[فيديو] على الحبيب.. كفيف في التسعين مستمر في الزراعة.. وزوجته شريكته يسيران يومياً من الخويلدية إلى "المشداخ" ويُمضيان النهار في العمل معاً
الخويلدية: حسين الشرفاء
بيدين ناحلتين وبقلب زوجة محبة؛ يستعين ابن التسعين عاماً على حياة الزراعة. إنهما ثُنائيٌّ من زمن لم يعد موجوداً.. الحاج على إبراهيم الحبيب والحاجة فاطمة حبيب الحبيب. يعرفهما سكّان الخويلدية الواقعة غربيّ مدينة القطيف. يرونهما يومياً يسيران على قدميهما مسافة تصل إلى 3 كيلومترات، من منزلهما في قلب “الديرة” إلى نخل “المشداخ”، ونخل “الصبخة”، حيث يعملان سويّاً طيلة النهار، ويعودان مع انغماس الشمس في المغيب..!
بالبصيرة
ليست القصة في كونهما ثنائيّاً فلاحياً من زمن ما قبل النفط فحسب، وليس في استمرار تلك الشراكة التي كانت سائدة بين الرجل والمرأة في العمل فحسب، وليست في كونهما عاشقين لمهنة الأسلاف في واحات القطيف فحسب.. بل هناك قصة أشدّ غرابة، الزوج ضرير وتجاوز التسعين.. والزوجة لا تقلّ عنه عمراً إلا بعدد يسير من السنوات.
في طفولته؛ أصيب بالجدري، ولم يشفَ منه إلا بفقد إحدى عينيه.. وعاش على حالته إلى ما قبل سنوات، إذ بدأت عينه الأخرى تواجه مشكلات.. وقبل أكثر من 3 سنوات؛ وصلت مشكلة بصره إلى حد الفقدان النهائي. ومع ذلك؛ واصل عمله مستعيناً بحدس فلّاح محترف، وبخبرة تجعله قادراً على العمل بواسطة حاسة اللمس. حتى تلك التفاصيل الصغيرة بإمكانه إنجازها بتلقائية إنسان ذي بصيرة خارقة.
بين الصبخة والمشداخ
قطعتان زراعيتان متجاورتان في “سيحة الخويلدية”. استأجرهما الحاج الحبيب على النظام القديم المعروف بـ “التضمين”، وهو نظام إيجار وتشغيل البساتين. في السابق كان “التضمين” يقوم على نظام “الصُّبرة”، وهي أن يقدم المستأجر للمالك عدداً متفقاً عليه من قلال التمر في نهاية كل موسم.
لكنّ هذا النظام اختلف منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، حيث ترك أغلب الفلاحين النخيل واتجهت أجيالهم الجديدة إلى الدراسة والوظائف والأعمال التجارية. لكن الحاج الحبيب أصرّ على الاستمرار في مهنته. أنجب وزوجته الحاجة فاطمة 4 من البنات و5 من الأولاد.
ابن الفلاحين
نشأ “حجي علي” فلاّحاً، ضمن عائلته. وفي بداية شبابه أغراه العمل خارج النخيل، فاتجه إلى الظهران والتحق بأحد مقاولي شركة أرامكو. لكنه لم ينسجم مع عمله، فعاد إلى النخيل. وبعد زواجه أنجب أبناءً وبناتٍ، لكنهم اتجهوا جميعاً بعيداً عن مهنة أبيهم، وهو لم يفرض عليهم إرادته، فدخل جميعهم التعليم، ليعمل اثنان منهم في التدريس، واثنان آخران في الوظائف الحكومية، والخامس في سلك الدفاع المدني، فيما حملت إحدى بناته البكالوريوس في الكيمياء، واكتفت الباقيات بقسط من التعليم والتفرغ للأسرة.
