قصة “ينابيع الظمأ”.. تنقيح 5 سنوات.. وفوز نفاه العوامي
كتب: محرر صُبرة
قبل ثلاثة أيام فقط؛ تحدّثت “صُبرة” إلى الشاعر عدنان العوامي، وسألتْه عمّا إذا كان يعرف شيئاً عن ورود اسمه ضمن برنامج معرض الكتاب الدولي للكتاب هذا العام. نفى علمه بأي شيء قاطعاً. بل بدا غير مهتمّ. كانت معلومات “صُبرة” تقول إن اسم الشاعر العوامي وارد في البرنامج. مصدر المعلومات خاص، وطلب ألّا ننشر شيئاً إلا بعد حصوله على تأكيد. قسونا على رغبة السبق الصحفي؛ واحتفظنا بالسرّ، إلى أن تسرّبت الأنباء، صباح أمس، قبل المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الثقافة والإعلام، وأعلنت أسماء الفائزين..!
وبما أن الخبر تسرّب وانتشر؛ فإنه لم يعد خبراً، ولم تعد ملاحقة خبرٍ مهمّة، بقدر أهمية ما يكمن في الخبر من قصة. والقصة تقول إن مجموعة “ينابيع الظمأ” الفائزة بجائزة معرض الكتاب لهذا العام؛ احتاجت إلى 7 سنواتٍ حتى تصل إلى النور، منها 5 للتنقيح والمراجعة. لتكون المجموعة الثانية ـ فقط ـ في نتاج شاعرٍ تأخر، أكثر مما يجوز، في جمع شتات أوراق شعره..!
فكرة جلسة
وقصة السنوات السبع؛ يسردها عضو ملتقى “حرف” الشاعر علي سباع.. يقول “في جلسات الملتقى، عام 2011 أو 2012 طرحنا “شاطيء اليباب” للقراءة.. وتساءل بعضنا عن سبب عدم وجود ديوان ثانٍ للسيد عدنان العوامي. كان هذا التساؤل هو البادرة الأولى لمحادثة السيد فيما بعد في مجلسه حول رغبة الملتقى في طباعة ديوان. وكان السيد عدنان العوامي مرحباً جداً بالفكرة، ووافق مباشرة، ولكنه طلب وقتاً ليلملم قصائده.
لكن مدة لملمة القصائد أخذت وقتاً طويلاً جداً. حرصنا على استمرار التواصل معه محاولين الاستعجال، لكنها امتدت لأكثر من سنتين، إلى عام 2014، بين إضافة قصيدة واستبعاد أخرى. وبعد وصول جميع القصائد؛ أرسلنا الديوان إلى الصف وجلسنا مع الصفّيف علي البحراني فترة طويلة. كان السيد يراجع المسوّدات، يؤخر قصيدة ويقدم قصيدة، وكانت له في الديوان وقفات كثيرة، يهتم بالتفاصيل جداً، بالكلمة وبالحركة، ممكن حركة واحدة في كلمة يضطرنا إلى تغيير ديوان كامل، القراءة مرة وأخرى مرتين وثلاثاً.
أخذت منا هذه المراجعات سنتين إضافيتين. ولكن العمل لم ينتهِ. حتى آخر لحظة من بعد الصف تظهر ملاحظات جديدة للسيد. مثلاً؛ كان يقول “هذه المقدمة طويلة وتحتاج إلى تقصي”. وعلى مثل هذه الطريقة كان تدقيقه. السنة الخامسة هي سنة مشروع الطباعة افتراضاً. تواصلنا مع الدار فكان السيد أريحياً في هذا الجانب. ما كانت لديه مشكلة أي دار ستطبع الديوان، ولكن كان يرى أن الأهم أن يصل الديوان إلى أكبر عدد من الجمهور. ولله الحمد استطعنا أن نطبع الديوان بعد خمس سنوات من التعب ولكنه التعب المحمود الذي يُظهر الديوان بشكل جيد و طباعة جيدة.
وبعد طباعة الديوان كانت لنا رغبة في الاحتفالية بالسيد، وعرض الديوان في أمسية شعر له. ولكن للأسف؛ قوبلت فكرة عرض المطبوع بالرفض. وجهة نظره رفضت أن تكون الأمسية وكأنها شيء تجاري، فكان يرى بأن لا يباع الديوان وإنما يأتي الناس كي تسمع الشعر.. الشعر وفقط، لا لبيع الديوان”.
ويختم الشاعر سباع حديثه بالقول “من هذا المنبر نبارك للسيد العوامي هذا الفوز، ونبارك لنا جميعاً في ملتقى حرف، ونبارك للقطيف؛ لاسيما أن السيد عدنان العوامي هو الأب الروحي لجميع شعراء القطيف”.
ترشيح الديوان
على جانب آخر؛ كانت لصاحب دار أطياف” السيد عباس الشبركة قصة أخرى تخصّ فوز الديوان. فالسيد ـ حسب الشبركة ـ لم يطلب عرض ديوانه في مسابقة وزارة الثقافة والإعلام.. بل لم يكن يعلم أصلاً بترشيح ديوانه ضمن مطبوعات “أطياف” إلا لاحقاً.
يقول الشبركة “في كل عام نحاول إشراك أبرز إصداراتنا في المسابقات المحلية منها والخارجية. وقد أخبرتُ السيد بتقديم ديوانه ضمن ١٦ إصداراً.. أخبرته لاحقاً”.
يضيف الشبركة “قد لا أكون مبالغاً إذا قلت إني كنت متفائلاً بفوز أحد الإصدارات.. وفوز هذا الديوان بالتحديد.. هذا الإنجاز جاء تتويجاً يضاف الى كل إنجازات الأب الروحي لشعراء القطيف”.
ينابيع الظمأ |
- القصائد: 51
- الصفحات: 293.
- سنة النشر: 1438، 2017.
- الناشر: ملتقى حرف، دار أطياف.