[ميناء القطيف 25] المقيم البريطاني يطلب نقودًا من عبد الحسين بن جمعة

[من أوراقي 25]

ميناء القطيف

مسيرة شعر وتاريخ

عدنان السيد محمد العوامي

مما تضمنته إضبارتي من الوثائق المتصلة بأخبار آل جمعة وثيقتان:

الأولى – رسالة من الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) موجهة إلى الميجر آي بي تريورسي آي إي، باليوز بريطانيا في البحرين، مؤرخة في السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1332هـ، جوابًا على رسالة منه سابقة، نص رسالة الملك بعد البسملة:

من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب الأجل الأمجد الأفخم، حضرة الميجر آي بي تريورسي آي إي، باليوز الدولة البهية القيصرية بالبحرين المفخم

بعد تفقد الخاطر الكريم، والسؤال عن رفاهية المزاج السليم، أخذنا مشرّفكم المكرم نمرة 416 /1914 مؤرخ في 10 ربيع الثاني سنة 1330. سرنا سلامتكم، وما عرف جنابكم كان معلومًا، من خصوص كتبكم لرئيس الخليج، وطلبكم الإفادة منه، وأنه بوصول التعريف إليكم تعجلونه إلينا، هذا هو المأمول فيكم، ونحن – إن شاء الله – بانتظار ذلك، وعن توصلنا الحسا؛ هذا هو عزمنا، إن شاء الله، وحالاً متوجهين بعد التاريخ بِكَم يوم وحِنَّا، إن شاء الله، بأطراف الحسا والقطيف، والمراجعة بيننا وبينكم متصلة بما يلزم، إن شاء الله، عرف جنابكم نأمر على خادمنا أمير القطيف يخلص من عبد الحسين بن جمعة 13666 ربية، موجب تعريفكم له، قد عرَّفناه بذلك، وبجميع ما يلزم لأتباع الدولة البهية، ودمتم محروسين.

 27 ربيع الثاني 1332. ختم([1])

الثانية:

    – رسالة من الشيخ علي بن حسن علي الخنيزي (أبو عبد الكريم) حول الولاية على موقوفات صالح بن جمعة، هذا نصها:

>11 رمضان سنة 1332هـ. لحضرة عِزِّ المسلمين، بل ناموس شعبة الموحدين، الأمير الأعظم، بل الملك المعظَّم، الشيخ عبد العزيز المحترم، ابن الإمام المبجل الشيخ عبد الرحمن آل فيصل أدام الله عزَّه، وأيد سلطانه.

بعد إلقاء أفضل السلام بأكمل التحية بالإجلال والاحترام، نهنِّيك الأجرَ والثواب، لقد فاز الصائمون، ونجا المخلصون، تقبَّل الله أعمالكم، وشكر سعيكم، ونهنيك أيضًا، أن عموم خدامكم في كمال الراحة، لكم شاكرون، ولنعمائكم حامدون، قد تكاثرت الخيرات، وتزايدت البركات، وشاع الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ذلك من أنفاس سعادتكم، وآثار حسن نيَّتكم، أدام الله عِزَّكم، وأيدكم، وأمدكم، وأمد في بقائكم، آمين. تكدرنا مما بلغنا من  مرض عين الأخ سعد، ولا بأس عليه، إن شاء الله تعالى، مَنَّ الله عليه بالسلامة والصحة والعافية. كتابكم المعظم رقم 1 من شهر الحال تشرفنا به ليلة 11 منه، أسرنا وجملة الإسلام  بسلامتكم، أطال الله بقاءكم، ومتعنا بفضلكم. أمرتم فيه أن نضع اليد على موقوفات صالح بن جمعة، وأن نصرِّفها، في وجوهها الشرعية، تأكيدًا لما سبق من حضرتكم، كما أشرتم، وبأذن الأكرمَين الناصحَين؛ الأمير عبد الرحمن الأكرم، مع الأخ يوسف المحترم([2])، منذ بيانكم السابق وضعنا اليد حسب أمركم. لقد أصاب الله بكم المراشد، وفزتم بأجمل المقاصد، شكر الله سعيكم، وأعظم أجركم، وأعزَّكم، وأمدَّكم بالنصر والظفر, آمين. والسلام عليكم وعلى حضرة الإمام والإخوان والأولاد، الكرام، منا ومن الأمير الأفخم، والأخ يوسف المحترم، ورحمة الله على الدوام. الداعي لكم بالنصر والتأييد

