زهرة اليوسف.. ممرضة في مستشفى.. فلاحة في المنزل شغلتها الزراعة المنزلية منذ طفولتها وطوّرت مهاراتها في البحرين ومصر
سيهات: شذى المرزوق
شغف طفوليّ تحوّل معها، مع الزمن، إلى مُزارعة منزلية، لتحوّل جزءاً من سطح منزلها إلى منطقة خضراء تتجاور فيها السيقان والأغصان. قد يكون الأمر هواية، لكنّه قدّم نموذجاً ناجحاً للزراعة المنزلية، ومثالاً قدّره فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، ليقدّم تجربتها في منصّة الإرشاد الزراعي، وتابعها أكثر من 5900 مشاهد قبل أيام.
زهرة اليوسف.. سيدة من مدينة سيهات، في الـ 37 عاماً، تعمل ممرضة ومنسقة أمراض الدم في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام”.
ظهرت في اللقاء بوصفها أول باحثة في الزراعة المنزلية، وسردت قصة طفولتها الأولى، حين كانت تجمع بذور الفواكه يقدمها لها الجيران بعد عودتهم من السفر.. تقول “كانوا كثيري السفر للدول الأوروبي بالذات، وحين أحصل على البذور؛ كنت أزرعها في أحواض جنباً بجنب مع بذور محلية انتقيها من فواكهي المفضلة”.
لكن التجربة لم تكن ناجحة تماماً..”ما كان يُحزنني هو رؤيتها تموت في الصيف، أو تتلفها العصافير، والجواب هو ذاته في كل مرة اتساءل فيها عن السبب : جونا ليس مناسباً للزراعة”.
وتكمل “الشتلات تموت والأسئلة تنمو في داخلي سنة تلحقها أخرى، لكن ذلك زاد إصراري على تعلم طرق الحفاظ على مزروعاتي.. حاولت جاهدة قراءة كل ما يقع تحت يدي من كتب توسع معرفتي بالزراعة، حتى صادف أن التقيت المهندس الزراعي مهدي الصنابير، في أحد المهرجانات، وقد لاحظ اهتمامي بالأمر من خلال مناقشتي معه وطرحي للعديد من الأسئلة، ومن هنا جاءت فكرة عمل قروب واتساب يجمعنا بالمهتمين بالزراعة ومهندسيها”.
تنسب اليوسف الفضل في تعليمها أساسيات الزراعة للمهندس الصنابير، فقد شجعها أكثر على تحصيل شهادات ودورات تعليمية في مجال الزراعة.
داخل المملكة لا وجود لدورات تعليمية في المجال الزراعي لغير الرجال.. لذلك تقول “تقدمتُ لدورات في الزراعة المنزلية وبحوثها بمملكة البحرين، ومن ثم انتقلت للمشاركة في إحدى الدورات التي نظمتها كلية الزراعة في جامعة الأزهر بمصر، والحصيلة كانت تجهيز سطح منزلي لمحمية خاصة بالزراعة المائية تحتل مساحة 4×6 م، وتقديم محاضرات حول مكافحة الآفات الزراعية والزراعة المائية والعضوية كذلك”.
وحين ظهرت، قبل أيام، في منصة الإرشاد الزراعي كان ذلك داعماً لها في المضي قدماً نحو هوايتها القديمة.. تقول “إنني شاكرة لهذا الاهتمام بالمرأة وتمكينها لتكون إحدى الوجوه المتحدثة والمشاركة في المجال الأبرز في محافظة القطيف.. الزراعة”.
مصادر المعرفة
وتدعو اليوسف المتابعين والمهتمين بالزراعة لاستقاء وتحصيل المعلومات العلمية الزراعية من ذوي الاختصاص ومناقشتها وفتح المجال للتأكد من مصادر المعلومات.. تقول “لاحظت أن أغلبها يأتي من هواة في السوشال ميديا”، وحرصا على نشر هذه الثقافة ترى أن “على المتابعين السعي والبحث للتزود بكل المعلومات الصحيحة التي ترقى بزراعة مملكتنا ومحافظتنا الخضراء للأفضل، وحتى يكون اللون الأخضر الجميل يزين كل بيوت القطيف، وعلينا أن نحرص على الاهتمام بهذه الثقافة الجميلة التي تعد موروثاً وإضافة الجديد عليها من خلال التعلم”.
وتطمح اليوسف إلى وجود جمعية مهندسين زراعيين، تضم خبرات وتجارب ودروساً ودورات للنساء والرجال على حد سواء لكل من هو مهتم ومحب ولديه هذا الشغف لنشر المساحة الخضراء في الوطن”.