عين على محرم يجب أن يتصف خطابنا بالإنسانية لا الطائفية.. وبالبناء الوطني والإنساني
الشيخ صالح آل شهاب
شهر وايام فاصلة زمنية قصيرة تفصلنا عن محرم الحرام ١٤٤٢ فماذا أعددنا له؟
سؤال ربما دار في كثير من الأذهان بعدما فرغنا من أيام عيد الفطر السعيد قبل شهر وأيام، وكالمعتاد تتم الاستعدادات والتحهيزات بوقت كاف لمثل هذه المناسبات، بيد أن هذا الموسم يتسم بنمطية مختلفة تحتاج منا دراسة واعية وشمولية لكل من الفرص والتحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي…
فما هي فرص الموسم وما هي تحدياته؟
وكيف ننظر إلى بيئته الداخلية و بيئته الخارجية؟
ولا ريب بأن التخطيط روح النجاح، وان رصد خطة طوارئ هي متممة للنجاح وضمانة تكفل باستمراره على مدى اكثر بعداً.
وتمثل مجالس محرم رافداً ثقافياً يغذي حصة الاسد من مجتمعنا، لميل الناس إلى المسموع أكثر من ميلهم إلى المقروء، تكاد لا تنعدم القراءة عند غير النخبة، لذا من المهم جداً أن نعتني بصياغة خطاب يبني اصول الثقافة في مجتمعنا.
والوضع الراهن يفتح باب الاحتمالات في مجالس محرم ١٤٤٢، فهل سينفتح الناس على المجالس كما كانت في الاعوام الماضية رغم الجائحة؟
هذا الاحتمال مستبعد، لتشبع ثقافة الناس حالياً بالتباعد وتقليل الاحتكاك وعدم التزاحم ولا توجد مجالس تضمن المسار الصحي.
أم أن الناس ستكتفي بإشباع خط العاطفة الدينية وخط التغذية الثقافية عبر مجالس البث المباشر او المسجل هي في منازلها حياطة على صحة المجتمع؟
علينا كمجتمع يختزن وعياً كبيراً في طاقاته أن نسلك المسار السليم، فلا ولاؤنا يقل ولا ثقافتنا الدينة ستهبط أو تنحرف عن المسار الذي سلكناه في الطريق المؤدية إلى هدي النبي وآله (ص).
والتحدي الذي نواجهه في هذه الظروف الحرجة يفرض علينا اتخاذ آلية تتناسب مع ما نصل فيه إلى الهدف من اقامة المجالس الحسينية في كل عام ونحافظ على ارقى مستوى للخطاب، حيث لا ننس أن خطابنا سيصل عبر الأثير إلى كل بقاع الدنيا فمن الواجب علينا ان يتصف خطابنا:
بالإنسانية فضلا عن الاسلامية
الابتعاد عن الطائفية
تكريس الخطاب فيما يبني المشاريع الوطنية والانسانية
استهداف وعي الجماهير على المستويين الإيماني والأخلاقي
والنتيجة هي محاولة الوصول إلى صياغة هادفة توصل أهداف النهضة الحسينية إلى الجماهير بشكل يتناسب مع مختلف المستويات التعليمية والثقافية والادراكات العقلية.
ومن هنا تقع المسؤولية على عاتق الخطيب في تأدية رسالته وعلى صاحب المجلس في انتقاء الخطيب الرسالي القادر على انهاض المجتمع والتحامهم بمدرسة آل البيت (ع) وهذا ما يفرض على الخطيب مستوى دراسي وتعليمي عال كي لا يطرح ما لا يدرك أبعاده من علوم إلهية او طبيعية أو إنسانية، كما يفرض عليه اكتساب مهارات متنوعة لفهم مدرسة الحياة بعد مدرسة الاسرة ومدرسة التعليم الخاص.
كما ينبغي النظر في إدارة المآتم بشكل يتناسب مع النمطية المؤسساتية بعيدا عن الاستبداد الفرداني المنغلق.
ولا تنخفض مسؤولية المستمع في تطوير الخطاب فهو مسؤول في تنميته الخطاب بطريقة التغذية العكسية.
وكلنا أمل في إنجاح هذا الموسم ووعي كافة الأطراف المعنية،،،قال تعالى (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) الاسراء آية ٨٤.
والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على محمد وآل محمد كثيرا.
احسنت شيخنا كلام جميل