المؤمن في منتدى الثلاثاء: الشعائر واجبات.. والطقوس ممارسات اجتماعية قد تُسيء إلى المذهب
القطيف: صُبرة
قال الباحث المختص في الفكر السياسي المعاصر الدكتور علي المؤمن إن النظام الاجتماعي والديني وبعوامل سياسية، يخلق صراعات بين الهويات، بسبب محاولات استلاب بعض عناصر الهوية المركبة، مما يُحدث أزمة وتوتر بينها.
وحل المؤمن ضيفاً في اللقاء الحواري الذي نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس (الثلاثاء) افتراضياً، متناولاً موضوع النظام الاجتماعي الديني واشكالات الهوية.
واستعرض المؤمن الدور الذي يلعبه تشكل هذا النظام على الهويات الداخلة فيه والتابعة له. وقال إن الهويات المركبة تتشكل من مجموعات من عناصر انتماء متناغمة حيث لا يوجد تصادم وتعارض بينها.
طقوس مختلفة
وعلى صعيد آخر في حديثه، عمل المؤمن على التفريق بين الدين كمنظمة عقائدية وفقهية، وبين المجتمع الديني، وهو المجتمع الذي ينتمي للدين، فبينما يكون الدين واحداً، فإن المجتمع الديني قد يكون مختلفاً ثقافياً وانثروبولوجيا، فيعيش كل مجتمع ديني بسلوكيات وعادات وطقوس مختلفة عمن سواهم من أتباع الدين نفسه.
الشعيرة الدينية
وفرق المحاضر أيضا بين الشعيرة الدينية والطقوس، مُعتبراً الأولى من واجبات الدين الإلزامية، بينما الطقوس ممارسات وعادات تضفى عليها الصبغة الدينية، وقد تسيئ للدين أو للمذهب أحياناً، ما يعني ضرورة نقدها وتصويبها بعكس الشعائر.
وأوضح في ردوده على أسئلة ومداخلات المشاركين في الندوة، أن العلمانية قد تمارس عملية استلاب الهوية أيضا تحت مسوغات قانونية، ممثلاً بمنع الحجاب للمسلمات في بعض الدول التي تتبنى النظام العلماني.
تعزيز الهوية
ومن جهته علق المشرف على المنتدى جعفر الشايب بأن طرح مثل هذه القضايا والمواضيع من خلال البناء يستهدف البحث عن معالجات تنويرية وثقافية بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر حولها، مشيراً إلى أن هناك تحولات كبيرة تشهدها مجتمعاتنا تسهم في معالجة أزمة صراع الهويات، من بينها تشريعات وإجراءات تجريم الطائفية والعنصرية وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وتأكيد الوحدة الوطنية”.