توقعات مشايخ في القطيف: عيد الفطر “الأحد” بالتلسكوب.. و”الاثنين” بالعين المجردة دعوا إلى عدم اقتصار "الاستهلال" على رمضان وشوال

القطيف: ليلى العوامي، شذى المرزوق

فيما يتوقع علماء في القطيف أن يكون يوم الأحد المقبل أول أيام عيد الفطر المبارك، يرون أن الاستهلال لرؤية الهلال لن يكون صعباً هذا العام، سواء بالعين المجردة أو بواسطة أجهزة الرصد الحديثة، وطالبوا باعتماد الاستهلال في جميع شهور العام الهجري.

ومن مدارس فقهية متعددة، حدد العلماء شروط الاستهلال وأوقاته وأماكنه، كما حددوا الفئات التي تستطيع القيام به على الوجه الأكمل، مُشددين على أهمية الاستعانة بالأجهزة الحديثة في رؤية الأهلة، مؤكدين أن هذه الأجهزة تتماشى مع ما دعا إليه الشرع الحنيف.

غروب الشمس

البداية كانت لدى الشيخ عبدالله الخنيزي، الذي قال: “الاستهلال يكون من أعلى أسطح المنازل، على ألا يكون هناك ما يعيق الرؤية من بيوت ونخيل ووقتها عند غروب الشمس في الجهة الجنوبية من الغروب”.

 

التوقعات.. الأحد

وقال الْشَّيْخِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الحْبِيلَ: “يحاول الشباب تحري رؤية الهلال من خلال سطوح المنازل، فإن لم يتمكنوا من رؤيته بتاتاً لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب، فعليهم الاعتماد على المناطق المتحدة معنا في الأفق”.

ويضيف “المتوقع أن رؤية الهلال غير متعذرة بالعين المجردة، كما أنها ممكنة بالعين المجهزة بالتلسكوب”. ويقول: “التوقعات أن يكون العيد يوم الأحد لمن يقلدون من يفتي بثبوت الرؤية بالعين المجهزة بالتلسكوب،  والاثنين لمن يقلدون من يفتي باشتراط الرؤية بالعين المجردة”. وتابع “نسأل الله أن يوحد الجميع على عيد واحد وأن يرفع عنا البلاء والوباء ويعيده علينا وعليكم بحال أحسن من هذه الحال”.

العين المجردة

ومن جانبه، قال مسؤول لجنة متابعة الأهلة في القطيف الشيخ محمد الصويلح إن “المؤشرات العلمية والفلكية حول رؤية هلال عيد الفطر بالعين المجردة مساء السبت المقبل “غير محددة” في أفق المنطقة، بينما الرؤية بالتلسكوب ممكنة مع صفاء الجو”، مضيفاً “الرؤية بالعين المجردة ستكون ممكنة بسهولة في غرب أفريقيا ومناطق واسعة في أمريكا الجنوبية، لذا يتوقع أن يكون هناك اختلاف في هلال شهر شوال وذلك لاختلاف المباني الفقهية للمراجع العظام”.

وأشار الشيخ الصويلح إلى أن “عملية الاستهلال ممكنة حتى مع وجود حظر كامل للتجوال، وذلك من خلال الصعود لسطح المنزل”. ونصح الصويلح المستهلين الذين لا يملكون خبرة في عملية الاستهلال بـ”التواصل مع المختصين في علم الفلك وذلك لاعطائهم نبذة مختصرة عن كيفية الاستهلال”. وأوضح أن الاستهلال في مطلع كل شهر أمر مستحب، وتبنى عليه أمور شرعية كثيرة لا يمكن حصرها، كما أنه يعتبر من الظواهر الفلكية التي يبنى عليها الكثير من الأحداث الكونية”.

الجهات الدينية

وقال الصويلح “البعض يطالب الجهات الدينية بتوحيد رأيها في ثبوت الأهلة، وهذا الأمر لا يمكن أن يحصل، لأن الفقهاء يختلفون في مبانيهم الفقهية”. وأضاف “هناك من يرى أن الهلال لا يثبت إلا برؤيته بالعين المجردة في بلد المكلف، وهناك من يرى كفاية ثبوته بالتلسكوب، وهناك من يرى أن الهلال يثبت برؤيته في أي بلد نشترك معه بجزء من الليل، فبناءً على اختلاف هذه المباني كيف تحصل المطالبة بتوحيد الأهلة”. وقال: “الانتقادات التي تحصل عندما يكون هناك اختلاف في ثبوت الهلال إنما تعود لعدم استيعاب البعض لآراء الفقهاء المتعددة في هذا الشأن، وهذه المسألة كغيرها من المسائل الشرعية التي يختلف فيها الفقهاء لاختلاف مبانيهم، وتعجب من عدم تجاوز المجتمع لموضوع الاختلاف في الهلال، داعياً إلى عدم تجاوز الحدود وعدم ممارسة التسقيط تجاه الآخرين”.