علي بن حسن علي آل الخنيزي

الختم

آل جمعة في المدونات المحلية المعاصرة

تلك هي صورة آل جمعة في رأي المعاصرين لهم، خلال قصائد يتجلى فيها الثناء والمدح، والمراسلات والوثائق، فما هي آراء الكتاب المتخلفين زمنيًّا عن عصرهم؟

أول من وقفت عليه ممن تناول سيرة هذه الأسرة هو الأستاذ محمد سعيد المسلم (رحمه الله)، في كتابه (ساحل الذهب الأسود)، تعرض لأسرة آل جمعة وخلاف أبرز شخصياتها (منصور باشا) مع متصرف لواء الأحساء المنتدب؛ (السيد طالب النقيب)، والسبب الذي انتدب من أجله، وهذه صورة ما كتبه بالنص: >وفي أواخر القرن التاسع عشر أشرفَت الخلافة العثمانية على الانهيار، ونخَر في جسمها الضعف والانحلال، وسادت الرشوة والفساد في أجهزة الدولة، فضعفت هيبتُها في النفوس، فتجرَّأ زعماء البادية على الاستهانة بها، والتمرُّد على أوامرها، فبطشوا – مرةً – بحاميتها، وقتلوا منها خمسين رجلاً، بينما كانت في طريقها من العقير لحماية القافلة التجارية التي اعتادت أن تقوم بهذه الرحلة كل أسبوع، وعلى أثر هذه المجزرة، انتدبت الدولة سنة 1320هـ رجلاً قويًّا لولاية الأحساء والقطيف، يُدعى السيد طالب باشا النقيب، فقمع تحرشات البدو، وفتك بهم، وصادر مواشيَهم، ووطد الأمن في المنطقة.

محمد سعيد المسلم

ويصفون السيد طالب بأنه كان طاغيًا، مستبدًا. حدَّثني المرحوم والدي أن الصدفة جمعته بمنصور باشا الجمعة في الباخرة، وهو قادم في طريقه لهذه المنطقة، فتحدَّث معه في مختلِف الشؤون، وكان – في أثناء حديثه – يُظهِر اعتدادَه بنفسه، ويقصُّ عليه حكاياتٍ، مزهوًّا بفتكه وطغيانه، فسخر منه منصور باشا، وعلق على حديثه: “لأنك لم تلتَق برجل”، فوجد عليه، وأضمرها في نفسه، فلما قدِم إلى القطيف وجد الفرصة مُهيَّأةً للانتقام منه، فانتهز فرصة غيابه، فقبض على أخيه واعتقله، ثم عمِد إلى قصوره فهدمها، وساعدته الظروف؛ إذ كانت البلاد في ذلك الوقت متفرقة إلى شيع وأحزاب.

ولما وصل خبر النكبة لمنصور باشا اتَّصل بالباب العالي، ورفع قضيته إلى الدوائر العليا، واستصدر أمرًا بعزل السيد طالب باشا النقيب، وكان [منصور] في وقته أبرزَ شخصية مقرَّبة للدولة العثمانية في القطيف<([3]).

وفي الذيل علَّق معرِّفًا بمنصور بن جمعة: >من محلَّة الكويكب، ورث المال والزعامة بالمصاهرة مع أحمد بن مهدي بن نصر الله، فأصبح – في فترة وجيزة – أكبر إقطاعي في المنطقة، وقد جمع ثروة في عهد الأتراك الذين منحوه رتبة الباشوية، ومكَّنوه من السيطرة على اقتصاديات البلاد، فبنى قصورًا فخمةً ما زالت آثارُها باقيةً حتى الآن، وقد توفي في عهدهم، ونُقل جثمانُه إلى النجف الأشرف، حيث دفن في مقبرة خاصة<([4]). هذا ما سمعه الأستاذ المسلم عن والده رحمهما الله.

