[فيديو وصور] موز القطيف.. الجنة القديمة إنتاج يتراجع عاماً بعد عام
أحد بساتين القطيف القديمة وشجر الموز يظهر خلف سياجه (أرشف أرامكو)
القطيف: صُبرة
“موز الجنة”.. هكذا يُنادَى به في سوق الخضار عند البيع. ويبدو أن هذا الوصف ليس آتياً من طعمه المختلَف فيه. والأرجح أنه وصفٌ لجنة القطيف الخضراء القديمة، حين لم يكن يخلو بستانٌ في القطيف من اصطفاف أشجار الموز فيه، وفي واجهاته، وبين نخيله، وعند سواقيه..!
وتوثّق صور أرامكو القديمة؛ وجود أشجاره في كثير من البساتين. وما كثّف وجوده هو وفرة الماء، وهذا الشجر يحتاج إلى شرطين لينمو ويُثمر.. يحتاج إلى الماء الوفير، ولذلك انتشرت زراعته في السواقي الجارية. كما يحتاج إلى ظلّ، إذ إن شجرته ضعيفة وجذعها طري، وأوراقها يجب أن تبقى ريّانة.
ربما هذا ما جعل الناس يصفونه بـ “موز الجنة”.. جنة القطيف الخضراء.
تُشبه شجرة الموز شجرة النخيل في تكاثرها، فكل منها تُثمر وتُولد منها شُجيرة، وهذه الأخيرة تخلف أمها في النمو والولادة. لكن شجرة الموز لها عمر قصير، عمر سنة واحدة، ثم تليها شجرة أخرى منها. أما ثمارها فهي في شكل عذوق تتفرع منها الثمار.
وعلى الرغم من وفرة إنتاجه؛ لم يكن الموز سلعة استراتيجية قابلة للتصدير في الزمن القديم. بل هو للاستهلاك المحلي، بسبب معوّقات تخزينه وشحنه، وكلّ ذلك يتطلب إمكانيات لم يكن فلاحو القطيف قادرين عليها. لذلك استهلكه الناس في موسمه الصيفي، وتناولوه وباعوه في أسواق الخضار.
بسبب التراجع الكبير في موارد المياه؛ تراجعت زراعة الموز في القطيف أيضاً. وبات إنتاجه يقلّ عاماً بعد عام، تبعاً لوجود منافسة للموز المستورد المتوفر على مدار العام. ويمكن القول إن زراعته الحالية غير موجودة إلا في آحاد من بساتين القطيف، وتحديداً في سيحات محدودة من جنوب الواحة، الخويلدية والجارودية.
وبسبب ندرته؛ يصل سعر العذق الواحد منه إلى 70 ريالاً، لكنه قد يتراجع إلى 30 ريالاً. ويعرضه الباعة في سوق الخضار، وفي الطرق الريفية إلى جانب الرطب والتين المحلي.
فلاح من القطيف وخلفه شجرة موز (أرشيف أرامكو)
شاهد الفيديو