وتساءل الشيخ الصويلح “كيف لمن يهتم بثبوت هلال الشهر حرصاً منه على أداء العبادات في تاريخها الواقعي أن يسمح لنفسه أن يرتكب المحرم في مهاجمة إخوانه وأبناء مجتمعه وتسقيطهم والتعرض لنواياهم باسم الدين”، مؤكداً أن الدين منه براء”. وأثنى الشيخ الصويلح على الإقبال الملحوظ من قبل الناس على الاستهلال في شهري رمضان وشوال، وذلك خلال السنوات الماضية، ودعا إلى امتداد هذا الاهتمام لبقية الأشهر القمرية أيضاً”. وشدد على خضوع المستهلين لدورات نظرية وعملية حول تحري الأهلة، مشيداً بالدورات النظرية والعملية التي قدمها مجلس الاستهلال الشرعي في القطيف والدمام وكذلك جمعية الفلك بالقطيف وغيرهم من المهتمين بعلم الفلك حول هذا الشأن خلال السنوات الماضية”. وتابع “الأمور ما عادت كالماضي، فهناك مراكز فلكية ولجان استهلال محلية تعمل على تقديم دورات علمية وعملية في موضوع الاستهلال، وما عاد المتصدين لتثبيت الأهلة يعتمدون على أي شخص يشهد برؤية الهلال دون التدقيق في الأمور العلمية”.

وسائل التواصل

وركز عضو مجلس الاستهلال الشرعي في القطيف والدمام  الشيخ محمد آل عمير على جانب آخر، وقال: “جلسة فضلاء المجلس ستنعقد عبر وسائل التواصل المرئي، وسيتابعون عبر هذه الجلسة الشهادات ودعاوى الرؤية في المنطقة وبقية المناطق المشتركة معنا في الأفق، ليتسنى لهم الإعلان عن النتيجة النهائية لهلال العيد طبقا للآراء المتعددة للفقهاء أعزهم الله تعالى”.

استخدام التلسكوب

وقال رئيس لجنة الاستهلال الشرعي في القطيف والدمام السيد إدريس آل شبر: “استناداً إلى المعطيات الفلكية عن وضعية هلال شهر شوال وخصائصه في أفق المنطقة عند غروب الشمس من مساء يوم السبت المقبل فإن رؤيته بالعين المجردة صعبة جداً، لكنها ممكنة باستخدام التلسكوب في حال صفاء الجو”.

وبناءً على تلك المعطيات، فإنه قد تشهد المنطقة اختلافاً في تحديد يوم العيد حيث سيكون الأحد أول أيام العيد لمن يجيزون تثبيت الهلال بالعين المسلحة، فيما قد يكون الإثنين أول أيام العيد لمن يشترطون الرؤية بالعين المجردة والله العالم”.

وذكر آل شبر أن هلال شهر شوال “سيكون في مرحلة الاقتران يوم الجمعة المقبل الساعة 8:39 مساءً حسب التوقيت المحلي، ويومها لن تحتمل رؤيته في أي مكان في العالم”.

وأضاف “مساء السبت المقبل وهو يوم التحري، سيمكث الهلال في سماء المنطقة بعد غروب الشمس لمدة 43 دقيقة، وسيكون ارتفاعه عن الأفق بمقدار 8 درجات تقريباً، وزاوية استطالته 10 درجات تقريباً، ونسبة إضاءة سطحه 0.84 %. أما بالنسبة للاستهلال في ظل الحظر الذي فرضته كورونا، فأجاب السيد بإمكانية الاستهلال من على أسطح المنازل”.