وفي كتابه (واحة على ضفاف الخليج – القطيف) أعاد ما في ساحل الذهب مع بعض إضافات طفيفة نقلها عن دليل الخليج([5])، لكنه في تعريفه بمنصور باشا في الهامش أضاف هذه الإضافات: (أحد زعماء القطيف، وأغنى رجل في الإقليم، استغلَّ مركزه حيث مُنح رُتبة الباشوية، فيسطر على تجارة التصدير، وكانت تجارة اللؤلؤ أهمَّ أعماله، حيث كان يصدِّره إلى الهند، فجمع ثروة طائلة، وأصبح أكبر إقطاعي في المنطقة، وكانت قصوره في الكويكب والمنصورية، والدرويشية تحفةً من التحف المعمارية، توفي في أواخر العهد التركي، ودفن في النجف الأشرف، أما أسباب الأزمة بينه وبين السيد طالب النقيب فقد ذكرناها في كتابنا (ساحل الذهب الأسود) ص: 191، فلا حاجة إلى تكرارها)([6]).

الثاني – السيد علي ابن السيد باقر العوامي([7]).

السيد علي ابن السيد باقر العوامي (رحمه الله) في كتابه (جهاد قلم في الصحافة والسير والأدب) خصَّ هذه الأسرة بقسم وازن تحت عنوان: (آل جمعة وُلاةُ القطيف في العهد التركي) نقتبس منه: (أسرة غنيَّة جدًّا، وكان زعيمُها الحاج منصور بن جمعة شِبْهَ حاكم، ويحمل رتبةَ الباشويَّة من سلطان تركيا، وكان -كما يقال عنه – له سلطة فوق سلطة “قائم مقام”، أو الحاكم المحلِّي “كانت الأحساء لواءً، وحاكمها برتبة متصرِّف”، والقطيف قضاءً، وحاكمها برتبة “قائم مقام”، وكان الحاج منصور يستطيع أن يطلب من الحكومة التركية إبعاد أو تغيير “القائم مقام”، إذا لم تعجبه سياسته، أو تصرفاته، ولسنا نعرف – في ما سمعناه عن هذه الأسرة – من أين أصولها([8])، ولا منذ متى امتد نفوذها، ولا كيف حصلت على هذه الثروة الطائلة، والأملاك الكبيرة الواسعة، وكلُّ ما نعرفه أنها تتكوَّن من شخصين شقيقين؛ هما الحاج منصور، والحاج عبد الحسين، وأن الحاج منصور هو الشخصية القويَّة، والزعيم البارز، وهو ذو حِنْكة وبعدِ نظر، وأنه سمحٌ كريم، ومحبٌّ للعلماء، وأن نفوذَه هو خلال الحكم التركي الأخير للقطيف والأحساء، وأنه لم يبلغ المنزلة الرفيعة لدى الحكومة التركية إلا بعد وفاة الزعيم أحمد بن مهدي بن نصر الله)([9]).

سيد علي العوامي

يواصل السيد حديثه، فيقول: (وكان الحاج منصور ينافس أحمد بن مهدي على الزعامة، ولكن قوَّة شخصية الحاج أحمد بن مهدي، ودورَه البارز – حال بين تغلب الحاج منصور على الحاج أحمد بن مهدي.

ورغم ما بينهما من خلاف سياسي – إن صحَّ التعبير – فإنَّ كلًّا منهما كان ينظر للآخر بعين التقدير والاحترام؛ إذ كان كلٌّ منهما زعيماً بحقٍّ، فهو ثريٌّ، وسمحٌ، وكريم، وذو مركز اجتماعي بارز، وكان كلٌّ منهما يطمع في ثروة الآخر، ومن هنا نشأت بينهما مصاهرة؛ إذ تزوَّج عبد علي ابن الحاج منصور إحدى بنات الحاج أحمد بن مهدي، وأنجب منها ابنَه محمد صالح بن عبد علي آل جمعة، وقد تُوفي الحاج أحمد بن مهدي قبل الحاج منصور بسنوات طويلة (22 عاماً)، فورثت ابنته – أم محمد صالح – جزءًا كبيرًا من ثروة أبيها، لكن هذه الثروة كانت سببًا في خلافات وخصومات طويلة بين أبناء الأسرة . . .).

