موت الإنسانية
جواد المعراج
إن البشر بطبيعة فطرتهم يقدمون الخدمة إلى أفراد وأبناء وشباب المجتمع والبلد، وإفادتهم بما يملكونه من الروح الإبداعية والطاقة الإيجابية والإمكانية على الإنتاج، بينما توجد فئة معينة تسعى للخداع والتسلق على أكتاف الناس، للوصول إلى ما يريدونه، ويشعرون بالسعادة بما يحل بهم من مشاكل وهموم ومصائب.
تعرف الميكافيلية بأنها استخدام وسائل المكر والازدواجية والتلاعب، بغرض تسجيل الانتصارات والحصول على المكاسب المعينة، ونقصد بها كذلك النظرية التي تميل لاستخدام شتى الأساليب الملتوية للحفاظ على النفوذ أو المنصب الاجتماعي لتحقيق المصالح والمآرب الخاصة، كما أن الميكافيلية تزرع الأفكار السوداوية في العقول، وغيرها من سلوكيات وأخلاق مرفوضة إنسانيا.
وتم تسمية الميكافيلية بهذا الاسم نسبة للكاتب الإيطالي نيكولو مكيافيلي، والذي ولد في إيطاليا سنة 1469م، وأن الكاتب يتبع قاعدة معينة، وهي الاعتقاد بأن صاحب أي هدف له القدرة على تحقيق انجازاته، من خلال توظيف أي وسيلة من دون التقيد بالمبادئ والقيم، وجدير بالذكر هو أول من أسس قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة”.
ومن أشهر أقوال مكيافيلي هي:
– “على المرء أن يكون ثعلبا ليعى الفخاخ المنصوبة له وأن يكون أسدا ليرهب الذئاب”.
– “النجاح عليه أن يأتي على دفعات وبهذا يكون طعمه أكثر لذة”.
– “لا يمكنك أن تنجز أي عمل عظيم من دون أن تشعر بالخطر”.
– “إذا أردت أن تقضي على منافسيك وأن تبرز قوتك للجميع، اخلق انقلاباً وقم بالقضاء عليه”.
-“إذا كان لا مفر من أذية أحد فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من انتقامه”.
توجد سمات معينة في الميكافيليين ومنها الانتهازية، والأنانية، والصبر في استغلال الآخرين والظروف والمواقف الاجتماعية الصعبة، والتركيز على انجاز طموحاتهم ومساعيهم الخاصة فقط، ومنعدمين من ناحية التعاطف وضبط النفس، وإضافة إلى ذلك الاندفاع في السلوك.
توجيه الاتهامات، والمنافسة غير الشريفة تعتبر من الأسباب التي تعرقل التطور في المجتمع، فهناك من يتعاون مع “الشيطان”، وذلك من أجل أن ينسف مختلف المبادارات الإيجابية.
اتباع مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة مرتبط بوجود مجتمعات تعمل على توسيع الممارسات الملتوية في البيئة الاجتماعية، فالشخصيات التي تتقيد بالمبادئ والقيم الحميدة، لها دور في تنمية الوعي، ومواجهة مختلف التحركات التي تسلك الطريق الخاطئ، وهذا الأمر طبعا ينعكس على الأطراف الأخرى بصورة إيجابية تؤدي لتعزيز التنافس الشريف، وتخفيف التشنجات والانفعالات.
وفي الختام، نطرح سؤالين وهما:
(1) متى نصبح واعين ومدركين لزمام الأمور، ومنشغلين بإتمام أعمالنا وغاياتنا من دون الانشغال بمحاولة تدمير نجاحات الأشخاص المحيطين بنا؟
(2) متى نوجه أنفسنا للمسار السليم، والتفكير والسلوك الصحيح، بدلا من التجاهل والإهمال والغفلة عن إصلاح النفس؟