الشهر القمري

وركز الشيخ صالح شهاب على الآليات المتبعة في الماضي، وقال: “بداية، كانت مسألة ثبوت دخول الشهر القمري بالهلال بدائية في معارفها،  وتعتمد في تحديد الزمان على رجال الدين، وكان المسلمون يصومون ويفطرون بالرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما عزم على فتح مكة في شهر رمضان سنة 8 هجرية سأله ابن أم مكتوم وكان مؤذنا عن الافطار، فاجاب بالحديث المشهور عند المسلمين: “صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته”،  فإذا غم عليكم فأتموا العدة، يعني 30 يوماً، فأخذ الفقهاء عنصر الرؤية في فهم الدليل الشرعي واختلفوا في تحققها”.

وتساءل شهاب “رؤية الهلال هل يلزم فيها العين المجردة؟  أم تكفي مثل النظارة؟  أم يكتفى بمثل المنظار المقرب؟  أم يكتفى بالعين المسلحة وهي التي ترصده ولو من فوق السحاب أو قمم الجبال؟ أم أن الرؤية لا موضوعية لها، بل هي كاشفة عن الهلال، فيكتفى بولادته؟ فنحن بين مسارين فقهيين.

الاعتماد على الحسابات

واستطرد شهاب “ولكن بعد النظر في اشارات الآيات القرآنية الدالة على دقة حركة الأجرام السماوية، بما فيها الأرض والشمس والقمر وانها تخضع لنظام حسابي دقيق وتحكمها الهندسة والرياضيات الفلكية وفق معادلات لا تقبل الخطأ، وقد ثبت ذلك بالتجربة المحسوسة لسنين طوال، فليس علم الفلك اليوم هو التنجيم المنهي عنه، فالخلط بينهما وهم، وبعد الاعتماد على الحسابات الفلكية يومياً في الشروق والغروب وما يتبعهما من فجر وزوال والخ مما يحدد به أوقات الصلوات حتى أنك لا تجد مؤذنا يعاين الشمس أو الفجر بل يعملون وفق جداول الحسابات الفلكية… من هنا أقول يمكن الاعتماد على الحسابات الفلكية، التي تعتمد نتائج علمية دقيقة صائبة تحدد لنا إمكان رؤية الهلال من عدمه، ولا داعي للاستهلال ولا لشهود ونحوه، فقد قامت الرؤية العلمية  – وهذا علم أمرنا الله في كتابه باتباعه – مقام الرؤية البصرية التي قد تشتبه أو يحول بينها وبين الهلال عوائق طبيعية.  واتضح بهذا التوضيح المختصر امكان اعتماد رأي فقهي ثالث، وهو الرؤية العلمية لاثبات موضوع له وجود في الواقع الخارجي، والنتيجة ان يوم الاحد المقبل هو يوم عيد الفطر السعيد”.

 

 

‫6 تعليقات

  1. حسب ما تفضل به الشيخ صالح شهاب يعتبر من الصائمين يوم العيد وهو اليوم لأن الهلال موجود منذ بداية الاقتران البارحة الساعة 8:39 وفقا لمعطيات الحسابات الفلكية ..

  2. مع احترامي للمشايخ
    انتم جهة تشريعية تتلقون الشهادة وتتطمئنون الشاهد فقط ولال هذا العلم ليس تخصصكم البتة ولا يوجد شي اسمه نتوقع عند المشايخ في مثل هذه الأمور.
    لو ثبت العيد يوم السبت عند نصف المسلمين لجزمتم انه الأحد وهكذا انتم.

  3. نحن عبيد والعبد لا يحق له مخالفة مولاه
    فلنثبت عبوديتنا بطاعة السفراء ف عصر الغيبة، ونحن ف امتحان فمن ينجوا؟!

  4. جميل ان يتم طرح المسائل والنقاش في الأحكام بهذه الاريحية وبدون تسقيط، بل بكل ود وفيه بيان الأسباب التي من خلالها يعتمد الفقيه على الحكم الشرعي

  5. السلام عليكم
    نشكر المشايخ العلماء على بيان الأحكام الشرعية وتحمل المشاق في سبيل تبسيط الأحكام وتوضيح رؤيتها للعوام ،وكذا عتبي على فصيلة الشيخ صالح فما أتى به هو بحث علمي ومحله ليس في هذا التقرير المتواضع بل مجالس العلماء وهناك تدور النقاشات لافي مواقع التواصل الاجتماعي وخلق رأي جديد مع أنه حسب معلوماتي إن فضيلته ليس مجتهدا ليحق له إبداء رأيه في الوسط الاجتماعي ،،،

    أرجو منكم تقبل رأيي

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×