[موروث] الزّام واليمّه في الحسابات البحرية ومسافاتها اصطلاحات وُلدت في البحر واستمرّت إلى ما بعد النفط

حسن دعبل

فإن أزوامك المذكورة
قريب ماية زام هي مشهورة
من صوب كاليكوت ل ناك باري
ثلاث عشر يوم في المِجاري

من قصيدة “الملقية” للقبطان أحمد بن ماجد

والزّام الذي يعنيه النوخذة والقبطان البحري أحمد بن ماجد، هو “زام الجمّة”، واليمّه هي الماء التي تتجمع داخل المراكب وسفن الخشب، ونطقها ـ هنا ـ  بلسانها البحري. وبه كانت البحارة تُقدّر المسافة، أو ما قطعه المركب أو سفينته من الزمن في مسيره، ويُقدّر بثلاث ساعات.

ونُسب إلى “اليمّه”، هي الموضع الذي يتجمع فيه رشح المركب أو السفينة من الداخل أي “راش الماية”، وما يتسرب لها في الداخل بين خشبها المصفوف وفتحاته، وتنزحه البحارة كل ثلاث ساعات، فتصير كل ثمانية أزوام بيوم كامل.

والمئة زام التي قطعها مركب ابن ماجد من “كاليكوت” إلى جزر “نيكوبار” بحوالي ثلاثة عشر يوماً. ومعروف أن “كاليكوت” أهم الموانىء من ساحل الهند الغربي، المعروف قديماً “بالمليبار”، وناك باري أو “نيكوبار” وهي شرق جزيرة سيلان.

أما ما جاء في كتاب “عجائب الهند لبزرگ بن شهريار” لقصيدة ابن ماجد في شرح الزّام، فهو الوقت والعمل المنطوق في اللّفظ البحري، والذي ظل متداولاً حتى وقتٍ قريب، وهي ما تعنية بنزف اليمّه، أو إفراغ الماء من داخل السفن، المتجمع بين الشلامين والبِيص،

و أنّ السفن أو الخشب، ُتقسّم نزف اليمّه لبحارتها إلى ثلاث زامات في اليوم، بنهاره وليله للحسابات الزمنية في المسافات البحرية. وربما نايلة النوخذة راشد بن فاضل البنعلي المتأخرة لأزمنة الملاحة والإبحار حسبتها هكذا.
لأنّ الزّام مسافته حُسبت في المصادر البحرية المتأخرة اثني عشر ميلاً بحرياً تقريباً. أما ابن ماجد فقد حسبها في رحلاته بين الموانيء، بحسابات الزّام لكل ثلاث ساعات مقسمها إلى ثمانية زامات، لتصبح أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، ومنها قدّر المسافة التي قطعها بين تلك البنادر.

وظلت هذه المفردة متداولة ومنطوقة في الألسن لسنوات متأخرة، ومنقوشة في معجم شركات النفط، وما وطّنته من مفردات يومية في حياة الناس وقاموسها المعيشي، لِما بعد مراحل البحر والابحار.

• بحسابات الزّام ل٣ ساعات مقسمها إلى ٨ زامات، لتصبح ٢٤ ساعة في اليوم.
• الشلامين: أضلاع خشبية تستند عليها أضلاع السفينة الموشورة، وتصف على الجانبين من الداخل، وتسمى أيضاً شلمان وهو الضلع الخشبي من أضلاع السفينة.
• البيص: قاعدة السفينة وجذعها وعمودها الفقري، وهو الأساس في لوشار قبل مد الأضلاع.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×