القطيف.. معاناة طبيبين وراء إنشاء مكتبة للمراجع الطبية.. بأسعار مخفضة جواد والخميس وظفا تجربتهما أثناء الدراسة في مشروع "دانة المعارف"
القطيف: نداء آل سعيد
لأن “الحاجة أم الاختراع”؛ بادر طبيبان من القطيف كانا يجدان صعوبة في توفير الكتب والمراجع الطبية أثناء دراستهما الطب، بتأسيس أول مكتبة طبية في المحافظة، أطلقا عليها “دانة المعارف”، توفر الكتب للراغبين في شرائها، بأسعار تقل عن أسعارها في المكتبات الأخرى. يضاف إلى ذلك توجيه النصح والإرشاد بتحديد المراجع والكتب التي تتناسب مع كل مرحلة.
ويفسر الطبيبان علي ميرزا جواد (أخصائي باطنية)، وأسامة عبدالرؤوف الخميس (استشاري كلى)، إقدامهما على هذا المشروع بأن “القطيف مليئة بطلاب وطالبات التخصصات الطبية، الذين هم في حاجة مستمرة إلى الكتب والمراجع التي يبدو بعضها شحيحاً”، مشيرين إلى أن أقرب جامعة من القطيف، هي جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، تبعد عن المحافظة 44.8 كيلومتراً. وقد استهوت الفكرة طبيباً ثالثاً، وهو مؤيد العوامي، فانضم إلى علي وأسامة.
المكتبة الطبية، التي تأسست في 18 من سبتمبر من العام 2018، تضم كتباً في تخصصات: الباطنية، الجراحة، النساء والولادة، النفسية، وكتب الدراسة الجامعية لكلية الطب التمهيدية، ومنها كتب التشريح والفسيولوجي، البيولوجي، وطب الأسنان، إضافة إلى الأدوات التي يحتاجها كل طبيب من سماعات طبية ومنظار العين والأذن، ومطرقة العظام وغيرها.
يقول الدكتور أسامة، إن “الفكرة قديمة في خاطري منذ كنت طالباً، وبسبب معاناتي في دراسة الطب من جانب، والبحث الدائم في أماكن بعيدة عن كتب ومراجع تساعدني على الدراسة، فرأيت أن أؤسس مكتبة دانة المعارف لبيع كتب الطب”. وأضاف “حرصنا على أن نقدم شيئاً يساعد الناس على التعلم والمذاكرة وتوفير أدوات المكتبة يحتاجها طالب الطب في دراسته، وليس مصدراً لبيع الكتب فقط”.
ويوفر جواد وزميله الخميس، الكتب الطبية بأسعار تقل عن أسعارها في المكتبات الأخرى بـ100 ريال للكتاب، يقول “نجلب الكتب جديدة من أميركا واستراليا، ونرفض بيع الكتب المستعملة، والهدف أن يكون لكل طالب طب كتبه الورقية في مكتبته الخاصة، ما يمكنه من الرجوع إليها عند الحاجة”.
وواجهت المكتبة في مرحلة التأسيس، عقبات أدت إلى ضعف الإقبال على شراء الكتب، لكنهما يؤكدان أن الإقبال أصبح “جيداً”، ثم أتبعه إقبال “شحيح”، والآن “لا بأس به”.
وتابع “نعتمد في عملية تسويق الكتب على الإعلانات في المنتديات، وغالباً نكون رعاة لبعض الملتقيات الطبية، ونعرّف بالمكتبة، التي غالبية زبائنها من القطيف، فمازالت غير معروفة على نطاق واسع”، مشيراً إلى أن مشروع المكتبة لا يؤثر على عمله الرسمي، وكذا الحال مع زميله ميرزا، وقال “نتناوب على المكتبة في الفترة المسائية بعد الانتهاء من الدوام الرسمي في فترة الصباح”.
صديق الإنسان
ويقول الدكتور علي جواد “القطيف تفتقر لمثل هذا المشروع، فهي غنية بالطلاب والطالبات الذين يتخصصون في المجالات الصحية كافة؛ ومن هنا جاء الاحتياج لإنشاء هذه المكتبة”. وأضاف “من واقع خبرة وتجربة، الكتاب هو صديق الإنسان، ومهما تطورت التقنيات سيبقى الكتاب المصدر الذي يرجع له المتخصص كل حين”.
