قبل 48 ساعة من انطلاقته.. “كورونا” يخيم على الحج ومشاعر فرح بانطلاقة “الموسم الاستثنائي”
منى: واس
بلغت الاستعدادات الحكومية لموسم الحج الحالي ذروتها قبل 48 ساعة من بدء أعماله. وقالت الأجهزة المعنية المشاركة في تنظيم الموسم إنها تضع حالياً اللمسات الأخيرة على برامجها وخططها، التي تضمن لضيوف الرحمن حجاً آمناً في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة والعالم، في ظل استمرار جائحة كورونا.
الخدمات العلاجية
أعلنت وزارة الصحة جاهزية مستشفى منى الوادي بسعة 160 سريرًا، لتقديم الخدمات العلاجية اللازمة للحجاج، ويضم قسم الطوارئ في المستشفى 34 سريرًا (24 للطوارئ، و6 لإنعاش الحالات الحرجة، و4 للحالات التنفسية)، بالإضافة إلى غرفة للضماد، وأخرى للكسور، فيما بلغ عدد الأسرة المخصصة للعناية المركزة 21 سريرًا، فضلاً عن 6 غرف ذات التدفق السالب.
ووفرت “الصحة” 48 سريرًا لحالات الإجهاد الحراري (نصفها للحالات الحرجة والنصف الآخر للحالات المتوسطة). ويضم المستشفى غرفتين للعمليات، وغرفة لمناظير الجهاز الهضمي، وقسماً للتعقيم، فيما يوفِّر المختبر جميع التحاليل والفحوصات المطلوبة، إضافةً إلى بنك الدم الخاص بالمستشفى، وكذلك يحتوي قسم الأشعة على 3 أجهزة متحركة وجهاز ثابت، علاوة على جهازين للأشعة المقطعية والتلفزيونية.
10 لغات
من جانبها، واصلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها للموسم، وقدمت عددًا من الخدمات من ضمنها “مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة” للعام الثالث على التوالي، وهو عبارة عن ترجمة فورية متزامنة لخطبة يوم عرفة.
وتبث ترجمة خطبة عرفة عن طريق التطبيق الإلكتروني بواسطة الأجهزة الذكية (Arafat Sermon app), والموقع الإلكتروني المخصص لخطبة عرفة باللغات (www.arafat.gph.gov), والبوابة الإلكترونية للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام (www.gph.gov.sa) ومنصة منارة الحرمين (https://manaratalharamain.gov.sa).
ندوة الحج الكبرى
افتراضياً، تنطلق ظهر اليوم (الإثنين) أعمال ندوة الحج الكبرى الافتراضية التي تنظمها وزارة الحج والعمرة تحت عنوان “قواعد الصحة العامة وتطبيقاتها العلمية في ضوء التوجيهات والممارسات النبوية”، وذلك عبر الاتصال المرئي ZOOM .
وتضم أعمال الندوة 4 جلسات. وستكون الجلسة الافتتاحية بعنوان “من الحج إلى العالم “، بمشاركة وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن وعدد من المسؤولين. وتحمل الجلسة الأولى للندوة عنوان “التشريعات النبوية والمعايير الصحية”، وتتناول الجلسة الثانية الأوبئة والنوازل بين الشعائر الدينية وحفظ النفوس.
وتركز الجلسة الثالثة، التي تحمل عنوان “الطب الوقائي النبوي وتطبيقاته العالمية” على آليات الحماية من الأمراض والأوبئة، وتأتي الجلسة الرابعة بعنوان “المستجدات العلاجية في الصحة العامة”، وتتناول أحدث طرق العلاج والوقاية من الأمراض.
الضبط الأمني
أمنياً، تفقد مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق أول ركن خالد الحربي أمس مشروع تطوير مركز الضبط الأمني النموذجي بالشميسي الواقع على جانبي الطريق الرابط بين مكة المكرمة ومحافظة جدة الذي شارف على الانتهاء. ويسهم المشروع في تقليص فترة الانتظار خلال أوقات الذروة، وهو يشمل 16 مسارًا للمركبات، ومكاتب إدارية، ومسجد، ومبانٍ نوعية لعدد من الأجهزة الحكومية التي تقدم الخدمة لسالكي الطريق.
طب الحشود
إلى ذلك، اختتمت أمس (الأحد) أعمال ملتقى الحج العلمي “عن بُعد” تحت عنوان “المستجدات في مكافحة كورونا”، الذي نظمته الخدمات الطبية بوزارة الداخلية ممثلة بمستشفى قوى الأمن بمكة المكرمة، بجضور أكثر من 1080 شخصاً عبر الاتصال المرئي من المهتمين بالجوانب الصحية في مختلف القطاعات.
وتناول الملتقى عبر جلساته، تحديات طب الحشود في موسم “فيروس كورونا المستجد”. وأكد المشاركون أن جميع الطرق العلمية المتبعة في تحليل المخاطر والخطط الوطنية المتبعة تقوم على دراسات علمية في إدارة الحشود.
فيما ناقشت الجلسة الثانية مسار تطور العملية العلمية للقطاعات في مواجهة تحديات جائحة فيروس كورونا المستجد، والتواصل غير المباشر بين الكوادر الطبية.
مشاعر فرح
تجلت مشاعر الفرح والسرور لدى ضيوف الرحمن على ما تحقق لهم من إتاحة الفرصة لأداء مناسك الحج هذا العام. وأشاد المقيم المصري محمد عبدالله السيد بالاهتمام الكبير والإجراءات الدقيقة التي تتبعها المملكة لسلامة الحجاج من الأوبئة واتباع التعليمات الرسمية العالمية والمحلية لسلامة الحجاج في ظل الجائحة.
وقال عبد الرزاق (الكاميرون)، وهو أحد طلاب الجامعة الإسلامية، “إن الإجراءات التسلسلية لقبول حج هذا العام كانت سلسة من قبل المسؤولين، حيث جرى التواصل معهم لإخبارهم بقبول تصريح الحج، ثم بدأت الإجراءات الصحية من خلال الفحوصات الطبية للتأكد من السلامة من أية أمراض أو علامات تدل على أي اشتباه.
وامتدح مرحوم إدريس (أثيوبيا) الجهود المبذولة من قبل المملكة تجاه خدمة حجاج بيت الله الحرام. ويقوم إدريس بأداء مناسك الحج لأول مرة في حياته، مبدياً سعادته بتحقيق الحلم، مؤكداً أن الإجراءات التي عمل عليها كانت نوعية ولافتة.
وعبرت مريم محمد الأمين (موريتانيا) عن سعادتها بحج هذا العام الذي تؤديه لأول مرة في حياتها، وقالت: “بدأنا إجراءات الحج بطريقة رائعة، والتزمنا بجميع الإجراءات الصحية والوقائية الرسمية”.