مبتعثون قادمون من بولندا إلى جدة: أسبوع واحد يفصلنا عن رؤية القطيف والأهل أكدوا أن حرص المملكة خفف عنهم آلام الغربة في ظل الجائحة
https://youtu.be/JMCPFg_lbK8
القطيف : ليلى العوامي
طلاب مبتعثون ومرافقون وآخرون يدرسون في بولندا على حسابهم الخاص، حطت بهم طائرة الوطن على أرض مطار جدة الدولي مساء أمس (الأحد) عند الساعة العاشرة بتوقيت المملكة، وسيحلون ضيوفاً على مدينة جدة لمدة اسبوع في الحجر الصحي الإحترازي للتأكد من سلامتهم، ليكملوا الأيام السبعة المتبقية مع عائلاتهم بالحجر المنزلي. لم تكن الرحلة إلى أرض الوطن هذه المرة طبيعية، فهي جاءت بعد اشتياق ولهفة لرؤية الأهل والمملكة بعد غياب قسري.
ومن بين الواصلين، طلاب يعيشون في محافظة القطيف، منهم ثريا عبدالعال طالبة الطب البشري (سنة ثالثة)، التي تقول: “رغم الخوف الذي كنا نعيشه منذ بدء الجائحة، إلا أن اهتمام المملكة بنا، خفف الكثير من هذا الخوف في الغربة”. وقالت: “الحكومة الرشيدة كانت معنا كل لحظة، وشهادتنا تجاه المسؤولين مجروحة، فمنذ أن تحدثنا معهم ونحن نشعر كأننا تحت رعايتهم، فلم يتركونا أبداً”.
تضيف “أنا وأختي نادين من الدارسين على حسابنا الخاص، والسفارة السعودية في وارسو، تجري معنا يوميًا من ٣ إلى ٤ مكالمات، ليطمئنوا علينا، والتأكد من أن أمورنا كلها بخير، حتى ونحن في المطار، لم يتركوا الإتصال بنا، حتى صعدنا الطائرة”، مضيفة “وما أن وصلنا إلى مطار جدة حتى اقشعر بدننا، وشعرنا بالأمن والأمان لأننا في المملكة”.
الإجراءات الاحترازية
وفي جانبها، قالت رهف سعيد المحيميد (تخصص طب وجراحة): “الموظفون في سفارة المملكة في بولندا كانوا داعمين لنا جداً، وأبدوا حرصاً كبيراً علينا، وصبروا على المشاكل التي واجهتنا”.
وأضافت “كانت الرحلة إلى المملكة مغامرة لطيفة ومميزة، ومفعمة بالمشاعر الجياشة تجاه الوطن، ولكنّ وجود أخوات وإخوان الغربة فيها، منحنا شعوراً بالأمان لأننا راجعون إلى أحضان الوطن الغالي، وسنعود بعد أسبوع إلى الأهل والقطيف، وهذا يهوّن علينا كثيراً”.
وعادت ثريا عبدالعال للحديث مرة أخرى، وأثنت على الإهتمام، والإحتراز الذي لمسته في مطار الملك عبد العزيز تقول: “ما رأيناه فعلاً عمل جبار، وما لاحظناه كان أفضل من المتوقع، عمليات التعقيم والتطير في كل مكان، كل شخص يترك مكانه يتم تعقيمه، ليستخدمه آخر، والجميع بلا استثناء كان يلقي علينا التحايا”.
وأشادت رهف المحيميد بالخدمات الصحية للمملكة، وقالت: “الخدمات الصحية في هذه الجائحة مميزة ورائعة، وأشيد بالعمل الدؤوب، والأخلاق الجميلة لجنود الصحة الذين استقبلونا بحفاوة عندما هبطنا من الطائرة، وكذلك في المطار والباص والفندق، ونقدر لهم تضحياتهم في سبيل سلامتنا”.
الوعي اواضح
وعن الإجراءات الاحترازية في بلاد الغربة، قالت ثريا: “الإجراءات في وارسو كانت طبيعية جدًا، وما جذبني منذ البداية هو الوعي الواضح لأفراد المجتمع، بطبيعتهم كانوا يحرصون على التباعد الاجتماعي بين كل شخص وآخر، بما لا يقل عن متر ونصف المتر”.
وأضافت “وما أن وصلت الطائرة مطار جدة حتى هبطنا من الطائرة على دفعات مكونة من ١٠ أفراد، وتخلصنا من القفازات المستخدمة، وتم نقلنا بواسطة باصات من الطائرة إلى مقر المطار، وخضعنا للفحص عن درجة الحرارة، وسألونا عن أي أعراض تتناسب مع مرض كورونا، واستلمنا الحقائب والأمتعة بعد فحصها، ثم سلمناها مرة آخرى لإيصالهم إلى الفندق في سيارة خاصة، وفي الباص كنا متباعدين في المقاعد، ووصلنا الفندق، وتم إنزالنا على دفعات مكونة من ٥ أفراد بعد التعقيم، وأجرينا المسحة الأنفية بعدها اتجهنا إلى غرفنا”.
خطوة بخطوة
ووجهت الأختان ثريا ونادين رسالة إلى المحجورين في الغربة والخائفين من الجائحة “ثقوا تماماً أينما كانت سفارة مملكتنا موجودة، لن يكون هناك خوف، فالمسؤولون لن يتأخروا عن مساعدتكم، وهنا أوجه الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد على كل الخدمات الموفرة لنا بشكل سريع ومتقن، والشكر موصول إلى السفارة السعودية في وارسو، وكانت معنا منذ البداية خطوة بخطوة، كما نشكر طاقم وزارة الصحة على جهوده”
وما قالته رهف المحيميد، لايختلف عما شعرت به الإختان، وباقي الطلبة، وقالت رهف لـ”صبرة”: “مشتاقون كثيراً إلى حبيبتنا القطيف”.