أيمن المرهون جرب العيد بنكهة “كورونا”.. و”الشيشة” بريئة خوفه على صغيرته فدك لم يحمها وزوجته من العدوى
صفوى: شذى المرزوق
“عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ”، لعل شطر بيت أبو الطيب المتنبي هو لسان حال أيمن سليمان المرهون، الذي قضى أيام عيد الفطر الماضي ما بين الشكوك والآلام، متنقلاً بين مستشفيات تأرجحت فحوصاتها بين إصابته بالتهاب بكتيري، أو التهاب رئوي.
حتى المسحة التي أجراها للكشف عن فيروس كورونا – الذي كانت مخاوفه تدور حوله – في مركز دارين، كانت نتيجتها سلبية.
تدخين الشيشة
المرهون، الحاصل على بكالوريوس هندسة في الإدارة التقنية من الولايات المتحدة الأميركية، كان يبرر لنفسه آلام حلقه بأنها تعود لتدخين “الشيشة”، وأن ما يشعر به “مجرد وهم ومخاوف”. لكن مع ارتفاع درجة حرارته واستمرار آلامه؛ كان الفحص الذي أجراه في مستشفى القطيف المركزي ليلة العيد، قاطعاً للشك باليقين، وبات “كورونا” بشكل مؤكد هو السبب وراء تدهور حاله الصحية، وصار العزل مصيره في ليالِ العيد، التي قضاها وحيداً، قبل أن يتعافى ويعود ليروي لنا قصته.
هواجس الإصابة
يقول المرهون “أكدت نتيجة المسحة الأولى يوم 20 مايو، أن جسدي خال من الفيروس، ظننت أن الأمر انتهى، كنت أخشى أن أكون مصاباً، وأنقل العدوى إلى أسرتي من دون أن أعلم، لذا توجهت إلى مستوصف سلامتك في صفوى، وبعدها مستشفى صفوى، وفي كلاهما تلقيت إجابة واحدة؛ أن ما أشكو منه هو التهاب بكتيري”.
اختلف الأمر حينما توجه الشاب الاربعيني إلى مستشفى المواساة في الخبر. كانت حرارته وصلت إلى 40 درجة. شك أطباء الطوارئ في مؤشراته وتحاليل دمه، كانت تشير إلى أعراض “كورونا”، لكن لم يكن هناك مكاناً متوفراً في المستشفى لتنويمه، لذا توجه إلى مستشفى القطيف المركزي، التي أجرت مسحته الثانية.
عاد المرهون إلى منزله، منتظراً نتيجة المسحة، لكن هذه المرة، عزل نفسه عن أفراد أسرته؛ زوجته، وأبناؤه الأربعة: فجر (14 سنة)، حسين (12 سنة)، فدك (7 سنوات) وهادي (4 سنوات)، وليلة العيد علم بالنتيجة: إيجابية الإصابة، ويجب الكشف على الأسرة.
مصابون في العيد
12 ليلة قضاها المرهون في العزل، ما بين المستشفى والحجر الفندقي. كان يؤرقه فيها إصابة ابنته فدك وزوجته بالفيروس أيضاً. كان يظن أنه من نقل إلى الصغيرة العدوى، بسبب عدم قدرته على مقاومة احتضانها له كلما رأها.
انعزلت الصغيرة مع والدتها في مجلس البيت، كان يتواصل معهما ومع باقي أبناؤه ووالديه إلكترونياً، حتى انتهت فترة عزله، ليعود إليهما ويساعدهما في “تخطي التجربة الكورونية” على حد وصفه.
الحذر الحذر
بعد العودة إلى الحياة بلا قلق، يوجه أيمن المرهون رسالته إلى الجميع، مؤكداً أهمية الاجراءات الاحترازية، قائلاً “الدولة انفقت الأموال والجهود وضحت باقتصاد البلد لحمايتكم؛ أرحموا أنفسكم وأرحموا من هم في الصفوف الأمامية لحمايتكم. هم يعانون الكثير من أجلكم؛ لا يرون عائلاتهم وأطفالهم، بل هم في دائرة الخطر للإصابة بسبب وجودهم مع المصابين، لعلاجهم”.
ويختتم حديثه قائلاً “هذا الفيروس لا يعرف كبيراً أو صغيراً، لذلك أقول وليس تهويلاً، ولكن قد تنجُ منه وقد لا تنج، فالحذر الحذر”.