[أبطال كورونا] آمنة الموسى.. ممرضة من القطيف تواجه الفيروس في الدمام والخبر والجبيل تطوعت ضمن كوادر المسح النشط.. وتنتظر عودة الحياة الطبيعية
القطيف: معصومة الزاهر
اتصال من مدير مستشفى الأمير سلطان في عريعرة تلقته أمنة الموسى دفعها للترشح متطوعة ضمن كوادر المسح النشط في مدينة الدمام ومحافظتي الخبر والجبيل، لتقدم المساعدة وتخوض تجربة جديدة، ربما لن تتكرر في تاريخها الوظيفي والذي بلغ ثمان سنوات.
ودعت والديها بقلب حزين، فهي على وشك فراق قد يطول، لكن دعاءهم لها بالحفظ والأمان أنزل على قلبها القوة والسكينة.
تجربة شعور المرضى
في يوم 21 أبريل وصلت آمنة للفندق، تأكدوا من سلامتها وزملائها، وتم حجرهم لمدة 7 أيام، وكأنهم يجربون شعور المرضى عند انتظارهم نتيجة الفحص؛ القلق نفسه والألم.
حضروا اجتماعاً تلقوا فيه شرحاً حول آلية العمل المتبعة، وطريقة غسل وتعقيم اليدين، وأخذ العينة، وكيفية حماية الكادر الصحي نفسه من خلال الأدوات التي يلبسونها.
تقول أمنة لـ”صبرة”: “أول يوم عملت فيه ميدانياً أصابني نوع من القلق عند رؤية العدد الهائل من الأشخاص المصابين، خصوصاً أنني كنت أقف بجانب المصاب مباشرة، وكنت أتأكد من حماية نفسي كل دقيقة”.
تجاوز مرحلة القلق
وعند رؤية الأعداد الكثيرة من المصابين وعن قرب، حينها تختلف الرؤية، فيكون الإنسان أكثر حرصاً ووعياً، وتضيف الموسى “بدأت بتوعية أهلي وأقربائي، من خلال تعليمهم طرق الوقاية الصحيحة عن طريق تسجيل فيديو لهم حول ذلك، وتوصيتهم بعدم الخروج، إلا للضرورة”.
مرت الأيام وبدأت الاعتياد، ذهب الخوف وأصبح التفكير في إنجاز العمل بالدقة المطلوبة فقط، تقول: “عند سحب العينة من المصاب أرى نظرات الحزن والخوف في عينه، ومن واجب الممارس الصحي أن يطمئن المريض ويخفف عليه ألمه، وهذا ما كنت أفعله، حيث أبدأ بالسلام، ومحاولة طمأنته وأن يكون مرتاحاً ومسترخياً، لتسهل أخذ العينة منه، والحمد لله لم ألق أي صعوبة معهم”.
ما إن تهم بالعودة للفندق حتى تعود آمنة للتفكير والهلوسة، فربما تكون التقطت الفيروس من خلال تعاملها المباشر مع المصابين، وهذا ما جعلها شديدة الحرص على عدم الاختلاط بأحد، حفاظاً على سلامة الجميع، متمنية للجميع “الشفاء القريب، وعودة الحياة بالشكل الطبيعي، وعودتي لأهلي بكل شوق”.
عين الله ترعاكم
يحفظكم الله جهاد في سبيل الله وأعظم الجهاد في شهر الله
يقيكم الله كل سوء وكل مكروه ننتظر عودتكم وعودة الحياة
سالمين غانمين