البطالة في قمة أولويات الوطن

حسن حسين العوامي

منذ جائحة فيروس كورونا (كوفيد ١٩) والمجتمعات البشرية في قارات المعمورة، تعاني من تبعات مواجهتها اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً.

بعودة الكثير من الوافدين الأشقاء  العرب والأصدقاء الأجانب الى اوطانهم، التي تزامنت مع انخفاض مداخيل البلاد من النفط، وتراجع الطلب على المنتجات البتروكيماوية عالمياً، تفاقمت انعكاسات الوضع الاقتصادي العالمي على بلادنا نسبياً، وكذلك بعد التحولات التنظيمية الإدارية وتطبيق فلسفة الضرائب المتوازنة، الأمر الذي ادى الى زيادة نسبة البطالة بين ابنائنا الشباب، من اكاديميين وخريجين من المهندسين، والمهنيين من الجنسين في مناطق البلاد كافة، نتيجة اخطاء الماضي بعدم ربط التعليم المهني والفني والتخصصات الأكاديمية العلمية والأدبية، بشكل مباشر مع متطلبات سوق العمل، علاوة على غموض النظرة الاستراتيجية، في مواجهة طوارئ المستقبل الاقتصادية والصحية والسياسية، التي قد تخلق الظروف الميدانية الصعبة، بدون الاستعداد لها من خلق جيش من الأطباء والمهندسين والمهنيين والفنيين المهرة، ذوي الخبرة والكفاءة العالية من ابناء الوطن.

بصراحة في هذا اليوم، ينبغي ان تتراجع اهمية المصاعب المتراكمة، منذ عقود والمستجدة منذ الجائحة، امام ألم تراجع نسبة التوظيف في القطاعين العام والخاص، فإنّ في ذلك تجميد لطاقة الشباب والفتيات المؤهلين، وتهميش لجهود الوطن الغالي في تدريب ابنائه، علمياً ومهنياً وفنيّاً منذ نصف قرن.

وبلا شك ان خطة مكافحة التستر المباركة، والمسارعة في توطين الوظائف والمهن المختلفة، والتطبيق الحاسم لإجراءات محاربة الفساد القميء الخبيث، الذي اهدر ثروات الوطن، ستفتح آفاق فرص عمل مذهلة، لأبنائنا الشباب والفتيات  في مناطق البلاد كافة في المستقبل القريب، فينبغي اعداد محاضرات في توجيه الشباب والفتيات وتبصيرهم، للاستفادة الفعّالة من مجالات العمل المختلفة، وتوجيههم ودعمهم نفسياً،  وتعريفهم بخفايا مجالات العمل الحر،  ومساعدتهم بالقروض الكافية، في بداية دخولهم ميادين العمل الخاص المتعددة والمهن المعقدة، التي يقوم بها الأخوة الوافدون.

التنمية السريعة لا تُدرك سلبياتها، الا بعد عقود من عجلة دورانها، فمسألة البطالة بين الشباب والفتيات في هذا اليوم،  يُفترض ان موقعها في اعلى قائمة اهتمام الوطن، فهي قنبلة موقوتة يجب نزع فتيلها قبل فوات  الأوان.

شباب الوطن وفتياته هم جنود ولاة الأمر – ايدهم الله – في السلم والحرب، وذخر الوطن واهله في الحاضر والمستقبل.

واعطاء طموح شبابنا وفتياتنا الأولوية في الرؤية الحضارية، ضمان للوطن في حاضره ومستقبله.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×