نواصل مع السيد علي:

>وبعد أن تُوفِّي الحاج أحمد بن مهدي، وذلك عام 1306هـ([10])، خلا الجوُّ للحاج منصور؛ إذ لم يستطع ابنُه الوحيد (منصور بن أحمد بن مهدي) أن يحتلَّ المركز الذي كان يحتلُّه أبوه؛ فهو – وإن ظلَّ شخصيَّةً اجتماعيَّةً مرموقة، وله دور بارز – إلا أن دور الحاج منصور بن جمعة أصبح أكثر فاعلية، على أن منصور بن أحمد لم يُعمِّر طويلاً؛ إذ توفي قبل الحاج منصور بن جمعة، وكانت وفاته عام 1322هـ([11]). وكان للحاج منصور مجلسان؛ مجلس عام هو شبه المجلس الرسمي، وهو بناية الدرويشية، وهي بناية في حديقة كبيرة، وفيها أشجار العنب وغيره . . .  والمجلس الثاني مجلس خاص، وهو ملاصق لبيته الكبير في بلدة الكويكب يسمى المنصورية، نسبة للحاج منصور نفسه، وهو مطلٌّ على السوق المعروفة بـ (ساحة الجبلة) -المركز الرئيسي لسوق الخميس- إذ فيها يباع الدُّهن، والأغنام، والتمور، والفحم، وشتى أنواع البضائع).

نواصل مع السيد علي سرد الحكاية:

(وفي عهد الحاج منصور حاولَت بريطانيا – من موقعها في البحرين – إغراء الحاج منصور بأن يسمح لها بالسيطرة على القطيف، وتجعله هو أميرًا عليها، مثله مثل أمراء البحرين وقطر والساحل المتصالح، لكن الحاج منصور رفض، ويقال إنه – في إحدى المرَّات – جاء طرَّاد إنجليزي من البحرين لرأس تنورة، وركَز علَمًا بريطانيًّا هناك، وعاد للبحرين، وعَرَف الحاج منصور بذلك، فركب هو بنفسه أحد القوارب، وتوجَّه لرأس تَنُّورة، واقتلع العلم، ومحا أثرَه. وبعد (وقعة الشربة) عام 1326هـ؛ جاء مندوب بريطانيا للقطيف، وزار الحاج منصور في بيته، وعرض عليه أن تقوم بريطانيا بحماية القطيف من البدو وتعدياتهم، وأن تجعل منه أميرًا عليها، فرفض العرض إخلاصًا منه للحكومة التركية. وكان الحاج منصور – بالإضافة إلى أملاكه الكبيرة الواسعة – يتعاطى التجارة في التمر والسلوق وتجارة اللؤلؤ (الطواشة)، كما كانت لديه سفن غوص يقوم هو بتزويدها وتمويلها، ويعود إليه حصتها مما تجنيه من لؤلؤ حسب قواعد الغوص المتفق عليها.

قصته مع سيد طالب النقيب

سيد طالب النقيب هو أحد الشخصيات العراقية البارزة في عصر الحكم التركي العثماني الأخير، وهو من مدينة البصرة، ويبدو أن العلاقة بينه وبين الحاج منصور بن جمعة ليست على ما يرام، إن لم نقل إنها علاقة خصومة وعداء، ولست أعرف سبب هذه الخصومة، فالاثنان ليسا من بلد واحد، ولا يعيشان في منطقة واحدة([12])، حتى نقول: إن المنافسة على الزعامة بينهما هي سبب هذه الخصومة. على كلٍّ إننا نروي ما سمعناه دون الالتزام بصحة ما نروي.

