في سيهات.. من يوقف المستهترين؟
جـعـفـر الـنـصر
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف من مساء الجمعة 29/ 2/1442هـ الموافق 16/ 10/2020م، وقد عدت لتوي من الممشى الرائع الذي أنشئ في سيهات، بمحاذاة الشارع الخامس عشر، إلى الشمال من حي الخليج، غربي نادي الخليج، هذا الممشى الذي نال إعجاب الجميع، فكل الشكر والامتنان لكل من عمل على تحقيق هذا الإنجاز..
كنت مسرورا وأنا أستمتع بالمشي على هذا الممشى الجميل، بعد انقطاع دام أشهرا بسبب جائحة كورونا، محاولا استعادة شيئ من لياقتي التي افتقدتها، رغم محاولتي التعويض عن ذلك الانقطاع ببعض الحركة وممارسة بعض التمارين البدنية البسيطة في المنزل بين الحين والآخر.
على أية حال، لا أريد أن أبتعد عن الموضوع الأساس، الذي دفعني لكتابة هذه السطور، وأعود إلى العنوان: “من سيوقف هؤلاء المستهترين؟”.. هل هو مرور محافظة القطيف؟.. أم شرطة سيهات؟.. أم الأمانة، ممثلة ببلدية القطيف فبلدية سيهات؟.. لا أدري، إن كانت هذه الجهات، أو غيرها، بمقدورها أن توقف أولئك المستهترين من أصحاب الدراجات النارية؟.. قبل بضعة أيام فقط، تم تداول صورة لتمزيق جزء من الطبقة التي رصف بها هذا الممشى، وهي طبقة إسفنجية، بلون أزرق، هي مادة عالية التكلفة كما فهمت، وأنها ضرورية لراحة المشاة وسلامة ركبهم وأقدامهم.. هذا وقد بادرت الجهة المعنية مشكورة بإصلاح ما تم تخريبه..
كنت أظن – بحسن نيتي – أن من تسبب في ذلك قد ارعوى وثاب إليه رشده، وشعر بالندم والخجل، بينه وبين نفسه على الأقل، وأنه لن يعود لفعلته تلك مرة أخرى.. لكن، للأسف الشديد، قد خاب ظني، عندما رأيت أمام ناظري ما عكر صفو مزاجي، وأفسد علي متعتي بالمشي، رأيت دراجة نارية يمتطيها شابان قادمة أمامي على نفس الممشى، ولم تخرج منه تلك الدراجة النارية إلا عند اقترابها مني.
كثير من الناس، في أرقى بلاد العالم – وبلادنا ليست استثناء – لا يحترمون القانون إلا إذا وجدوه ماثلا أمامهم، مهما بلغت مجتمعات تلك البلدان من العلم والثقافة والوعي والتقدم الحضاري.. لا يكفي أن يسمع الناس مواعظ وإرشادات، وأن تصدر من الأنظمة والقوانين المكتوبة ما شاء الله.. نعم، يريدون أن يروا القوانين والأنظمة ماثلة أمام أعينهم على الطرقات والشوارع، وفي كل الأماكن، تلك هي دوريات المرور.. يريدون أن يروا صاحب اللباس الرسمي الممثل لجهته المعنية يتجول بين الناس في الحدائق والمتنزهات والشواطئ، لتحرير المخالفات لكل من يرمي فضلات متاعه على الأرض دون أن يكلف نفسه عناء رميها في برميل القمامة الذي هو على مقربة من مكان تواجده.. في تلك الأماكن يريد صاحب الدراجة النارية أن يرى أمامه من يوقفه ويمنعه من الدخول للأماكن غير المسموح له بالدخول إليها، ولا يتركه الموظف الرسمي إلا بعد أن حرر بحقه المخالفة.. ولهؤلاء أيضا، وفي مثل هذه الأماكن قد يقتضي الأمر وضع كاميرات مراقبة على مدار الساعة..
نعم، أيها السادة المسؤولون، الناس يريدون أن يروا النظام مجسدا يسير معهم أينما كانوا وأينما حلوا.
وختاما، أعيد لكم السؤال الذي بدأت به كلمتي هذه: ((من سيوقف هؤلاء المستهترين))؟..