الجنبي: صرخة أبو الرحى منحت مُضر ذهب النخبة.. وفكرة الاعتزال واردة "عمدة الكواسر" يروي كيف ترجل من سيارة الإسعاف مصاباً ليعود لمباراة النور
وجود 8 لاعبين بصفوف المنتخب يؤكد قوة يد القديح
القطيف: عبدالمحسن آل عبيد
أقل ما يمكن أن يوصف به لاعب فريق مُضر الأول لكرة اليد حسن الجنبي، أنه “قائد استثنائي”، صاحب كاريزما خاصة، جعلت منه محبوباً من الجميع، حتى أولئك الذين يتنافسون معه بشراسة داخل الميدان. وبكفاءة عالية وإصرار تجاوز الحدود؛ نجح الجنبي في تسيد منصات التتويج من خلال 11 لقباً، تُوج بها ناديه “مُضر”، فاستحق أن يحمل لقب “عمدة الكواسر”.
تضحيات الجنبي في الملاعب لإسعاد جماهير مُضر كثيرة، بلغت ذروتها عندما رفض الذهاب إلى المستشفى للعلاج من إصابة في الرأس، وأكمل المباراة أمام الوحدة، إلى أن تُوج “الملحان” بالذهب،
بطولات الجنبي مع الفرق التي لعب لها كثيرة متنوعة، فقد حقق لقب البطولة العربية مع الخليج، وبطولة كأس الأمير سلطان بن فهد برفقة الخليج والوحدة، في الوقت الذي شارك فيه مع المنتخب السعودي الأول لكرة اليد في 5 بطولات لكأس العالم، ومع مُضر في بطولتين لكأس العالم للأندية.
وفي حواره مع “صُبرة”؛ سرد الجنبي الكثير من المعلومات والقصص عن مسيرته في الملاعب، عاقداً مقارنة بين جيل اللاعبين في مُضر سابقاً، والحالي، وتطرق إلى موعد اعتزاله.. ومن هنا كانت البداية..
البطولة الآسيوية
* شاركت قائداً في كل الألقاب التي تحققت ليد مُضر، فأي الألقاب كانت الأقرب لقلبك؟
الحمد لله الذي وفقني لتحقيق كل الألقاب مع يد مُضر، وحقيقة كل الألقاب عزيزة على قلبي، لكن يبقى لتحقيق أول بطولة نخبة عام 2008، والبطولة الآسيوية 2011، وكذلك بطولة النخبة الأخيرة، طعم خاص.
* عاصرت العديد من الأجيال في يد مُضر، فما الفرق بين الجيل الحالي والسابق؟
تتغير الأجيال، وتبقى القتالية والحماسة عنواناً لأبناء مُضر، لكن الجيل السابق كان يمتاز بالسهولة فيما يتعلق باحتواء اللاعبين، والعمل برفقتهم بروح الفريقق الواحد، فيما يمتاز الجيل الحالي بأنه أكثر تفتحاً، ويمتلك قابلية للتطوير فنياً وفكرياً، لكن صعوبته تكمن في طريقة الاقناع، وكيفية تسيير رغباتهم الخاصة مع توجهات الفريق.
ورغم أن الجيل الحالي هو امتداد حقيقي للسابق، إلا أن وجود 8 لاعبين في المنتخب السعودي الأول، يعكس مدى التطور الذي تعيشه لعبة كرة اليد في القديح، وفي مضر تحديداً.
خروج مُضر
* كل الأحاديث أشارت إلى خروج مُضر خالي الوفاض ودون ذهب خلال الموسم الحالي، فما الذي تغير ليعود “الأملح” بطلاً ومنافساً قوياً؟
اعتاد مُضر في السنوات الأخيرة على اعتلاء منصات التتويج، ومهما تغيرت الظروف واللاعبون والإدارات، فإن نجوم مُضر وجماهيرهم لا يقبلون الوجود في أي محفل من أجل المشاركة فقط.
وعقب ضياع الأمل في تحقيق لقب الدوري؛ انصب تركيزنا على بطولة الكأس، وهو ما قادنا لتجاوز الخليج في الدور النصف نهائي، والتغلب على الوحدة المدجج بالنجوم في المباراة الختامية، لنؤكد أن يد مُضر حاضرة لا تقهرها الظروف.
الحصول على لقب الكأس أعاد لنا الثقة، ليبدأ التفكير منذ تلك اللحظة منصباً على ذهب بطولة النخبة، التي ساعدنا إقامتها في جدة على التقارب والتكاتف بشكل أكبر، ما زاد من لغة التفاهم بيننا، لينعكس ذلك على الروح القتالية التي كانت حاضرة طوال فترة المعسكر الذي سبق البطولة، ووجدت هذه الروح بكل قوة أثناء منافسات البطولة، لتتوج ايجابياتها باحتضان لقب بطولة النخبة للمرة الخامسة في تاريخ اليد المضراوية.
