تسبيحة لحجر صلد

علوي الخضراوي

 

نحيبكَ أم مفاتيحُ الجِنانِ

ودمعكَ أم ورورد الإقحوانِ

 

هلمَّ معي بروحكَ كي تراني

أُعاني في الكتابةِ ما أعاني

 

وجرِّب أن تحُبَّ ولو جداراً

لتبني ما بنيتُ من الأماني

 

كناطحةِ السَحابِ رأيتُ برقاً

أمامي فاشتبكتُ مع المَعاني

 

نزارُ فمي يحُمسني لنمضي

معاً للهِ في السَّبع المثاني

 

وأعرفُ ما يريدُ الله مني

وهل في اللهِ شكٌ يا زماني

 

ومرشدي الضمير فلا تلمني

بميزانٍ يفسر أو بيانِ

 

غريبٌ ما يقولُ الناس عني

وأغربُ منه شكري وامتناني

 

حسينيٌ دمي في كل شيئٍ

وصبري والتوكل شاهدانِ

 

اذا كان الجنونُ بهم هواناً

فأهلاً بالعذابِ وبالهوانِ

 

إذا قفز الأذانُ نكزتُ عزمي

ولملمتُ الهداية باتزاني

 

سَمائي حانتي صندوق كنزي

بلا سفنٍ تمرُ ولا مواني

 

وآخر ما يعيب الفذ مثلي

رحيلُ الراحلين من المكانِ

 

وأن معي وليس معي يقيناً

حبيبٌ لا يَعوزُ لترجمانِ

 

يُنبهني لأحمدهُ كثيراً

ويشغلني بهِ في كل آنِ

 

جميلٌ لا يُرى لكن قلبي

يراهُ متوجاً بالصولجانِ

 

يراقبني يؤدبني مِراراً

ويجري الصالحات على لساني

 

يكُلمني وكل الناسِ حولي

ولولا الطين همَّ إلى احتضاني

 

حييٌ في علاهُ جواد نفس

اذا أغفلتُ موعدهُ دعاني

 

يقول الأرض صقركَ فاقتنصها

وحاذر ما يطيرُ من الثواني

 

هدمت بتوبتي ذنبي وجرمي

وهدَّ هواكَ قاطبة كياني

 

إذا ابتسمتْ سماتُ رأيتُ فيها

كثيراً من ملامحكَ الحسانِ

 

ويغلبُني التفكرُ فيكَ حتى

أضعتُ لطفلتي الصغرى حَناني

 

تجادلني وأشردُ فيكَ منها

وتمسكني فأنسى ما بناني

 

أقض هواك شيطاني المعنى

ونور هداكَ عن قومي عَماني

 

ولي من طرفة البكري وجه

اذا ما الحزن في ليلي امتطاني

 

جمالي طيبتي من يمتدحني

أمام الناس في وجهي هجاني

 

تحدتني البلاغة أم أوفى

وكم عثر ابن سلمى من حصاني

 

وليلى الأخيلية تجتويني

وتعشقني المحافل والأغاني

 

أنا فهد الكلام سبقت عصري

فلا تستغربي مما دهاني

 

ولا تتململي من طول شعري

اذا ما جس إصبعه كماني

 

كما شاء النبوغ ولدت طفلا

وأذكر ثدي أمي ما سقاني

 

قديحي أبي ما هان يوما

وثوب الفقر من صغري كساني

 

تخوفني الحياة وليس تدري

حياة البؤس قبلي ما شجاني

 

انا شمس اليقين ولم تزدني

نصوصي نجمة أو نجمتان

 

أسير على القصيدة مشرئبا

بلا ساق تخب ولا يدان

 

أنا نخل القطيف وأي طول

كطولي حين يصهل بي جناني

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×