صفوى.. يعودون لمدرستهم بعد 41 عاماً ليركبوا مظلات ويدعموا الطلاب خريجو دفعة 1979 يؤسسون لنموذج مختلف من العطاء الاجتماعي
صفوى: أمل سعيد
بعد 41 عاماً من مغادرتهم أروقتها، قرر 45 طالباً العودة إلى فصول مدرستهم. بطبيعة الحال؛ لن يعودوا ليتلقوا دروساً على مقاعد هجروها منذ أربعة عقود، ليواصل بعضهم دراسته الجامعية، أو يلتحق بوظائف في جهات حكومية وشركات خاصة، وكان لـ”أرامكو السعودية” النصيب الأوفر منهم، بل ليدعموا طلابها الذين يماثلون احفادهم عمراً.
من المدرسة الثانوية الأولى في صفوى، تخرج 83 طالباً عام 1979، منهم اثنان من مصر، والبقية من صفوى، الأوجام وأم الساهك. لكنهم لم ينسوا المكان الذي قصوا فيه الجزء “الأجمل” من حياتهم، كتبهم، أصدقاءهم، معلميهم، حتى الجدران، ورنين جرس الحصص. كل تلك التفاصيل الصغيرة لم تغادرهم ولم يغادروها، بقيت عالقة في ذواكرهم، تخبو حيناً، تتوقد أحايين أخرى، يجرفهم الشوق ليعودوا ولو قليلاً إلى كلها، لكنهم لن يعودوا، ولا حتى إلى جزء يسير منها.
هنا التقينا.. هنا ضحكنا
خريجو 1979، يجتمعون كل عام ما أمكن ذلك، ربما ليقبضوا على شيء من ذكريات، مواقف جمعتهم، نكات وضحكات أطلقوها ذات يوم مدرسي.
استمر اجتماع الطلاب، تطورت الأهداف، فمن جمعة تسلية وغربلة ذكريات، إلى شراكة مجتمعية تصب في مصلحة طلاب تعاقبوا على مقاعد جلسوا هم عليها قبل 4 عقود. وأخيراً قرروا العودة إلى خدمة المدرسة التي تخرجوا منها.
بدأت الفكرة أوائل عام 1991، وانبثقت من المهندس محمد حسن الكاظم، حين كان يجتمع مع بعض أعضاء الدفعة في مجلس السيد الحاج أبو طالب، بهدف “إعادة الذكريات الجميلة أثناء الدراسة في الثانوية، وتقوية الروابط الاجتماعية؛ خصوصاً أن غالبيتنا يرتبط بصلة قرابة أو نسب”، كما قال الكاظم لـ”صُبرة”.
بعد أن نضجت الفكرة؛ تمت دعوة بقية أفراد الدفعة، لحضور اللقاء الأول، والذي أقيم في نادي الصفا. تغيّب عنه كثيرون، ولم يحضره سوى 30 منهم، لكن هذا العدد كان “مبشراً جداً، وواعداً”.
توالت بعده اللقاءات الدورية، كل سنة، فإن تعذر؛ فكل سنتين أو ثلاث، ومعها تنوعت أماكن اللقاء.
كان عدد خريجي الدفعة، 83 خريجاً، ووصل عدد الذين يحضرون التجمع السنوي إلى 45.
تكريم المديرين السابقين
يقول الكاظم “في الذكرى الـ39، والتي صادفت عام 2018، كان اللقاء أشبه بجلسة عصف ذهني حول إمكانية دعم بعض أنشطة المجتمع، لا سيما أن هذه الدفعة تخرج منها الكثير من الكفاءات. وفعلاً خرجنا بفكرة من اللقاء، لكنها لم تتبلور إلى شكلها النهائي إلا في السنة التالية، حيث قمنا عام 2019 بدعوة المديرين الذين تعاقبوا على إدارة مدرسة صفوى الثانوية بين 1977 و1979 (السنوات التي درس فيها طلاب الدفعة في المدرسة)؛ لتكريمهم في الذكرى الـ40 لتخرج دفعتنا”.
لجنة دعم المدرسة
خضر العباس، قائد المدرسة الثانوية الحالي، يتسلم دفة الحديث قائلاً لـ”صُبرة “حضرت اللقاء؛ سألوني عما يمكن تقديمه لتطوير المدرسة، معنوياً ومادياً. لم يكتفوا بذلك؛ بل شكلوا لجنة لمتابعة احتياجات المدرسة. وفعلاً قامت تلك اللجنة بزيارتنا، ووقفت على الاحتياجات”.
قدمت الدفعة دعماً مادياً لتطوير المدرسة، عبارة عن:
- مظلة على مساحة 40 في 3.5 متر.
- ثلاث مظلات على مساحة 2.5 في 4 أمتار، نُصبت في الممر المؤدي إلى الملعب.
- تغطية هيكل مظلة الملعب الخارجي على مساحة 4 في 50 متراً.
- صيانة المظلات القديمة.
- تركيب 15 مغسلة في دورات مياه الطلاب.
- تركيب 3 برادات مياه، حجم كبير للطلاب.
دفعة تحفز أخرى
أضاف العباس “ساهمت هذه التحسينات في رفع مستوى البيئة الداخلية والخارجية للمدرسة”. لكن دعم المدرسة لم يقتصر على هذه المجموعة، إذ يلفت قائدها إلى مساهمة خريجي دفعة 1988 في تركيب مظلتين من الحجم الكبير على مساحة 702 متر.
