سحمي الهاجري يثير أسئلة حول التنوع المجتمعي والطبقي والإنساني أكد أن كتاباته لا تقتصر على الأدباء
الدمام: صبرة
استهل الناقد الدكتور سحمي الهاجري، محاضرته على منبر جمعية الثقافة والفنون بالدمام أمس (الثلاثاء)، بسؤالين شدا انتباه الحضور، قبل أن يوضح معنى التنوع المجتمعي والطبقي والإنساني وأيضاً التنوع في الروايات.
والسؤالان اللذان طرحهما الهاجري هما:
ـ کیف مثلت الروايات ذلك التنوع وتلك الخصوصيات الإنسانية؟
ـ وكيف قدمتها؟ وما هو أثر التعبير عن طبيعة خصوصية ما على إثراء جماليات السرد؟ وما هي الدلالات المتحققة؟ ثم أجاب عليهما، موضحاً طريقته الانتقائية في اختيار روايته بطريقة تتلاءم مع كل فئات المجتمع وليس حصراً على الأدباء.
ووضع الهاجري بعض المحددات منها: الاعتراف بأنه لا يمكن الإحاطة بكل أنماط التنوع، واختيار شواهد محدودة والحديث عنها بطريقة موجزة، متجنباً الأسماء الروائية المكرسة والمشهورة والمعروفة، حيث اختار 3 روايات مختلفة، حرص على أن تكون من أرفف متنوعة وهي “دفء الليالي الشاتية لعبدالله العريني” و”حمى قفار لعلي الحبردي” و”أنثى العنكبوت” لقماشة العليان، بالإضافة إلى استشهاده بمقاطع صغيرة من روايتين من رف الأسماء المستعارة لأنهما تحتويان على ضرب خاص من التنوع وفيهما دلالات اضافية مهمة، وللإلمام بقضية الأسماء المستعارة.
وعلى المستوى الثقافي والأدبي، أوضح الهاجري أنه لا يمكننا تجاهل ظاهرة تعبيرية كبيرة، أعلنت بوضوح من جهتها عن فشل فكرة إنكار التنوع، وأسهمت بشكل واضح في الإجهاز عليها، هذه الظاهرة تمثلت في الطوفان الروائي الذي تزايد منذ بداية الألفية الثالثة، مذكراً بالعدد الكبير من الروايات، باعتبارها وثائق تاريخية وبيانات شعبية وثقافية أعلنت عن نفسها ورفعت لواء التنوع عالية ومارسته على أرض الواقع من خلال الإغراق الروائي، فكتبها الأدباء والمثقفون والموظفون والأطباء والمعلمون والمعلمات وربات البيوت والناس العاديون كل من موقعة وكل من خصوصيته دون استئذان من أحد، فصارت الروايات استفتاءً عاماً على رؤوس الأشهاد، وقفزة كبيرة في مجال الوعي العام أعادت الاهتمام بالتنوع من جديد باعتباره هذه المرة جزءاً من الدفاع عن الذات ضد العنف والإرهاب والأفكار العدمية”.
وفي نهاية المحاضرة، قدم المشرف على الملتقى الثقافي الدكتور سعد البازعي درع شكر للدكتور سحمي الهاجري بحضور مدير الجمعية يوسف الحربي.