قاضي أوقاف القطيف لأمين رابطة العالم الإسلامي: السنة أخوتنا في الإسلام شدّد على ضرورة لملمة الشتات وتوحيد الجهود
القطيف: صُبرة
أشاد قاضي الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعظيم بن نصر مشيخص، بمضمون حديث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، الذي شدد فيه على أهمية الوحدة الإسلامية بين أبناء المملكة من شيعة وسنة، تحت راية كلمة التوحيد، في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين.
وقال قاضي المواريث: “خطاب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي تُسجل كلماته بماء الذهب، عندما قال “الشيعة أخوتنا في الإسلام”.
نشر الإسلام
وقال الشيخ مشيخص، مُخاطباً الدكتور العيسى: “عندما انطلق فجر الإسلام، كان المسلمون يلتفّون حول نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، يأخذون منه التعاليم وما نزل عليه من الوحي السماوي، وكانت الرسالة السماوية تشق طريقها بجهود المحيطين به إلى جانب القوة الإلهية والرعاية المحمدية، إذ كانت الجماعة المسلمة يومئذ صغيرة في حجمها، إلا أن عزمها على نشر الإسلام كان قويًا باتحادها تحت ظل نبيها وتعاليمه السمحاء، فغزونا العالم بتعاليم ديننا وثقافة نبينا، وآداب قرآننا”.
مكاسب كبيرة
وواصل قاضي المواريث “ما أسرع ما انساقت وحدتنا نحو العداوة والبغضاء، والتشتت والضياع والتشرذم، ولسنا نهدف، يا فضيلة الشيخ، تحميل مسؤولية التشظي الإسلامي اليوم لأحد، بقدر ما نهدف الخروج من هذه الحالة، التي فوتت علينا مكاسب كبيرة فيما نتفق عليها. يا فضيلة الشيخ.. لقد آن الأون لنرفع الثقافة السوداوية من حولنا، ونعيد أمجاد ديننا وحضارتنا الإسلامية وننشر معالم قرآننا وأخلاق نبينا كمجتمع إسلامي نموذج متميز عن غيره، بما حباه الله تعالى من مكانة سماوية سامقة عند الله وعند أنبيائه”.
الأديان السماوية
وأضاف الشيخ مشيخص: “لقد جاءت كلماتك فضيلة الشيخ العيسى، بلسمًا شافيًا لكافة الجراحات التي نشبت في جسد هذه الأمة، وجعلتها أحزابًا ومذاهب وقبليات متناحرة، لا لشيء إلا لفهم النص الذي عُد الاختلاف فيه سنة طبيعية من سمات الإنسان لا في الإسلام فحسب، بل في كافة الأديان السماوية، لقد صدقتَ يا فضيلة الشيخ وأثمن ما تدعو إليه، إذ دعوت اليوم إلى وقفة أمام ضمائرنا وأمام ديننا وأما التاريخ، وأمام الإنسان كله”.
وتابع الشيخ المشخص “في كل يوم نشهد سفك المسلمين لدماء بعضهم بعضًا باسم الدفاع عن الدين والمذاهب والطائفيين والفرقة، حتى بات صراع المسلمين فيما بينهم أشدّ وأعنف وأقسى وأشرس وأوجع من الكثير من صراعاتهم التي مرّت عليهم مع سائر الأمم الأخرى”. وقال: “لقد تصارع الشيعي مع السني، والسني مع الشيعي، والسني مع السني والشيعي مع الشيعي صراعًا يخرج الإنسان من حدود التعقل والاعتدال، مما سبب نكسات دينية لكافة المسلمين من المذهبين (الشيعي والسني)، مما انعكسن آثاره الوخيمة على عقلية جيلنا الشاب اليوم في كافة ربوع البلاد الإسلامية، وما مسألة الإلحاد إلا نتيجة لذلك”.
الفكر الوحدوي
وأضاف “نعم يا فضيلة الشيخ، نحن اليوم يجب أن نتجاوز كل ذلك، ونعيد لملمة شتات أوضاعنا هذه السنوات، ونوحد الجهود التي تسعى لتحقيقها مملكتنا الغالية تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وكافة رجالات هذه البلاد الطاهرة التي حباها الله بنعم استفرادية دون غيرها، لنكون مواطنين لا مذهبيين، نضرب بيد من حديد على كل من يتجاوز الخطوط الحمر في الاعتداء على وحدتنا الوطنية بمسميات الطائفية، ونشّد على يديك بنشر الفكر “الوحدوي” الذي نادى به قرآننا الكريم، امتثالاً لقوله تعالى “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”. ونشد علي يديك بمحاربة ثقافة الإكراه للأفكار والمعتقدات، عن طريق التحزبات أو المذهبيات، لأننا كلنا في هذا الوطن، مواطنون في خندق واحد، تحت راية واحدة وهي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتحت قيادة حكمية واحدة ـ حفظها الله ـ وفي الختام يا فضيلة الشيخ رسالتك رسالة سلام، وأنت رجل السلام، من بلد السلام المملكة العربية السعودية، وإليك منا تحية وسلام.