عد قائد المدرسة الحالي، الشراكات المجتمعية “أحد مصاديق الرؤية الوطنية 2030″، متمنياً أن تكون هذه المبادرات “حافزاً لبقية أبناء المجتمع في تحسس احتياجات أبناءنا الطلبة”.
وبالعودة إلى الكاظم؛ لفت إلى أنه كان يُفترض أن تنفذ المشاريع خلال إجازة الصيف “لكن بسبب جائحة كورونا؛ واجهنا بعض الصعوبات في التعاقد مع مؤسسات تنفذ المشاريع قبل بداية العام الدراسي، والحمد لله تم الانتهاء من العمل أثناء الدراسة عن بُعد، وقبل عودة الطلاب إلى المدرسة”.
وأشار إلى أن اللجنة تواصلت مع جميع طلاب الدفعة، من أجل التبرع المادي، واستجابوا فوراً، ونُفذت المشاريع بالتنسيق مع إدارة المدرسة، ولم يواجهوا أية صعوبة.
في جعبة المجموعة أفكار مستقبلية، منها “التواصل مع بعض المؤسسات المجتمعية، وتقديم الدعم لها باسم خريجي الدفعة، وأيضاً دعم بعض الحالات الاجتماعية، وتشجيع أفراد المجموعة على الانخراط في إدارة المؤسسات الاجتماعية والأهلية في صفوى أو في أي بلد يسكنون فيه” وفقاً للكاظم.
وأشار إلى أفكار أخرى، مثل “عمل جائزة للطلاب المميزين من الثانوية باسم خريجي دفعة 1979، لكنها بحاجة إلى دراسة أكثر، وعرض الموضوع على المجموعة في اللقاءات المقبلة”.
كما تعتزم الدفعة عمل لقاءات مع إدارة المدرسة وبعض المدرسين والطلاب بشكل دوري، ودعم المميزين والمحتاجين، بالتعاون مع إدارة المدرسة، وعمل لقاءات مع ممثلين من دفعات أخرى من المدرسة نفسها، ورعاية بعض الفعاليات التي تنفذها المدرسة، وأضاف “أن هناك أفكار أخرى سنفصح عنها في حينه”.
أسماء أعضاء الدفعة 1979:
محمد حسن الكاظم
أحمد حسين الملا
علي سلمان الاحمد
حسين عبدالله الشيخ
حسن سلمان آل سعيد
علي محمد اليوسف
علوي هاشم السادة
أحمد محمد المبارك
إبراهيم حسين الخلف
سعيد علي الصادق
رامز أحمد الحبيب
فوزي سعيد الحبيب
علي حسين الحبيب
عمار سعيد اليوسف
فايق عبدالله السيف
عبدالعزيز عثمان الكبيسي
مبارك محمد الهاجري
جاسم محمد الخالدي
محمد سحمي الهاجري
فهيد حسين القحطاني
جواد محمد الصفواني
سعيد علي الداوود
هاشم محمد السادة
سعيد سلمان المهدي
ناصر عبدالله الاحمد
عبدالله علي العبدالله
محمد عبدالله المرهون
ياسر صالح الصالح
محمد عبدالله آل صالح
أمين سلمان الهاشم
منير أحمد العقيلي
محمد حسن المعيلي
ناصر محمد آل أحمد
محمد حيدر آل أسعد
فؤاد حسين المغلق
عبدالسلام علي آل أحمد
عادل محمد الناصر
طالب علوي السيد علي
علوي سلمان الشبر
أحمد محمد الصادق
علي حبيب أسعيد
فؤاد علي السادة
علي صالح أبو حسون
يوسف حمد اليوسف
جاسم محمد آل صالح
أحمد عبدالله المرهون
علي أحمد الخلف
حبيب محمد الحبيب
سعيد علوي الصفواني
عبدالرحمن مطلق العزام
زكي علي السادة
محمد علي الداوود
فايز حميد الهاشم
مالك عيسى القصاب
علي عبدالكريم الحبيب
فاضل حسين السادة
حسن علي آل سعيد
حسام حسن آل صالح
أحمد سعيد اليوسف
عبدالله حسين الملا
أمير أحمد المبارك
حسن عبدالكريم المسلم
جعفر محمد القريش
عبدالله محمد الشيخ
محمد حسين الخلف
حسن حسين العصفور
حسن مكي الخويلدي
مصطفى ناصر السنان
محمد علي الشبر
إضافة إلى القائمة السابقة؛ هناك أسماء أخرى لم يتمكن أفراد المجموعة من التواصل معهم لأسباب مختلفة، بينهم من فارقوا الحياة، وآخرون يعيشون خارج المملكة:
عبدالرحمن القحطاني
حمزة جعفر الحسن
أشرف عبداللطيف (مصري)
عصام (مصري)
فاخر عبدالله الهاشم (رحمه الله)
حزام مجلاد الشمري (رحمه الله)
علي عبدالله الحنابي (رحمه الله)
ناصر عبدالهادي الهاجري (رحمه الله)
أحمد محمد العبدالباقي (رحمه الله)
أديب عبدالكريم العباس (رحمه الله)
عبدالله مسفر القحطاني (رحمه الله)
علوي محمد السادة (رحمه الله)
هادي ماجد الشبر (رحمه الله)
محمد سعد الدوسري (رحمه الله)