في عام 1319هـ حدثت اضطرابات ومشاكل من قبل بعض القبائل البدوية في منطقة الأحساء، ولم يستطع الحاكم التركي – المتصرِّف، يومذاك – السيطرة عليها، فأرسلت الدولة التركية السيد طالب النقيب متصرِّفاً على الأحساء لإخماد حركات البدو، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة؛ لأن السيد طالب شخص قوي، وقد استطاع السيد طالب تحقيق الاستقرار في المنطقة، والقضاء على حركة البدو. وبعد أن تمَّ له ذلك قام بزيارة للقطيف – وهي منطقة قضاءٌ تابع لمتصرِّفِيَّة الأحساء – وكان الحاج منصور بن جمعة مسافرًا خارج القطيف، وكان أخوه الحاج عبد الحسين قائمًا مقامه، فاستغل السيد طالب الوضع للانتقام من ابن جمعة، والإساءة لهم، ولفَّق تهمة للحاج عبد الحسين، وقام باعتقاله، ثم قام بهدم المجلس الرسمي لهم – الدرويشية – وساوى بها الأرض باعتبار أن ابن جمعة ليس حاكمًا، فكيف يقيم مجلسًا رسميًّا له؟ ووصل الخبر للحاج منصور في سفره فأسرع عائدًا للقطيف، لكن السيد طالب كان قد غادر القطيف، ثم الأحساء. ويقال إن مغادرة السيد طالب الأحساء تفاديًا للقاء الحاج منصور؛ لأنه يعرف أن الحاج منصور سوف يضعه في موقف لا يحسد عليه. وآخرون يقولون: إن إرسال السيد طالب للأحساء ليس متصرِّفًا دائمًا، وإنما هي مهمة مؤقَّتة للقضاء على حركة البدو وعبثهم، وأنه لما أتمَّ مهمته غادر. المهم أن الحاج منصور قام – بعد عودته للقطيف – برفع برقيات شكاية للباب العالي ضد السيد طالب، غير أن ذلك لم يجده شيئًا. ويقال: إن السبب هو أن السيد طالب مدعوم من قبل الصدر الأعظم لدى الباب العالي، وهو بمثابة رئيس الوزراء، وهو يومئذٍ (أبو الهدى الصيَّادي)([13])، فكانت برقيات الحاج منصور لا تصل إلى السلطان العثماني، بل كان (أبو الهدى) يقوم باستلامها وإخفائها عن السلطان، هكذا يقال والله العالم. كما قام الحاج منصور بإعادة بناء مجلس الدرويشية كما كان…)

أجبت على السؤال

لعلِّي – بهذا العرض – أجبت على السؤال الذي سبق أن سألتُه في الحلقة 23 نيابةً عن السادة القرَّاء، وهو (ما علاقة أسرة آل جمعة بميناء القطيف؟)، فهاهي المراجع التي اقتبسنا منها، والأحداث التي عرضناها، وكذا الوثائق، هذه كلها أخبرتنا أن هذه الأسرة تمتهن التجارة، وأهما تجارة اللؤلؤ (الطواشة)، ولا حاجة للتذكير بأن التجارة  في المدن الساحلية، كالقطيف، كانت تعتمد أساسًا على الموانئ في التصدير والاستيراد، وعلى هذا الميناء كان اعتماد هذه الأسرة، بل حتى ما نهب من ثرواتها عَبَر المنقول منها – وخصوصًا اللؤلؤ – من هذا الميناء.

———-

([1])India office library & records, ref IOR, R /15/2/31.

([2])عبد الرحمن، هو:  عبد الرحمن بن عبد الله آل سويلم؛ ابتعثه الملك عبد العزيز (رحمه الله) للقطيف سنة 1331هـ لمفاوضة أهل ألقطيف بشأن دخولها في ظل الحكم السعودي، فالتقى بأعيانها في مريقب، (شمال غرب سيهات)، فرحبوا به، وأجلوا المفرزة التركية الموجودة في القطيف. (ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1962، ص: 193 – 194)، أول أمير للقطيف، بقي فيها حتى وفاته في ربيع الأول سنة 1348هـ، ويوسف، هو: يوسف بن عبد العزيز آل سويلم، ابن عم عبد الرحمن، أول وكيل لبيت المال في القطيف في عهد الملك عبد العزيز، ذكره خالد الفرج باسم: يوسف بن عمر السويلم، وهذا غريب من معاصر له، فاسمه الصحيح: يوسف بن عبد العزيز، كما يبينه صك حكم في منازعة على نخل الكليبي بسيحة العوامية يحمل اسمه وختمه، صادر من قاضي القطيف الشيخ علي بن حسن علي (أبو عبد الكريم)، بخطه، ومختوم بختم (عليٌّ مع الحق)، وهو ختم الشيخ. انظر: ديوان خالد محمد الفرج، تقديم وتحقيق خالد سعود الزيد، توزيع شركة الربيعان للنشر والتوزيع، الكويت، 1989م، ص: 26، وصورة الصك مرفقة.

([3]) ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، دار مكتبة الحياة، بيروت، الطبعة الثانية، 1962، ص: 190 – 191.

