهنية لها والشهادات الصحية للعاملين في المحال الغذائية والخدمات الشخصية، وكذلك مراقبة الأغذية من مصادرها وتنقلها، وأيضا تخزينها وتحضيرها وعرضها حتى وصولها للمستهلك.
كما ينص عملهم على الإصحاح البيئي من القضاء الآفات الحشرية ومعالجة المستنقعات، ومحاربة القوارض الكلاب الضالة، وصولاً إلى التثقيف الصحي، وهو جزء من عملهم قبل أزمة كورونا، إلا أن الوضع الراهن حتم عليهم اليقظة أكثر وتحقيق أعلى معايير الجودة بالتعاون مع الجهات المختصة لمنع المخالفات التي قد تحصل نتيجة استغلال الأوضاع.
عقبات ما بعد الإغلاق
يرى البيابي أن التعاون هو الأساس الذي به يتخطى كل صعب يمر به، وتلخصت العقبات بالنقص العددي والنوعي للموظفين بعد قرار تعليق الدخول والخروج لمحافظة القطيف، كما أن تأهيل بعض الموظفين للقيام بمهام مضاعفة وجديدة لتغطية أماكن الموظفين الذين لم يستطعوا الوصول لمقر عملهم.
ويقول البيابي “الصعوبة تكمن في إجازة عمل بعض المحال التجارية في ظل قلة كمية المعقمات والقفازات والكمامات، وهي من الاشتراطات الواجب توفرها لمواجهة جائحة كورونا، وبها تحصل إجازة المحال التجارية، كما أن صعوبة توفير بعض السلع مثل الخضار والفواكه كان يُمثل عقبة كبيرة أمام المحافظة”.
وأشار إلى تذليل كل هذه الصعاب “بسرعة قصوى”، وتم مساندة الفريق بطاقم من الموظفين ممن كانوا داخل المحافظة ويعملون في بلديات خارجها.
أثناء الحجر
لم يدخر البيابي وفريقه جهداً في مواجهة الوضع الراهن، فالرهان كان على مقدرتهم على مواجهة كورونا، والمكتسب هو وعي المجتمع للجائحة التي سهلت عملهم.
وقد تم تقسيم عملهم على فترات في فترة السماح بالتجول وأخرى في فترات المنع، وكان العمل منصباً على الرقابة الصحية وتوعية المجتمع من الجائحة، وعملياً برش الأماكن العامة وتقسيمها لتغطي المنطقة بالمطهرات ومواد النظافة.
ويقول البيابي: “التقسيم طال الموظفين كلاً في تخصصه، رغم قلة العدد، وبعض الزملاء الذي كان تخصصهم إدارياً ولكنهم تفهموا الوضع وخرجوا للميدان بعد فترة تدريب وجيزة وتحت ضغط الجائحة، ليكونوا سنداً لنا”.
جدول يومي
يخرج البيابي مع فريقه في فترة السماح من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، بتقسيم مُعين وتقيد بالاشتراطات الصحية لمواجهة كورونا، يطمئنون في المحال التجارية على قوانين التباعد وعدم دخول المستفيدين بحده الأقصى، والتأكد من توفر القفازات والكمامات والمعقمات للمرتادين، كما أن أجهزة الفحص الحراري للمنشآت وفحص العمالة اليومي به شرطاً لابد منه.
وتعد النظافة العامة وتعقيم جميع الأسطح والأرضيات وعربات التسوق جزءاً لا يتجزأ من الاشتراطات الصحية التي تفرضها البلدية على أصحاب المحال التجارية.
فترة المنع
يكون هو ذاته لمتابعة المحال المسموح لها بفتح أبوابها بشرط التوصيل وعدم الاستقبال داخل المحل، إضافة إلى جولات مستمرة أيضاً للتأكد من جاهزية المواد الغذائية وتغليفها حرارياً، والتأكد من تباعد موظفي التوصيل والتزامهم الاشتراطات الصحية.
ليلاً، يتم تكثيف رش الأماكن وتطهيرها واستقبال طلبات التصاريح لأصحاب المحال والتأكد من إصدارها الكترونياً مع استقبال طلبات الموطنين لبسطات سوق الخضار، وعملية لا تتوقف هي متابعة الشكاوي والبلاغات التي يكون فيها الفريق على أهبة الاستعداد لتلبيتها.
حالات ما قبل كورونا
ويكمل البيابي بأن هناك محلات تجارية جديدة تم تهيئتها للبدء في سوق العمل، وأخرى تحتاج لإعادة تهيئة لكونها قديمة، وورش أيضاً سيتم نقلها من الأحياء السكنية إلى الصناعية وخطة متابعة مرسومة للرقابة عليهم، كل ذلك توقف بسبب الجائحة، ووعد -بعون الله- أن ترجع الأمور إلى نصابها وأفضل من ذلك.
أسلوب وقاية
لم يصادف البيابي أي حالة ظهرت عليها علامة من علامات كورونا، فالقاعدة هي معاملة جميع من يُقابلونه في عملهم على أنه مُصابين، وهذا هو أسلوب الوقاية المتبع.
وفي حال مصادفة حالة اشتباه يتم الإبلاغ عنها للجهات الصحية المختصة للقيام بواجبها من نقل وعزل المصابين والمشتبه بهم وتقديم العلاج لهم، وفوراً، يتم رش وتعقيم منازل المصابين والمخالطين والأماكن الذي يتم اكتشاف مصابين فيها.
ويتم تطبيق طرق الوقاية الشخصية من النظافة وغسل اليدين وتعقيمهما ولبس الزي الخاص بذلك، مع لبس القفازات والكمامات والنظارات الخاصة في عملية الرش بالمطهرات، والتخلص من كل ذلك بعد أن تتم العملية والتنظيف والغسيل والتعقيم من جديد، ويتم فحص جميع الموظفين قبل بدء العمل ومتابعة أي تغيرات أو علامات تظهر على الزملاء.