في أزمة كورونا
الفلّاح العتيق يعمل سبعة أيام في الأسبوع، وكما هو حال أسلاف الفلاحين؛ فإنه ينشط في العمل بين مشرق الشمس ومغربها. يذهب يومياً وامرأته سيراً على الأقدام. وفي أزمة كورونا ومنع التجول؛ صارا يذهبان بعد الظهر، في سيارة أحد أبنائهما، ويعودون قبل وقت حظر التجول.
وفي “الصبخة” و “أم شداخ” يقوم الثنائي بكل ما يقوم به الفلاحون القطيفيون القدماء، من أعمال التطييب (تنظيف أحواض الزراعة)، والتعمير (الحراثة)، والتسميد (وضع السماد)، والبَدار (وضع البذور)، والسقي، والبناية (تنظيف الزراعة من الزوائد)، وصولاً إلى جزّ المزروعات وقلعها وتحضيرها للبيع.
الزوجة الشريكة
على الطرف الآخر تحدّثت زوجته الحاجة فاطمة لـ “صُبرة”، فهي فلاحة منذ نشأتها، وطيلة عشرتها لزوجها لم تتوقف يوماً عن أعمال النخيل. وقالت إنها منذ زواجها عملت مساعدة له في أعمال الفلاحة.
حياتهما امتزجت مع النخيل والأشجار وما تُعطيه أرض بلدة الخويلدية من خير. وهي تؤدّي مهام متنوعة من العمل. وقد حاولنا التقاط صور لها، إلا أن التقاليد لا تسمح بذلك.
بارك الله فيهما .. فعلا تقرير جميل يعيد الى أذهاننا الماضي الجميل الذي عاشه آباءنا وأجدادنا.
انا من عمان وكانت سائدة عندنا نفس العادات والتقاليد الاجتماعية والزراعية بس للأسف قل من يحافظ على الزراعة بنفس العزيمة.
شكرًا جزيلًا … ودمتم في عز.
ما شاء الله عليهم الله يعطيهم طوله العمر والسعاده
اتحفتنا صبرا بهذا التقرير و هذه الصور الجميله
فعلا امتداد عريق لقطيف الامس الجميل مع حاضرها الذي لا نرى فيه هذه الخضره الباسقه كاامس وعمل الفلاح و اجتهاده
شكرا صبرا
الله يديم عليهما نعمة صحة والعافية
ونتمى ان نرى دائما مثل هذه التقارير والتغطيات لابناء القطيف الحبيبة.
مقال روعة وجميل مكتبت عن هذه الرابطة الإلهية وهنيئاً لهم هذه العلاقة الزوجية الحميمة وقوة ترابطهما وجاذبيتهما لهذه الأرض الزراعية و كما اعطوها اعطتهم و قد اثمر هذا الحب والعطاء نسأل الله العلي القدير لهم دوام الصحة والعافية و أن يحفظها ويرعاهم
ماشاء الله والله يعطيهم طول العمر ويرزقهم بالجنه لما عملو له من اصلاح ارض وتعاون الزوجه لزوجها ونحن نعرف ان الزراعه مشقه وتعب
لتتعلم الاجيال القادمه معنى العطاء والمثابرة. الله يعطيهم طول العمر والصحه والسلامه.
من أروع التقارير التي قرأتها في شهر رمضان.. هما نموذج للحب الصادق والكفاح نموذج للأسرة المتينة والمتماسكة بارك الله فيهم جميعا ووفقهم للخير وأطال الله في عمرهم.
مقال جميل جدا وربي يعطيهم الصحة والعافية ويطول بأعمارهم .
وأرض القطيف التي كان يطلق عليها واحة خضراء وكانت رزق لهم قريبا وعلى المدى القصير لن نرى هذه المزراع للأسف سوف تكون كسابق غيرها أراضي وبيوت للأسف.
والنعم فيهم والله يعطيهم الصحة العافية
ماشاء الله وحفظهما الله
الله يعطيهم الصحة والعافية … بركة الأرض كبار السن … الله يحفظهم ويطول بعمرها