صاحب حضور
* رغم الإصابات المتتالية والقوية، إلا أن حسن الجنبي يعيد اكتشاف نفسه في كل بطولة ليكون صاحب حضور متألق وخاص.. فهل لك أن تكشف السر خلف ذلك؟
الإنسان يجتهد ويعمل ويقاتل، لكن يبقى التوفيق بيد رب العالمين قبل أي شيء آخر، فيما لا يخفاك الدور الكبير الذي تلعبه شريكة حياتي في ذلك، فهي تمنحني الاستقرار والدافع من أجل مزيد من التألق. وحقيقة بت أكثر اقتناعاً بمقولة: “وراء كل رجل عظيم امرأة”. كما لا أنسى الأهمية الكبرى لرضا الوالدين، وكذلك الدعاء المستمر لأهالي القديح، إضافة إلى الثقة التي يوليها فيّ من حولي، كلها أمور ساهمت في تألقي وبروزي طوال السنوات الماضية.
* الاعتزال يبقى أحد أصعب القرارات.. فهل اتخذت قراراً حاسماً حول ذلك؟
لا أخفيك سراً بأن هذا الأمر يراودني وبكل قوة، فكثرة الإصابات والتحامل عليها، وكذلك بعدي المستمر عن العائلة، كلها أمور تجبرني على إعادة التفكير في استمراري بالملاعب، لكنني أحتاج في البداية للتفكير بشكل منفرد، ومن ثم استشارة الأهل والمقربين وكذلك أخواني اللاعبين، قبل اتخاذ هذا القرار الصعب.
ـ تعودت على التتويج بدعم لا مثيل له من قبل جماهير مُضر، لكن جنونهم كان غائباً، فكيف كان شعور التتويج دونهم؟
لا يمكنك وصف الإحساس بالمتعة والجنون الذي تعيشه برفقة جماهير مُضر العاشقة أثناء الإنجازات، وحقيقة كان غيابها الحلقة المفقودة في تتويجنا المميز بلقب النخبة الأخير، لكن أمنياتي بأن تزول هذه الظروف الصعبة، لنستمتع بوجود عشاقنا في المدرجات من جديد.
سيارة الإسعاف
ـ رفضت الذهاب للمستشفى خلال لقاء الوحدة وعدت من سيارة الإسعاف لتقود “الكواسر” لانتصار مهد الطريق نحو الذهب.. فهل لك أن تحدثنا عن تلك اللحظات؟
أثناء إصابتي في مباراة الوحدة، تم نقلي من الصالة إلى سيارة الإسعاف للذهاب إلى المستشفى وأثناء وجودي داخل سيارة الإسعاف، سألت أحد أفراد الطاقم الطبي عن الوقت المقدر للذهاب للمستشفى والعلاج، وأجاب بأنه يحتاج لما يقارب 45 دقيقة، فطلبت منهم لف إصابة الرأس داخل سيارة الإسعاف من أجل العودة لمشاركة زملائي في هذه المباراة الصعبة. والحمد لله الذي وفقني لإكمال المواجهة والمساهمة رفقة زملائي في الانتصار الذي تحقق.
ـ لحظات صعبة عاشها الفريق وجمهوره خلال مواجهة النور الأخيرة، حيث كانت كل المؤشرات تشير إلى تفوق النور. فما السر الذي قادكم للانتفاض وقلب الطاولة في وجه أبناء سنابس؟
صرخة هي من غيرت ملامح المواجهة المثيرة، فعند الدقيقة الـ20 من عمر الشوط الثاني، كان النور يتفوق علينا بفارق 3 أهداف، فطلب عبد المنعم هلال وقتاً مستقطعاً، لتدوي صرخة منير أبو الرحي في مسامعنا، مطالباً إيانا بالقتال، فدقائق تفصلنا عن الانتصار والتتويج، وحقيقة هزّ هذا الموقف مشاعرنا كلاعبين، وكانت تلك الصرخة هي لحظة الانطلاقة، التي مكنتنا من تغير مجريات المواجهة، والظفر بذهب النخبة.
هيبة رئيس
ـ في الختام سنطلب منك أن تصف لنا الأسماء التي سنذكرها في كلمات بسيطة..
سعيد الجارودي: منجم ذهب.
مصطفى شهابية: هيبة رئيس.
عبدالمنعم هلال: الداهية.
موسى الهزاع: المعين الذي لا ينضب.
اللاعبون: المحاربون الأشاوس.
جمهور مُضر: لا توفيكم الكلمات.
إعلام مُضر: العلامة الفارقة.