([4]) ساحل الذهب الأسود، ص: 191، وفي دفتر الحاج مبارك أبو السعود، ص: 9، أنه توفي في البحرين بتاريخ 29رمضان 1330هـ.

([5]) الفسم التاريخي، جـ3/1473.

([6]) واحة على ضفاف الخليج، سبق ذكرهـ ص: 259، الهامش (1).

([7])جهاد قلم، السيد علي ابن السيد باقر العوامي، جمعه وحرره ونضده وضع إضافاته، وعلق عليه عدنان السيد محمد العوامي، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ودار أطياف، القطيفأ الطبعة الأولى، 1440هـ 2019م، ص: 381.

([8])مر بنا في حلقة (23) أن أصل هذه الأسرة من البصرة. هاجر منها الحاج صالح بن جمعة، واستوطن البحرين، ثم انتقل إلى القطيف واستقرَّ بها، وفيها توفي سنة (. . . – 1308هـ. (مجلة المواقف، البحرين، العدد 895، 9 ذو القعدة 1412هـ، 11 مايو 1992م، ص: 20 – 21)، تلقِّبه وقفيته لمأتم (البدع) في المنامة، بالبصري، ووقفيته لكتاب (وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكتاب (وفاة الإمام الرضا (عيه السلام) تلقبانه بالبصري الخطي، انظر: مجلة المواقف، البحرين، العدد: 895، 9 ذو القعدة 1412هـ، 11 مايو (أيار)  1992م، ص: 20 – 21، ويذكر د. سُهيل صابان أن: >منصور بن صالح الجمعة الكويكبي، من أهالي القطيف، حصل على رتية الباشَوِيَّة، وعُيِّن رئيسًا فخريًّا للأملاك الأميرية، (أملاك الدولة)، في القطيف. (انظر: (مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني)، د. سهيل صابان، مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الرياض، الطبعة الأولى، 1425هـ 2004م، ص: 215.

([9])شاعر فحل، له ديوان ضخم من أربعة أجزاء، ما زال مخطوطًا(ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، ص: 285)، درسه الشيخ ميثم بن الحاج منصورالخنيزي،  تبوأ منصب قائم مقام القطيف (1293هـ، 1876م)، يحمل الوسام المجيدي من الدرجة الخامسة. مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني، د. سيهل صابان، مكتبة الملك عبد العزيز العامة،  الرياض، الطبعة الأولى، 1425هـ، 2004م، ص: 19، ومن وثائق الأحساء في الأرشيف العثماني، 1288– 1331هـ)، د. سهيل صابان، من إصدارات نادي الأحساء الأدبي، مطابع الحميضي، الرياض، الطبعة الأولى، 1430هـ، 2009م، ص: 148، و191، توفي في 12/8/1306. (دفتر وفيات بخط مبارك أبو السعود، ص: 7.

([10])توفي أحمد بن مهدي في 12/8/1306. (دفتر وفيات بخط مبارك أبو السعود، ص: 7، صورة الصفحة مرفقة.

([11])توفي منصور بن جمعة في البحرين، في 29 رمضان 1330، ونقل جثمانه إلى النجف (دفتر وفيات بخط مبارك أبو السعود، ص: 9.

([12])بل هما من بلد واحد هو البصرة. وقد مر التعريف بالاثنين.

([13])الصدر الأعظم Sadriazam، أو الوزير الأعظم: هو رئيس الوزراء، ويلقب، كذلك، بالصدر العالي، وصاحب الدولة. له صلاحيات واسعة في شؤون السلطنة كافة. تصدر منه الأوامر بالتنصيب والعزل والقتل، ولديه ختم السلطان، انظر: المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية، سهيل صابان ص:143-144، وهو في تلك الفترة: أحمد توفيق باشا، توفي في أكتوبر 1936م، رجب 1355هـ، انظر: (الموسوعة الحرة- ويكي بيديا)، أما أبو الهدى الصيادي فلم يتبوأ هذا المنصب، وإنما تبوأ منصب (شيخ المشايخ) في السلطنة، ومستشار السلطان عبد الحميد. انظر: أبو الهدى الصيادي في آثار معاصريه، حسن السماحي سويدان. دار البشائر للطباعة النشر، دمشق، الطبعة الأولى، 2002م.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×