ويضيف “لا يوجد مشروع دون أن يكون هناك اهتمام بتحقيق أرباح”، مردفاً “نحن مهتمون حالياً أن تكون المكتبة محل أنظار زملائنا الأطباء والممارسيين الصحيين، خصوصاً اننا نسعى دائماً لإرضاء زملائنا بالأسعار المناسبة، فنحن نضع في الاعتبار أننا كنا طلاباً، نبحث دائماً عن الأسعار الأقل”.
ونصح دارسي الطب “أن يثابروا في دراستهم، وأن يكون للشخص دافع، والأهم من ذلك؛ أن يسعى كل فرد منهم لتحقيق هدفه الذي كان قد خطط له مهما واجه من صعوبات، فلا يضعف ولا يستمع لمن يثبط من طموحه”.
وأضاف جواد “الدافع لتأسيس المكتبة بالدرجة الأولى، توجيه طلاب الطب للكتب الشائع استخدامها في الدراسة الجامعية الطبية، وأيضاً توجيه الناس لاقتناء الكتاب الأنسب في التخصص الصحي المطلوب”.
اقتناء المراجع
بدورها، تقول الطبيبة المقيمة ملاك أبو سعيد “إن اقتناء المراجع الطبية يُعد أحد أهم الأدوات، التي تواجه طالب الطب للحصول على المعلومات الطبية الموثوقة، وذلك يتم عن طريق شراء الكتب من المكتبات العامة، أو استعارتها من مكتبة الجامعة، أو شرائها عن طريق مواقع عبر الانترنت ورقياً أو إلكترونياً”.
وترى أن هناك صعوبة في اختيار المرجع المناسب لطالب الطب. وتضيف “بعض الكتب يكون مقترحاً عن طريق الدكتور في المحاضرة، وبعضها عن طريق سؤال الدفعات السابقة، والبعض يقوم باستشارة أفراد العائلة أو أحد المعارف ممن يدرسون الطب، وأحياناً يقوم الطالب بتجربة حظه، باقتناء أحد المراجع ومحاولة دراستها، وفي هذه الحالة قد يصيب وقد يخيب”.
وتشد أبو سعيد، على أن المساعدة مهمة للطلبة فيما لو اختار الطالب مرجعاً متقدماً في المستوى (كمستوى الطبيب الاستشاري)، لا يتناسب لمستوى طالب الطب، ما يؤثر في استيعاب بعض المعلومات، خاصة لو كان في المراحل الأولية الأساسية من الدراسة”.
وترى الدكتور ملاك أبو سعيد، في وجود مكتبة متخصصة في المراجع والكتب الطبية “نقلة نوعية كبيرة في محافظة القطيف، التي تعتبر ولّادة لكفاءات متعددة من أطباء وممارسين صحيين”، مضيفة “المكتبة تعمل على تسهيل وتيسير وسرعة وصول الطلاب وغيرهم من المهتمين لاقتناء الكتب الطبية والمراجع المناسبة لكل مرحلة وكل تخصص”.
كطالبه سابقه كانت الكتب مقتصره على مكاتب معينه وغير موجوده في القطيف ماكان سهل الواحد يحصل الكتب اللي يطلبها منا الدكاتره ، ايضا جميل الواحد تكون عنده مكتبته الخاصه وكتبه الطبيه اللي يحتاجها ، اتمنى ليهم التوفيق لانها فكره مبدأها المساعده اكثر من التسويق
بارك الله في جهودكم ووقتكم ومالكم هذا هو المأمول من خيرة شباب القطيف ، هذا هو العطاء الذي ينبع و ينمو ولا ينضب خالص الدعاء بالتوفيق لابناء القطيف الاعزاء
كطالبة طب، وأنا أقرأ الكلام غلبني شعور الدعم والمساعدة في هذا المشروع القائم على المبادرة و هدف اجتماعي حسن. هذا المجال يصبح اقوى واسمك وحدة كلما نظر كل شخص للاخر من نافذة انا كنت طالب زيك في الماضي وبكون الشي الي انا دورته وما شفته لك. لان الاهم هو المعرفة والتأسيس الصح. مهنة نبيلة وهدف نبيل كله لمصلحة الصحة وتوفير الافضل للمجتمع. بوركتم
فكرة إنشاء مثل هذه المكتبة المتخصصة، هي فكرة رائدة تسهل على طلاب العلوم الصحية من سكان المحافظة الحصول على الكتب في مجال دراستهم، فتوفر عليهم الوقت والجهد والأهم هو اختيار الكتب المناسبة، خاصة إن تلك المكتبة تحت اشراف متخصصين بالمجال الصحي وهذا مالايتوفر بأي مكتبة أخرى، وفقتم وبوركت جهودكم أيها القائمون على هذا المشروع الرائع.