هيئة التراث تعد بمتابعة “صندقة” قلعة تاروت.. مغردون: تشوه آثاراً عمرها 5 آلاف سنة موجة استياء بعد نصب مكتب "غير متناسق" عند مدخل القلعة الأثرية
القطيف: ليلى العوامي
وعد الرئيس التنفيذي لهيئة التراث في وزارة الثقافة الدكتور جاسر سليمان الحربش، بمعالجة وضع “صندقة” (غرفة خشبية) تم نصبها بالقرب من قلعة تاروت الأثرية، ما أثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشار مغردون إلى أنها “تشوه القلعة التي يقدر عمرها بأكثر من 5 آلاف سنة”.
وقال الحربش لـ”صُبرة”، معلقاً على ما أثير “شكراً لكم، وصلنا البلاغ وتم البدء في حل الموضوع، وفقكم الله”.
التركي: تشويه التراث
وكان المُدون محمد التركي أثار وضع “الصندقة” في سلسلة تغريدات، متسائلاً “هل هذه الصندقة من تراثنا، وهل تتناسب مع طبيعة المكان التي وضعت فيه؟ من المسؤول عن هذا العبث الذي يطال هذا الموقع التراثي؟!”
وأضاف التركي في تغريدة أخرى “في الوقت الذي ننتظر لحظة البدء بالأعمال التي ستبرز هذا الموقع التراثي وكل ما يحيط به، يستيقظ الجميع على مثل هذا المنظر!”، مستنكرًا وجود عمال وافدين في الموقع “للقيام بمسح الصندقة ربما، بحيث تكون مشابهة للمباني القديمة، وهذا الأمر والأدهى لكون الخشب سيتأثر لاحقاً بطقس المنطقة، والأمر المخجل هو الاستعانة بعمال وافدين للقيام بهذا العمل”.
وأشار التركي إلى أن فرع وزارة السياحة في المنطقة “يعلمون علم اليقين بأنه يوجد من شباب جزيرة تاروت من يعملون في هذه المهنة، وهم الأعلم، بل الأحق من غيرهم بالقيام بمثل هذا العمل، للسببين: الأول هو تشجيع الأيدي الوطنية وتعزيز روح الانتماء للعمل الذي يقومون فيه، والثاني: ابن البلد هو الأعرف والأدرى بالتفاصيل والدقة في عمل كهذا”.
وناشد التركي، رئيس هيئة التراث “تشكّيل لجنة تحقيق برئاسة سعادتكم، لكشف حقيقة ما يحدث للمواقع الأثرية والتاريخية في القطيف، وإيقاف هذا العبث الذي يستفز الجميع بين فينة وأخرى، ومحاسبة المتسببين والمقصرين”.
دور البلدية
ورد عليه المغرد صالح العمير بالقول “المسؤول بالدرجة الأولى هي البلدية، فأي كانت الجهة التي وضعت الصندقة؛ لا يحق لأي جهة كانت وضع أمر كهذا الا بعد الرجوع للبلدية، حتى لو كانت هيئة السياحة أو غيرها”.
ودوّن حساب يطلق على نفسه “أبو فارس” “مع طول الانتظار لتطوير المنطقة الأثرية، وإبعاد الكتل المشوهة لحرم قلعة تاروت؛ تفاجأت بوضع صندقة في غير مكانها”، معتبراً ما جرى “تشويهاً وعبثاً في تراث المنطقة”، داعياً المسؤولين إلى “إعادة النظر وتصحيح الخطأ”.
وفي السياق نفسه كتب حسين المقرن “الكوخ تشويه إضافي لمنطقة قصر تاروت التاريخية المشوّهة بالاساس بمضخة المياه وملحقاتها، المطلوب إزالة كوخ الجنّ الدخيل والاعتناء بهذا المعلم الأثري العملاق وتقديم ما يليق بقيمته الأثرية والمنطقة حوله”.
نقل المكتب لمكان آخر
بدوره، قال المهتم في التراث حسن محمد آل خيري لـ”صبرة” “من المهم إيجاد مكتباً خاصاً للمسؤول عن السياحة في المنطقة، ولكن ليس في هذا المكان، فوجوده هنا تشويهاً بصرياً لقلعة تاروت، فضلاً عن كون ألوان الصندقة غير متناسقة، ومن المفترض أن يكون المكان مفتوحاً للناس حينما يأتون لزيارة القلعة للتصوير، ويُنقل المكتب لمكان آخر مثل منطقة حمام تاروت، فيمكن الاستفادة منه، وتحويله مكتباً للسياحة، أو حتى خارج السور”.
وأضاف خيري “اليوم جاء زوار بريطانيون للقلعة، يعملون في مدينة الخبر، وحينما شاهدوا الصندقة تعجبوا وسألوني: ما هذا؟ يجب أن يزال في الحال”.