[أبطال كورونا] محمد المير.. مراقبة المخالفين حرمته من تقبيل حفيده..! يعمل في أسواق القطيف ضمن فريق البلدية
القطيف: شذى المرزوق
يضع محمد صالح المير صحة أحفاده الصغار وسلامتهم على رأس هرم أولوياته، الا أن فيروس كورونا منعه من تلقفهم عند دخوله المنزل كما جرت العادة، ليداعب هذا ويمازح ذاك، ويضع الصغير منهم في حجره.
للمير 9 أبناء وبنات، تزوجت منهم ابنتان، ويعيش معه 7 أبناء في ذات المنزل، 5 منهم غير متزوجين، بينما يسكن اثنان من ابنائه المتزوجين الدور الثاني من المنزل مع أحفاده منهما.
يقول المير لـ”صبرة“: “كم يحزنني أن اصد حفيدي الذي اعتاد استقبالي كل يوم حين عودتي من العمل، فاتحاً ذراعيه ينتظرني أن احمله، وأقبله، وامازحه مزاحماً أخوته وابناء عمومته على حضني؟”.
ولكن عمله رئيساً للمراقبين في إدارة النظافة والأسواقفي بلدية محافظة القطيف يمنعه من أن يسرق لحظة يحتضن فيها صغيره، فعمله يجعله من أكثر الناس عرضة للفيروس، ورغم الاحترازات الصحية والتدابير الوقائية التي يتشدد مراقبو النظافة على التزامها.
مصلحة الوطن أولاً
إلا أن هذا الجد شديد الحرص على ألايقترب منه أياً من أحفاده، حتى بعدما يستحم ويعقم نفسه جيداً، وكل مايمكنه عمله هو البقاء بعيداً بمسافة متر على الأقل مراقباً صغاره بابتسامة، على أمل أن “تنفرج هذه الأزمة قريباً، لأنعم وغيري بشعور الجد المحب الذي يكاد يفيض شوقاً لاحتضان هذه الأجساد الصغيرة”.
وعن شعوره بالخوف من التقاط الفيروس في عمله، يقول المير: “نتجاهل التفكير بالفيروس واحتمال الإصابة به نهائياً، جل مانفكر به هو مصلحة الوطن وسلامة الجميع، فهذه هي المسؤولية التي يجب أن تستحوذ على تفكيرنا، وتأخذ كل اهتمامنا لتوفير الحماية للوطنومواطنيه والمقيمين على أرضه، والباقي على الله”.
عمل المير 10 سنوات مراقباً لصحة وسلامة المنتجات في الأسواق: السمك، واللحوم، والخضار، ومتابعاً للنظافة العامة في الشوارع، من تكنيس وإزالة كل الملوثات البصرية، بالإضافة لمتابعة مخالفات مقاولي البناء عند رمي مخلفات عملهم في الساحات العامة، وأكمل بعدها رئيساً للمراقبين لمدة جاوزت 15 عاماً حتى الآن.
“كورونا” فرض ظروفاً مختلفة
يكمل المير: “مايجعل هذا العمل مختلفاً في فترة الجائحة هو كثافة العمل الذي يستدعي متابعة مباشرة ومستمرة، قد تصل إلى 24ساعة متقطعة، بالإضافة للعمل الميداني المتوجب من رش وتعقيم شوارع محافظة القطيف وتاروت ودارين”، بعد وضع خطة مجدولة لتوزيع العمل في الأحياء والشوارع.
يباشر المير عمله مكتبياً من الـ10 صباحاً حتى الـ3 مساءً، في استقبال المراجعين، وتوجيه البيانات الخطابية التي تشمل المخالفات، أوكتابة التقارير وطباعتها،فيما يستكمل مراقبون آخرون العمل ميدانياً من 12 ظهراً حتى الـ5 مساءً، أي مع نهاية وقت السماح بالتجول، كونه وقت الذروة في التجول والتنقل لدى المواطنين والمقيمين، مما يقتضي منه متابعة مكثفة للمراقبين وسير العمل.
يكمل المير:”كثيراً ما تضطرني الظروف للبقاء حتى الـ5 مساءً، أعود لمنزلي بعدها للافطار والراحة، ومن ثم نواصل العمل من الـ9 مساء حتى الـ12 منتصف الليل، لرش الشوارع وتعقيمها”.
ملاحقة ضعاف النفوس
ويشير المير إلى أن الجائحة فرضت عليه وفريقه العمل الميداني المكثف والمتواصل حتى في نهاية الأسبوع، مبيناً أن مثل هذه المتابعة أتت ثمارها في ظل الأزمة، إذ كشفت عن ضعاف نفوس في الأسواق يمارسون الغش التجاري، مستغلين الأزمة في مطامعهم الشخصية، وتمكنت فرقة المراقبةخلال هذه الأزمة من كشفكميات كبيرة من الأسماك والخضار واللحوم الفاسدة ومصادرتهاواتلافها.
ويقول المير: “عندما تكون حاضراً في الميدان غالبية الوقت، فالمجال سيكون مفتوحاً لك لكشف أشياء كثيرة، ورصد عمليات الغش الضارة بسلامة الناس وصحتهم، مما يجعلك أمام مسؤولية كبيرةفي وضع حدلأي فساد من هذا النوع، من جانب آخر فإن هذه المسؤولية تمتد أيضاً للكشف عن المخالفات، سواءً كانت صادرة من مقيمين أو مواطنين، فالمراقب يقف على مستوى نظافة المحل واستيفائه الاشتراطات الرقابية والصحية، وصلاحية رخصته والشهادات الصحية للعاملين فيه”.
كلنا فخورين فيك ياتاج راسي و ابوي انت
والله يحقق كل أمنياتكم بهذا المجهود والله يحفظ وطنا الغالي والله يحفظك ياملكنا سلمان و ولي العهد محمد بن سلمان حفظكم الله لينا جميعاً (( دام عزك ياوطن )) ونحنو معكم و مفتخرين بهدا العمل العظيم وخدمة الوطن شرف ?