بميزانية 7 آلاف ريال سنوياً.. “صُم القطيف” يلامسون كأس بطولة المملكة للقدم بعد الترجي والنور.. الخليج يمنح الفريق الملعب الرديف للتدرب
القطيف: شذى المرزوق
بعد نادي الترجي والنور، لم يتردد نادي الخليج في سيهات في استضافة تدريبات 17 لاعباً من فريق صُم القطيف، لتهيئهم للدور نصف النهائي من بطولة المملكة لكرة القدم، بعد تصدره الترتيب في دوري المجموعات، مُحققاً المركز الثاني في المجموعة الثانية، ضمن 4 فرق، هي: الرياض، والباحة عن المجموعة الأولى، وأبها والقطيف عن المجموعة الثانية.
ووصلت هذه الأندية إلى التصفيات النهائية، المقرر إقامتها في العاصمة (الرياض) نهاية ربيع الأول الجاري.
ولم يكن توفير ملعب يتدرب فيه صم القطيف، هو العائق الوحيد أمام الفريق الذي يواجه “ضائقة مالية” تعيق مسيرته، بسبب “ضعف موازنته”، والتي لا تتجاوز 7 آلاف ريال سنوياً.
أندية الترجي والخليج والنور فتحت ملاعبها للاعبي مركز الصم.
أندية داعمة
وأشاد أمين سر ومترجم مركز القطيف للصم فؤاد الحمود، بدعم بعض أندية المحافظة للمركز، ومساندتهم لتذليل أي صعوبات قد تواجه الفريق في مسيرته، لتحقيق أفضل النتائج في مشاركاته الرياضية، بدءاً من الترجي إبان رئاسة الرئيس السابق إحسان الجشي (رحمه الله) مرورًا في النور من سنابس، والذي استقبل الفريق بحفاوة مع بداية الموسم الرياضي الحالي، مجهزاً ملاعبه لاجراء التدريبات الرياضية للدخول في المنافسة، وهو ما أثمر عن تأهل لاعبي صم القطيف للدور النصف النهائي من البطولة .
ورحب نادي الخليج باستضافة فريق الصم على ملعبه، رغم حاجته للملعب الرديف للفئات السنية لديه، بحسب ما ذكر الحمود، الذي وصف دعم الخليج بأنه “كريم”.
وقال “حاجتنا الآن للملعب الرديف أكبر، حيث أن المباريات التي ستقام في الرياض لن تكون على ملعب مغطى بعشب طبيعي، وللدخول في جو المنافسة، كان خيارنا الأنسب الخليج، الذي لم يتردد في تقديم الدعم لنا، بفتح أبواب ملعبه لحصصنا التدريبية، رغم الحاجة الماسة له”.
وأضاف “نستعد حالياً لتهيئة فريق الصم خلال الأسبوعين المقبلين، لخوض المنافسات القادمة بقيادة كابتن الفريق محمد شوقي النمر، الذي يبذل قصارى جهده بطموح عال، لتحقيق بطولة قطيفية أخرى تضاف لرصيد المركز”.
الخليج للجميع
من جهته، أكد رئيس نادي الخليج الدكنور حبيب الربعان، أن “أبواب وملاعب الخليج ليست قصراً على أبناء مدينة سيهات ولاعبيها، بل المجال مفتوح للجميع”.
وأشار إلى أن بيئة الخليج “حاضنة لابداعات وطاقات وطنية، لا تقف عن حدود مناطقية، والهدف الأسمى هو توفير المجال لجميع الفئات بمختلف الأنشطة الرياضية لتحقيق بطولات تمثلنا جميعاً كأبناء وطن واحد”، متمنياً لفئة الصم من لاعبي القدم “التوفيق في تمثيل المملكة خير تمثيل وهم أهل لذلك”.
وأضاف الربعان أن “تهيئة الملعب الرديف لتدريبات هذه الفئة العزيزة على قلوبنا، جاء بتنسيق لا يتعارض مع أوقات وحصص التدريب الخلجاوية للشباب والناشئة، ولن تؤثر في استعدادات الفرق المختلفة في المنافسات المقبلة”.
وتابع “بقدر الإمكان، سندعم هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتقديم أفضل ما لديها في المشاركات الرياضية، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون معهم، ومع كل جهة تحتاج للمساندة لتحقق أرقاماً قياسية، تضاف للرياضة السعودية، كما نطمح لعمل برامج خاصة مستقبلية لهذه الفئة”.
مركز صم القطيف تُوج ببطولة المملكة لألعاب القوى.
بطولات سابقة
وكان مركز صم القطيف قد تُوج بالمركز الأول في بطولة المملكة لألعاب القوى، التي نظمها الاتحاد السعودي لرياضة الصم في مدينة الملك فيصل الرياضية في مدينة جازان نهاية محرم الماضي.
وقال الحمود إن مركز الصم بالقطيف “تصدر مراكز متقدمة في أعوام سابقة، وتُوج بطلاً في كرة الطائرة بعد تحقيقه المركز الأول، وكذا كان في لعبة تنس الطاولة في خماسيات كرة القدم التي لطالما كان فيها رديفاً للمركز الأول، كما سبق له تحقيق مراكز مميزة في لعبة البولنج.
مركز الصم يضم 17 لاعباً ويطمح للتحول إلى ناد.
تطلعات مستقبلية
وذكر الحمود أن المركز يضم 17 لاعباً، بإشراف رئيس المركز عادل آل عويشير، والمشرف الفني المدرب الوطني عباس السادة، والمساعدين محمد صاهول وفؤاد المياد، ويتطلع لتحويله لناد حيوي كبير، ينافس بامكانات أكبر تحقق له الطموح الذي يسعى له، بهدف إعداد فرق مؤهلة لبرامج تنافسية، ضمن استراتيجية تطويرية تلبي احتياجات هذه الفئة، وتسهم في تقديم إنجازات نوعية تحقق رؤية المملكة، بحيث يساهم المركز في صقل مواهب هذه الفئة ورفع وتيرة الابداع في المجتمع، على نحو يكون فيه الأصم شريكاً أساسياً في هذا البناء.
صم القطيف.. طموحات كبيرة وإمكانات محدودة
الحاجة للدعم
ورأى الحمود، أن المركز “في حاجة للمساندة، مادية كانت أم معنوية، تدفع به لتحقيق تطلعاته وطموحه، خاصة انه لا يملك ميزانية سنوية سوى دعم بسيط، لا يتجاوز 7 آلاف ريال من الاتحاد السعودي لرياضة الصم، وليس لديه مقر دائم رغم منافسته في الكثير من البطولات، كما أنه لا يملك الا مكتباً مؤجراً تُدار فيه الشؤون الرياضية، والفنية للفرق الرياضية المختلفة، في المركز، ما يثقل من كاهل الادارة أكثر”.
وتمنى أن يتبنى أحد الأندية هذا الدور بتوفير جزء من مبناه لادارة مركز الصم، ما يمكنها من متابعة شؤون الفرق الرياضية ويخفف عنها أي هدر مالي يمكن استغلاله في خدمة اللاعبين وتدريبهم”.