[موروث] بندر لِـرْفَيعَهْ.. نسيانٌ حدّ النُّكران…! بندر الغوص القديم يمتد من خور دارين حتى خور السنابس
حسن دعبل
ربما النسيان الذي طال “بندر لِرفيعه” التاريخي جعله من النكران لتلك المكانة التي جعلته بندراً، وملاذاً، ودوحةً آمنة من الهبوب وسوايب الكوس والبوارح لسنيارات الغوص والأسفار، والغرباء.
وما يُتداول على وسائل التواصل الإجتماعي، وبروحٍ غوغائية، تبحث عن الحضور وترسيخ مُسمى هجين، لا ينتمي للتاريخ والمكان، ولا حتى لنسمةِ هواء بحرية رطبة. فالأمكنة راسخة في الوجدان، قبل أن تُرسّخها الصور والبهرجات، والأقمصة والألبسة السياحية، بزخرفِ الخطوط والكلمات.
الأسماء الهجينة، لا يُمكن أن تُزرع في سبخة الأسياف.
فالملح طهّر القلوب قبل الأبدان، وغسل حتى السحنات الغريبة، وهي ترمي بأسمالها، وتغتسل من وعثاء تيهها.
فالأسماء الهجينة، لا تُصحف أسماء سكنت في الأرواح والأفئدة، وصرخات النهامين.
فكرة إقامة مهرجان تنشيطي أو ترفيهي على بقعةٍ سيفٍ لم تنبت به شجرة الگرم بعد، فلمعت بما تبقى من ذهب رمالٍ تغنّت به السّمار، وعدّة السنيار في الأعياد. ربما فكرة صائبة لو رُميت على شفا موجةٍ تناجي نسيانها، وتاريخها البعيد، ودوحة خشبها، وأشرعتها البيضاء، وهي خاطفة تسابق الموج والريح، والعطش في الوصول قبل الإرتواء.
فالمطالبة بمهرجان لا بد أن يترسخ بمسماه البحري، وباسم جزيرة تاروت كافة، ومن غير تميز أو تشدّد وغلواء، أو حتى البحث عن مُسمى ومكان في خضم الغياب؛ من يُطالب عليه أن يتزود بزوادة البَحار، ولو كان شيصًا، مستذكراً قناعة الرزق:
الشيصة في الغوص حلو.
لذا يجب المطالبة باقامة مهرجان تاريخي، وباسم المكان التاريخي” بندر لِرفيعه”.
وبندر لِرفيعه هو بندر الغوص القديم، ويمتد من خور دارين جنوباً حتى “الكبّره” لخور السنابس شمالاً.
هذا هو المكان قبل المزارع، وبعدها، وقبل أن تغيب جغرافية الأمكنة، والأسياف…!
المهرجانات احتفاء بالأمكنة التاريخية، واحيائها، وتذكير الناس بمكانتها واهميتها،
بعيداً كل البعد عن الالتباسات والمغالطات، والتشنجات الغير مجدية.
لا طائل من المغالطات، وطمس الأمكنة التاريخية بجدالٍ غوغائي…!
هذا ما نادينا به دائماً وبحت أصواتنا بأن هذا الموقع هو اسمه لِرفيعة وليس شاطئ الرملة البيضاء كما اطلق عليه البعض لينقلوا لنا مسمى دخليل استجلبوه من لبنان.
هذا المكان هو بندر تاريخي اسمه لِرفيعة وكان به نقطة لخفر السواحل السعودي قبل ٤٠ سنة وقد شاهدت الهواري.. جمع هوري (القوارب الخشبية الصغيرة) لأهلنا هناك من تاروت والربيعية وسنابس الجنوب. اما الوسط والشمال فقواربهم عند نقطة مركز خفر السواحل في وسط ساحل سنابس عند عين السيف تقريباً ان لم تخني الذاكرة . اما مركز الزور فكانت قوارب اهل الزور واهل تاروت حي الشمال فريق الاطرش والخارجية.
شكراً استاذ حسن لتسليطك الضوء على هذا المسمى التاريخي الذي كان والدي رحمه الله يسرد لي حكايات ازدلاف بعض الناس من سكان حي الديرة في الصيف ليناموا ليلهم هناك هرباً من الصيف القائظ حتى الفجر ليعودوا لحمام باشا للاستحمام فيه .