عبدالله بن نصر الله في عيون السيد علي العوامي

القطيف: صُبرة

في اليوم الوطني.. “صُبرة” تعيد قراءة ما كتبه الراحل السيد علي العوامي، رحمه الله، في تدوين سيرة حياة الحاج عبدالله نصر الله، رجل الدولة الذي قدم لوطنه ومجتمعه الكثير.

“الساعي الجاد” و “زعيم القطيف”، بمثل هذه الكلمات وصف الكاتب السيد على السيد باقر العوامي موقف عبدالله بن نصر الله من أجل مساندة أهل القطيف، كان زعيمًا لهم ورجلاً يشعر بمشاكلهم، حسبما ذكر العوامي في مقاله المنشور تكراراً في وسائل نشر متعددة منذ سنوات.

استعرض “العوامي” في مقاله تاريخ القطيف والسياسة الاقتصادية للحكم العثماني، وتاريخ بيت المال في الحكم العثماني، وبيت المال الحديث وفقًا لمستجدات حكم الملك عبدالعزيز، وعلاقة عبدالله بن نصر الله بتلك المستجدات.

ساند أهل القطيف في الضرائب

نشأ العوامي في وسط متأثرًا بمواقف عبد بن نصرالله (1311هـ_ 1374هـ)، لمساندة أهل القطيف، الحكايات التي كانت تقص على مسامعه حثته على توثيق تلك القصص لجيلٍ لم يشاهد “بن نصر” ومقاومته للثلاث ضرائب المفروضة آنذاك (ضريبة النخيل، الرسوم الجمركية ،الجهاد).

لجأ أهل القطيف إلى زعماء بلدتهم ومنهم “عبدالله بن نصر” الذي راسل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود،   كانت المراسلات ناجحة وأسفرت عن تغيير ضريبة النخيل حسب قوة ونشاط النخلة الواحدة، وألغيت ضريبة الجهاد وقلل من الرسوم الجمركية المفروضة.

مراسلات الملك عبد العزيز

يروي “العوامي” أن الشيخ “عبدالله” كان ضمن الوفود التي تزور الملك عبدالعزيز، للتفاوض بشأن الضرائب، وراسل الملك عدة مرات، وكان في كل مرة يرد الملك باهتمام على مراسلاته. وبحسب ما قاله “العوامي” كان الملك يراه شخصًا متزنًا لذا نصبه أكثر من مرة مسؤولًا عن منصب بالقطيف.

عام 1331ﻫ، ﺳﺎﻓﺮ “نصر الله” إﻟﻰ اﻷﺣﺴﺎء ﻟﻠﻘﺎء ﺎﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ، وجرى ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ، وﻗﺪ أﻋﺠﺐ ﺑﻪ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻮﻻه وكالة بيت المال في بلده القطيف حتى العام (1349هـ )، وبقي فيها سنوات. وفي عام 1358 هـ، أعيد إلى وظيفته مدير لأملاك الدولة بالقطيف.وظل في وظيفته حتى وفاته.

تقلد نصر الله منصباً شرفياً إلى جانب وظيفته الأساسية، أصبح عمدة للقلعة وظل في المنصبين حتى وفاته.

رفض دخول الإنجليز

عام 1347 هـ، في الوقت الذي كانت فيه المملكة البريطانية تمد نفوذها على الأراضي العربية، نجت السعودية من الاستعمار، كان لأهل القطيف حكايات عاصروها، بدأت من فتوى ﺷﻴﺦ اﻟﻘﻄﻴﻒ آنذاك، الشيخ علي اﻟﺨﻨﻴﺰي، قائلًا: “ﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻧﺴﻠﻢ اﻟﺒﻼد ﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ”، وكاتب بن نصر والخنيزي اﻠﻤﻠﻚ واصفين له الوضع وضرورة التدخل، فنزل الملك إلى الجبيل وحاور الموقعين على تلك الرسالة، وأمر بإسقاط الضرائب عن المواطنين.

تاريخٌ عائلي في حب الوطن

منذ لحظة الميلاد عام (1311 هـ/ 1894م)، وتوفي في ( 17 ذي الحجة 1374)، أمهلته الحياة 10 سنوات فقط ليرى أباه، بعدها كان لوالدته (نصرة بنت محمد بن نصرالله) الدور الأكبر في تربيته، وكان عمه أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻬﺪي ﻧﺼﺮاﻟﻠﻪ، أحد أبرز الزعماء السياسيين، ومثالًا يحتذى به، وآل نصر الله ﻫﻢ ﻓﺮع ﻣﻦ أﺳﺮة آل أبي السعود، وهم على علاقة بقاضي القطيف الشيخ علي بن الحاج حسن علي الخنيزي، ورجال الدين مثل الشيخ عبدالله المعتوق، السيد ماجد بن السيد هاشم العوامي والشيخ علي بن حسن الجشي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×