الشرقية تستعدّ لصيف “لاهوب”.. والحرارة قد تتجاوز 50 درجة "كورونا" خفض التلوث فيها بنسبة 43%

القطيف: شذى المرزوق

تترقب المنطقة الشرقية صيفاً لاهباً، وعلى رغم أن الفصل يبدأ في 21 يونيو الجاري (بعد 18 يوماً)، إلا أن الموجة الحارة بدأت مبكراً هذا العام، فيما نبهت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى أن المنطقة على موعد مع موجة حر تصل إلى أكثر من 48 درجة مئوية، تبدأ من الـ5 من مساء اليوم (الأربعاء)، فيما يتوقع أن تتجاوز خلال الصيف 50 درجة.
وبدد مختصون آمال شاعت بأن يكون صيف هذا العام أكثر لطفاً من أعوام مضت، مستندين إلى انخفاض العوادم جراء الإجراءات الاحترازية المتخذة بعد جائحة كورونا.

الصيف لم يدخل بعد
وقال الفلكي سلمان آل رمضان لـ”صبرة”: “من المعروف أن هذه الفترة سنويا تتسم بهدوء نشاط الرياح مع اقتراب الانقلاب الصيفي (دخول فصل الصيف فلكياً)، والذي يكون في 21 يونيو، فتكون أشعة الشمس شبه عمودية، والرياح هي العامل الملطف للحرارة، وخاصة الشمالية منها، وقد يستمر ذلك نحو أسبوع تسجل فيها درجات الحرارة نهاية الأربعينيات”.
لكن آل رمضان استدرك قائلاً: “مع عودة الرياح الشمالية، التي تعرف بالبوارح، تهب بشدة مع شروق الشمس، وعادة ما تثير الأتربة والغبار، والذي يترسب ليلاً في الأعلى وعلى الأشياء وتستمر غالبا حتى منتصف يوليو، حيث هو بالعادة موسم الرطوبة الذي يستمر حتى نهاية أغسطس، وقد تبقى أحياناً حتى سبتمبر”.

“كورونا” خفضت التلوث
وحول انخفاض مستوى التلوث بفعل تداعيات جائحة كورونا، قال الناطق باسم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور حسين القحطاني لـ”صبرة”: “إن الجائحة ساعدت في خفض مستوى التلوث في العالم بشكل عام، وكذا على مستوى المملكة”، لافتاً إلى مؤشرات دلت على تحسن جودة الهواء تصل إلى 43%، فيما سجلت محطات رصد جودة الهواء انخفاضاً في مستوى التلوث وصل إلى 62% في الرياض، بينما تذبذت في مناطق أخرى.
وأضاف القحطاني، أن انخفاض الاحتباس الحراري أدى بالتالي إلى انخفاض مستوى التلوث بشكل ملحوظ، مع ملاحظة التفاوت في ارتفاع الحرارة المناطقية، ففي الشرقية تسجل أكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة عن باقي المناطق، حيث ينحبس الهواء الساخن الموجود في طبقات الجو المنخفضة، وترتفع حرارته بشكل كبير، لذلك تصل درجات الحرارة إلى مستويات قد تتجاوز الـ 50 درجة مئوية خلال هذا الفصل.

تأثيرات “كورونا”
بيد أن أستاذ المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبد الله المسند، قلل من تأثيرات “كورونا” على الطقس، ورأى أن ما فرضته “كورونا” من حظر ومنع تجول لا يعني أن الأرض تعافت، بل أنها أخذت نفساً قصيراً جداً من التعافي.
وقال المسند لـ”صبرة”، عن مدى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على المنطقة في زمن “كورونا”: “وقت الحظر قصير جداً، وبالتالي لن تتأثر درجة الحرارة، سواءً فيما تبقى من فصل الربيع أو فصل الصيف المقبل”.
وضرب مثلاً بالمدخن طيلة 70 عاماً، فأنه “لن يؤثر فيه انقطاع 3 أسابيع، أو حتى 3 أشهر تأثيراً كبيراً، أي أنه عاد لطبيعته ولياقته، فهذا الأمر ينطبق على الأرض”، وذكر أن حظر قيادة السيارات أو الطائرات كذلك ليس له التأثير الملحوظ، حتى وإن قلت نسبة التلوث بالهواء، بل هي فترة تعافي بسيطة للأرض.

صيف رتيب
ورأى الدكتور المسند، أن فصل الصيف، سواء الماضي أو المقبل هي “فترة رتيبة الرتابة المعهودة كل سنة، فلا تغيير كبير فيها، إذ أن درجة الحرارة غالباً متقاربة”، متوقعاً أن المنطقة الشرقية ستتعرض خلال شهري يونيو ويوليو للغبار والحرارة، بينما ترتفع مع بداية أغسطس، مع ارتفاع نسبة الرطوبة.
وكان المسند أشار إلى أن الشرقية تحتل المركز الثالث في ارتفاع مستوى الحرارة عالمياً خلال الساعات الـ24 الماضية، بعد العراق والكويت، وستبقى متصدرة في درجة الحرارة طوال فصل الصيف.